نيكولا لينر سفير إيطاليا لدى الإمارات لـ «البيان الاقتصادي»:

إكسبو دبي سيحقق نجاحاً هائلاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد نيكولا لينر سفير إيطاليا لدى الدولة، ثقته بأن إكسبو 2020 دبي، سيحقق نجاحاً هائلاً، بغض النظر عن حالة الجائحة، مشيراً إلى أن الحدث سيثبت للعالم بأسره مدى أهمية الابتكار والتواصل المتبادل في تشكيل مجتمعاتنا، وقال إن المعرض سيمتد لـ 6 أشهر، لكن «روح دبي» ستبقى إلى الأبد.

وفي تصريحات لـ «البيان الاقتصادي»، قال لينر: يحدوني أمل كبير في أن يكون العالم مسيطراً على الوباء بحلول شهر أكتوبر، ويرجع الفضل في ذلك بشكل أساسي إلى التقدم المحرز في حملة التطعيم على مستوى العالم، وبالتالي، فإن إكسبو 2020 دبي، سيجذب عدداً كبيراً من الزوار الدوليين.

أفكار جديدة 

ونوّه السفير الإيطالي بأن إكسبو دبي أول حدث عالمي واسع النطاق في عالم ما بعد الوباء الذي نأمله ينحسر قريباً وأضاف: إنه حدث ضخم ومهم للغاية من نواحٍ كثيرة، حيث يسلط الضوء على أهمية التعاون بين البلدين، ويظهر كيفية تغلبنا على التحديات التي حصلت باستخدام الأفكار الجديدة والتواصل رقمياً. وبصفتها رئيس مجموعة العشرين، تحرص إيطاليا بشكل خاص على المساهمة في هذا الجهد العالمي على أكمل وجه.

وحول أهم عوامل إكسبو دبي مقارنة مع الدورات الماضية لمعارض إكسبو الدولية قال لينر:

نتصور أن يكون إكسبو دبي مختلفاً عن معارض إكسبو الأخرى، ليس فقط لأنه أول معرض تستضيفه دولة عربية، ولكن أيضاً لأنه يأتي بعد فترة من الاضطراب الهائل لاقتصادات ومجتمعات العالم. نتمنى أن تجري فعاليات هذا الحدث الاستثنائي وفق أعلى قيم النجاح الذي عودتنا عليه دبي. إكسبو 2020 دبي سيجمع أحدث الأفكار المطورة القائمة على الابتكار والاندماج والتعاون.

هندسة إبداعية 

وأوضح لينر أن الجناح الإيطالي في معرض إكسبو دبي بات على وشك الاكتمال، وقد صمم طبقاً لفن الهندسة المعمارية الإبداعية لتمثيل فكرة الجمال الذي يربط الناس، لافتاً إلى أن الجناح يتموضع تحت أجسام ثلاث سفن مقلوبة، وسوف يروي قصة جذابة تمس إنجازات البلاد في مختلف المجالات المتنوعة مثل الفن والتكنولوجيا والهندسة والاستدامة.

سيتم عرض الموجودات باستخدام أفضل أنظمة البناء والتكنولوجيا ومكونات المعارض المتاحة. وسيكشف الجناح النقاب عن الموضوع الشامل للتقنيات الابتكارية لحملات الاستدامة والاقتصاد والهندسة الرقمية. 

مرونة وتكيف 

وفيما يتعلق بتعاون الإمارات مع إيطاليا لمواجهة تحديات الجائحة قال لينر: بالنسبة لكل من إيطاليا والإمارات وبقية دول العالم، كان العام الماضي الأكثر صعوبة منذ أكثر من جيلين. الاضطراب الاجتماعي والاقتصادي مشابه لما حدث في أعقاب الحرب العالمية الثانية ومع ذلك، حتى في هذه الظروف غير المسبوقة، أظهرت مجتمعات الأعمال لدينا مرونة رائعة وقدرة كاملة على التكيف مع الوضع الراهن.

وقد ظهر ذلك من خلال الطرق التي عززنا بها العقود الحالية، وكذلك من خلال آليات العمل التي تبنينها بخصوص الاتجاهات الجديدة التي أحدثها الوباء.

علاوة على ذلك، عملت حكومتا البلدين بشكل وثيق طوال هذه الفترة، لدعم أعمالنا وضمان استمرار ازدهارها ضمن هذه البيئة الجديدة من التغيرات. أصبح هذا ممكناً بسبب الموارد المالية غير العادية المتاحة لنا، بما في ذلك تلك القادمة لإيطاليا من خلال خطة التعافي الذي قام بها الاتحاد الأوروبي.

وأشار السفير الإيطالي إلى أن الجائحة أثرت على التبادل التجاري مع الإمارات، لكن وبالرغم من ذلك نما التبادل التجاري المتعاقد في الربع الأول العام الماضي بنسبة 4 % فقط، وسجل النصف الثاني من العام علامات مشجعة على الانتعاش. أما بالنسبة لعام 2021، فمن المتوقع أن تنمو الصادرات الإيطالية إلى الدولة بنسبة 12.9 %.

كفاءة عالية 

أكد نيكولا لينر أن الإمارات تمكنت منذ بداية الجائحة من إدارة الأزمة الصحية بكفاءة عالية، ويرجع الفضل في ذلك إلى أنظمتها المتطورة في إجراء الفحوصات والاختبارات الطبية، جنباً إلى جنب مع تعقب الاتصال بدقة ووجود مرافق العزل واستخدام العلاجات المبتكرة للحالات الأكثر خطورة. 

وأضاف: تعتبر الوتيرة السريعة لحملة التطعيم الحالية مثالاً آخر على كفاءة الخدمة الصحية في الإمارات، ومن المؤكد أنها ستمهد الطريق للعودة إلى الحياة الطبيعية في المستقبل القريب. وأثناء مرحلة عدم اليقين هذه، تعاونت إيطاليا والإمارات عبر تبادل نتائج المشاريع البحثية المختلفة.

كما أن إيطاليا ممتنة للغاية لتزويدها بالمعدات الطبية التي قدمتها دولة الإمارات في أبريل الماضي، والتي جاءت في أصعب مرحلة من الوباء الذي شهدته بلادنا. وكانت هذه البادرة مجرد مثال واحد على الدعم السخي الذي قدمته دولة الإمارات لنا ولدول أخرى حول العالم.

رؤية المستقبل

وفيما يتعلق بأبرز المقومات الجاذبة التي تتمتع بها الإمارات بالنسبة لمجتمع الأعمال الإيطالي قال نيكولا لينر: قبل كل شيء، إنها رؤية الإمارات للمستقبل، والأهم من ذلك أنها القدرة على تحقيق هذه الأحلام عبر الأفكار المبتكرة والشاملة.

هذا شيء يجذب ليس فقط رجال الأعمال، ولكن السياح من جميع أنحاء العالم. أعتقد أن هناك علاقة متميزة بين بلدينا ونكمل بعضنا البعض بشكل رائع. وبهذا الشأن، فإن المجتمع الإماراتي معجب بالتاريخ والثقافة الإيطالية ونوعية الحياة فيها، والشعب الإيطالي أيضاً سعيد بالبعد الفكري والعمق الثقافي لدولة الإمارات.

لذلك يترجم هذا الفهم المشترك إلى أعمال ومشاريع ناجحة، ويعني أن إيطاليا مطلوبة على نطاق واسع لتقنيتها ودرايتها، بينما تحظى دولة الإمارات بالإعجاب كونها توفر بيئة أعمال مزدهرة.

ولفت السفير الإيطالي إلى أن شركات بلاده تتمتع بحضور طويل الأمد في الإمارات، وخاصة في مجال النفط والغاز والبنية التحتية، مضيفاً أن مستقبل علاقتنا يعتمد أكثر فأكثر على المشاريع المشتركة في القطاعات المبتكرة، مثل الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وعلوم الحياة والتكنولوجيا الزراعية والأمن السيبراني والمدن الذكية، وجميع التقنيات اللازمة لجعل اقتصاداتنا مستدامة بشكل متزايد.

لهذا السبب، سيساعدنا تعزيز تعاوننا العلمي في تطوير علاقاتنا التجارية في المستقبل. واختارت العديد من المجموعات التجارية المهمة دولة الإمارات مقراً لها، نظراً لهذه الميزات التي تهدف إلى نمو الأعمال وتعزيز استدامتها.

 
Email