إكسبو 2020 يسلط الضوء على حلول لتحديات الغذاء والتغذية والزراعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظّم إكسبو 2020 دبي، يوم 23 فبراير الجاري، بالتعاون مع شركة بيبسيكو، شريكه الرسمي للمشروبات والوجبات الخفيفة، أحدث برامج فعاليات الحدث الدولي لفترة ما قبل انطلاقه تحت عنوان "محادثات إكسبو: الغذاء والزراعة وسبل العيش"، حيث تركز النقاش حول موضوع توفير الغذاء لشريحة سكانية عالمية متنامية جنبا إلى جنب مع تقليص أثرنا البيئي.

وجمعت الفعالية كبار صانعي السياسات وخبراء الأمن الغذائي والتغذوي من جميع أنحاء العالم لبحث الحاجة الملحّة إلى أنظمة غذائية فعالة وشاملة ومرنة في عالم يشهد، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ذهاب أكثر من 690 مليون شخص إلى فراشهم جائعين، وتضاعُف عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى أكثر من 270 مليونا بسبب تداعيات كوفيد-19.

تضمنت "محادثات إكسبو: الغذاء والزراعة وسبل العيش"، المتاحة لمن يرغب في مشاهدتها، سلسلة من الحلقات النقاشية، منها ما نظّمه مشاركون دوليون في إكسبو، لبحث كيفية بناء نظام غذائي عالمي مستدام، وتطرقت إلى الابتكارات والتقنيات الجديدة التي ستمكننا من خدمة عالم يُتوقع أنه بحلول عام 2050، سيحتضن أكثر من تسعة مليارات نسمة.

واستعرضت المحادثات كيف يدرك إكسبو 2020 بالفعل التزامه بأنظمة الغذاء المستدامة عبر تنسيق المناظر الطبيعية والعمارة وفنون الطهي في موقعه.

في افتتاح الفعالية، قالت معالي ريم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، المدير العام لإكسبو 2020 دبي: "اليوم، يمثّل الأمن الغذائي معتقدا أساسيا لا يقبل الجدال من معتقدات الكرامة الإنسانية الحقيقية. في الأسابيع والأشهر الأولى من تفشّي جائحة كوفيد-19، خضعت قدرة جميع البلدان للامتحان، الأمر الذي كشف بجلاء ضعف سلسلة القيمة الغذائية العالمية. ومع ذلك، فإننا بعد هذا الامتحان القاسي، نملك الفرصة الآن لنعيد تصوّر تلك السلسلة، ونتعلم كيف نتخذ الخيارات الصحيحة ونطبق أنظمة أكثر استدامة ".

وقالت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي: "يقام إكسبو 2020 على خلفية جائحة هزّت العالم وعرقلت أنظمته الغذائية إلى حد غير مسبوق، فهددت الملايين بالجوع وسوء التغذية. هذا الوضع منح إكسبو الدولي المقبل، بشعاره ’تواصل العقول وصنع المستقبل‘، أهمية جديدة، وهي أنه سيمثل منتدى حيوي تعمل فيه حكومات العالم على هندسة تحويل النُظُم الغذائية العالمية للمستقبل"

"لحسن الحظ، فإن التقنيات الزراعية الحديثة، تمنحنا الأمل، إذ إنها تمكّننا من إنتاج الغذاء باستخدام قدر أقل من الموارد وبتأثير بيئي أقل. وقد اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة زمام الريادة في هذا القطاع انطلاقا من ضرورة رفع نسب اكتفائها الذاتي بسبب التحديات التي تواجهها في زراعة المحاصيل بطرق تقليدية. اعتماد التقنيات الزراعية الحديثة توجه رئيسي في استراتيجيتنا الوطنية للأمن الغذائي، التي تهدف إلى جعل دولة الإمارات مركزا رائدا عالميا للأمن الغذائي القائم على الابتكار بحلول عام 2051. 

"سنعرض أحدث تطوراتنا في قطاع الأمن الغذائي في جناح دولة الإمارات بإكسبو 2020. والأهم من ذلك أننا سنشارك معرفتنا مع الدول الأخرى على مدار ستة أشهر من الفعاليات ضمن أكبر الأحداث المجتمعية العالمية على الإطلاق".

وقال يوجين ويليامسون، الرئيس التنفيذي لشركة بيبسيكو في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا: "في بيبسيكو، نعتقد بوجود فرصة لتغيير الكيفية التي يُنتج بها العالم الأطعمة والمشروبات، ويوزعها، ويستهلكها، ويتخلص منها، لتجاوز ما نواجهه من تحديات مشتركة. شركة بيبسيكو في وضع فريد يسمح لنا باستخدام نطاقنا العالمي من أجل الخير، ونحن نهدف في كل مرحلة من مراحل سلسلة القيمة المعقدة لدينا إلى استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة، وتقليل الانبعاثات، وتعويض المياه، وتحسين منتجاتنا، واستعادة مواد التعبئة والتغليف".

شمل البرنامج جلسة بعنوان "من المزرعة إلى مائدة الطعام: إنشاء نظام غذائي مرن"، عُقدت بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأغذية العالمي، وحضرها كل من معالي مريم المهيري؛ ويانوس فويتشيكوفسكي، المفوض الأوروبي للزراعة؛ وأمير محمود عبد الله، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي؛ وعامر شيخ، الرئيس والمدير العام لشركة بيبسيكو في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان. 

استكشفت الجلسة بعض الممارسات والتقنيات المبتكرة اللازمة لتغيير الطريقة التي ينتج بها العالم الغذاء وينقله، ويستهلكه، ويتخلص منه، وسلطت الضوء على أهمية التعاون. أشاد السيد فويتشيكوفسكي باستراتيجية "من المزرعة إلى مائدة الطعام" التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي، وعدّها خطوة أولى نحو أنظمة غذائية مستدامة، لكنه أشار إلى أن تغير المناخ والتنوع الحيوي من التحديات العالمية التي تتطلب حلولا عالمية.

أما أمير عبد الله فدعا إلى التزام عالمي وإجراءات عاجلة وجريئة، مشددا على أن بناء أنظمة غذائية قوية وموثوقة ومرنة أمر بالغ الأهمية في رحلة العالم نحو تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة.

وسلطت الفعالية الضوء أيضا على الحلول المحلية لمواجهة تحديات الغذاء والتغذية والزراعة، عبر الممارسات الزراعية المستدامة، فضلا عن أحدث الابتكارات التي ترتقي بالإنتاجية لأقصى مستوياتها في المناطق الريفية والحضرية. وانصبّ التركيز على الطرق التي يدعم بها إكسبو 2020 بالفعل عددا من المشروعات المرتبطة بالغذاء والزراعة والتغذية في مختلف أقطار العالم عبر برنامجه للشراكة والابتكار العالمي "إكسبو لايف".

وتشمل هذه المشروعات مؤسسة اجتماعية تايلاندية تساعد المزارعين على زراعة أرُز جاسبيري، وهو حل مستدام وقابل للتطوير، يحركه السوق، للحد من الفقر بين المزارعين، عبر السماح لهم بتوليد دخل يزيد 14 مرة على دخلهم السابق؛ والمركز الدولي للزراعة الملحية في أبوظبي، وهو مركز أبحاث غير ربحي تأسس عام 1999 لمعالجة مشكلتَي رداءة نوعية المياه وندرتها. علاوة على ذلك، يدعم تمويل إكسبو لايف إنشاء مزارع نموذجية للبيئات الصحراوية والقاحلة في شتى أنحاء الإمارات.

كان موضوع "الغذاء والزراعة وسبل العيش" الثامن في سلسلة فعاليات الموضوعات العشر التي يقيمها إكسبو قبل افتتاحه والتي انطلقت بموضوع الفضاء في أكتوبر 2020، وتعمل على جمع صانعي السياسات المؤثرين ورواد الفكر والمشاركين في إكسبو، فضلا عن عموم الجمهور، للمساعدة في صياغة المحتوى والمناقشات المحفزة للفكر التي سيشهدها إكسبو 2020 دبي.

بداية من الأول من أكتوبر 2021 إلى الحادي والثلاثين من مارس 2022، سيسعى إكسبو 2020 إلى توفير حلول تشاركية لأكثر المشكلات إلحاحا في العالم، حيث سيخصص أسابيع لموضوعات من قبيل الأهداف العالمية، والمناخ والتنوع الحيوي، والمعرفة والتعلم، والمياه - للمساعدة في رسم ملامح مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع.

 

Email