مدير عام «دبي للثقافة» لـ «البيان الاقتصادي»:

هالة بدري: دبي تؤسس للاقتصاد الإبداعي بالاستثمار في الثقافة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت هالة بدري مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، أن دبي تؤسس للاقتصاد الإبداعي بالاستثمار في الثقافة. وقالت إن الاقتصاد الإبداعي، بات عنصراً هاماً في اقتصادات دول العالم، من خلال مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وخلقه لفرص العمل، وكونه محركاً للنمو الاقتصادي، وأحد العوامل الرئيسة لتعزيز المكانة الثقافية.

وأوضحت في حوار مع «البيان الاقتصادي»، أن الإبداع والابتكار من أولويات «دبي للثقافة»، لما له من انعكاسات إيجابية بشكل كبير على سياسة ومنهجية التنوع الاقتصادي، مؤكدة التزام الهيئة بخلق وتطوير بيئة أعمال داعمة للثقافة والفنون، وصولاً إلى تأسيس منظومة اقتصادية محفّزة للإبداع، تسهم في تعزيز جاذبية الإمارة للمواهب الواعدة في مختلف قطاعات الأعمال، بالارتكاز على الأصول الإبداعية التي تمتلكها دبي.


استراتيجية محدثة

وقالت إن الهيئة تسعى لتحقيق رؤيتها المتمثلة في تعزيز مكانة الإمارة كمركز عالمي للثقافة، وحاضنة للإبداع وملتقى للمواهب، وبناء على ذلك، أطلقت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، خارطة الطريق الاستراتيجية المحدّثة للهيئة للأعوام الستة القادمة، والتي ركزت ضمن أولوياتها القطاعية على 5 محاور رئيسة، تتمثل في دعم المواهب، من خلال تطوير منظومة بيئية، تشجع على نمو المواهب ضمن المنظومة التعليمية وخارجها، وتمكين المشاركة، بحيث تجعل الثقافة في كل مكان وللجميع، عبر دمج الفن والإبداع ضمن مساحات مدينة دبي، وتحفيز المشاركة الفعالة من قبل كافة فئات المجتمع، وإشراكهم في مسيرة بناء مستقبل إبداعي مستدام للإمارة، ودعم الاقتصاد الإبداعي في الإمارة، عبر خلق منظومة اقتصادية محفزة للإبداع، تضمن اجتذاب المواهب الواعدة إلى عالم الأعمال، لابتكار منتجات إبداعية قابلة للتسويق، ما يسهم في تعزيز أداء الاقتصاد الإبداعي بشكل ملموس، فضلاً عن تعزيز مكانة دبي على الخارطة الثقافية العالمية، الذي يشكل المحور القطاعي الرابع لخارطة طريق الاستراتيجية، والذي ستعمل «دبي للثقافة» على تحقيقه، من خلال دعم السياحة الثقافية، عبر الاحتفاء بالتراث الغني للإمارة، وتعزيز هويتها الثقافية، وتوفير تجارب ثقافية مميزة، تمد جسور التواصل بين مختلف الثقافات، إلى جانب المسؤولية الثقافية، من خلال مأسسة التراث الثقافي، والاحتفاء به، وضمان استمراريته عبر الأجيال.


الاقتصاد الإبداعي

وأكدت أن كوادر الهيئة تدرك أن الاقتصاد الإبداعي، بات عنصراً هاماً في اقتصادات دول العالم، من خلال مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وخلقه لفرص العمل، وكونه محركاً للنمو الاقتصادي، وأحد العوامل الرئيسة لتعزيز المكانة الثقافية، ولطالما كان الإبداع والابتكار ضمن أولوياتنا في «دبي للثقافة»، لما له من انعكاسات إيجابية بشكل كبير على سياسة ومنهجية التنوع الاقتصادي.

وقالت: إننا في الهيئة، ملتزمون بخلق وتطوير بيئة أعمال داعمة للثقافة والفنون، ما ينعكس بدوره على إيجاد منظومة اقتصادية محفّزة للإبداع، تسهم في تعزيز جاذبية الإمارة للمواهب الواعدة في مختلف قطاعات الأعمال، معتمدين في ذلك على الأصول الإبداعية التي تمتلكها دبي. وبلا شك أن خلق منظومة للاقتصاد الإبداعي في الإمارة، بحيث تكون على قدر عالٍ من التنافسية، سيؤثر بشكل مباشر في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي، كما سيدعم توجهات دبي والإمارات إلى تنويع الاقتصاد، ضمن منهجيتها الرامية إلى الاستعداد لمرحلة اقتصاد ما بعد النفط، وبالتالي، يضمن ديمومته، وعدم تأثره بالظروف الاقتصادية العالمية وتقلبات الأسواق، ويحافظ على النمو المستدام للناتج المحلي الإجمالي.

وذكرت أن الإمارات أدركت منذ سنوات، أهمية الصناعات الثقافية والإبداعية، وقد أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في 2018 «مؤشر مساهمة الصناعات الإبداعية» في الناتج الإجمالي المحلي للدولة، بهدف تحديد وتطوير مدى مساهمة قطاع الثقافة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية. وتشير الإحصاءات الرسمية، إلى أن الاقتصاد الإبداعي في دبي، حقق إيرادات إجمالية بلغت 3 مليارات درهم في 2019، مساهماً بنسبة 3 % من الناتج الإجمالي المحلي.

وعلى المستوى العالمي، يسهم قطاع الثقافة والفنون في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وبحسب دراسة «اتجاهات المستقبل – القطاع الثقافي والإبداعي»، التي أصدرتها مؤسسة دبي للمستقبل، بالتعاون مع دبي للثقافة، تبلغ الإيرادات السنوية لهذا القطاع، حوالي 2.2 مليار دولار، أي 3 % من الناتج الإجمالي العالمي. وقدرت الدراسة أن القطاع يشغل عمالة تصل إلى 30 مليون شخص، أي 1 % من سكان العالم. وأكدت الدراسة نفسها، أن للإمارات دوراً رئيساً في اقتصاد المنطقة الإبداعي، بعدما اكتسبت سمعة كمركز للابتكار، عبر الاستثمار في مبادرات ومشاريع ثقافية وإبداعية مختلفة، فضلاً عن التنويه إلى أن حكومة دبي، استثمرت كثيراً في دعم قطاع الثقافة والفنون وتمكينه، بتوفير منصات للمواهب وإنتاجاتهم.


ريادة وجذب

وقالت إن دبي واصلت تعزيز مكانتها الثقافية على مستوى العالم خلال العام الماضي، وقد أظهر «مؤشر المدن العالمية القوية 2020»، الصادر عن معهد الاستراتيجيات الحضرية - مؤسسة «موري ميموريال» اليابانية، تبوّؤ الإمارة المركز الأول إقليمياً، والسادس عالمياً، في معيار التفاعل الثقافي، الذي يقيس أداء المدن من حيث الريادة، والجذب السياحي، وعدد المنشآت الثقافية، وتوفر وسائل راحة الزائرين والتواصل.

وأضافت: ستعمل «دبي للثقافة»، على تعزيز هذه المكانة بشكل مستمر، عبر دعم السياحة الثقافية في الإمارة، من خلال الاحتفاء بالتراث الغني للإمارة، وهويتها الثقافية المتميزة، واستثمار شراكاتها على مستوى العالم مع جهات تلتقي مع توجهاتها، من أجل تعزيز موقعها كهيئة حكومية رائدة في قطاع يحتضن فنانين مبدعين من شتى المشارب الثقافية، لما يقارب 200 جنسية من حول العالم، إضافة إلى التعاون مع الجهات السياحية الفاعلة في الإمارة، لتمكين مشاريع ثقافية مبتكرة، تسهم في مدّ جسور التواصل بين مختلف الثقافات. كما ستواصل الهيئة دورها في رفد المنتج الثقافي المحلي، وترويجه إقليمياً وعالمياً، بما يسهم في جذب المواهب العالمية للعمل والإبداع في دبي. وقد أطلقت الهيئة مؤخراً، مبادرة «مقتنيات دبي»، الأولى من نوعها عالمياً، والتي تعدّ منظومة متكاملة لجمع وإدارة المقتنيات الفنيّة على تنوّع أشكالها، وفق آليات حصيفة للحوكمة، تسهم في إثراء المشهد الإبداعي في دبي، وترسّخ مكانتها كعاصمة عالمية حاضنة للإبداع، ووجهة رئيسة للمبدعين من مختلف أنحاء العالم.


40 فكرة

وقالت إن «دبي للثقافة»، ملتزمة بدعم مستقبل مزدهر للقطاع الثقافي والإبداعي، من خلال تشجيع وتمكين المواهب المبدعة في الإمارات، وصون تراث الإمارة الغني، والاحتفاء به، وضمان وصول الثقافة للجميع. كما تنتهج «دبي للثقافة»، سياسة التفاعل المجتمعي في تصميم الخمسين عاماً المقبلة لدولة الإمارات، عبر إشراك أفراد المجتمع في التخطيط الاستراتيجي، ورسم ملامح مستقبل الدولة، والتي تعتبر ضرورة استراتيجية في تصميم الخمسين عاماً المقبلة. وكنا قد أطلقنا استبياناً مجتمعياً، لاستقبال أفكار كافة فئات المجتمع في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية، خلال الخمسين عاماً المقبلة. وتم رصد 40 فكرة مبتكرة، ضمن إطار قطاع الثقافة. إن مثل هذه الخطط والمبادرات، من شأنها أن تسهم في تطوير العمل التشاركي لطرح الأفكار والتصورات، ورسم ملامح المستقبل في كافة القطاعات والمجالات.


تحول رقمي


وأشارت إلى أن «دبي للثقافة»، تؤمن بأهمية الاستثمار في تكنولوجيا المستقبل والوسائل الرقمية المتقدمة، لتحقيق التميز في الأداء المؤسسي، وتلتزم باستخدام تلك الأدوات لتطوير منهجيات عملها الداخلي ورفع كفاءتها، فضلاً عن حرصها على تطبيق أفضل الممارسات العالمية، التي من شأنها تسهيل العمليات، والارتقاء بتجربة العملاء، وتحقيق المستوى الأمثل من العوائد والنمو. كما تحرص الهيئة على استثمار التقنيات الرقمية الحديثة، عبر جميع أشكال تواصلها مع عملائها وموظفيها، بما يشمل العمليات المؤتمتة، والحلول الرقمية، وجمع المعلومات، وذلك بهدف توفير تجربة فعالة وسلسة لجميع المستفيدين من خدماتها.

وقد نجحت الهيئة، في ظل تفشي جائحة «كوفيد 19»، في قيادة حراك ثقافي شامل، للاحتفاء بكل مكونات القطاع الثقافي في الإمارات ودبي، عبر العديد من المشاريع الجديدة والرائدة، التي وظّفت التكنولوجيا الحديثة، ضمن تجربة متكاملة، تستخدم المنصات الرقمية ومجموعة متنوعة من الابتكارات المستقبلية، بما في ذلك الواقع الافتراضي، والواقع المعزز وغيرها، وقد تمكنت الهيئة من تحقيق التحول الرقمي بنسبة 100 %، إلى جانب تحقيق 100 % من الالتزام بمبادرة بيانات دبي.

كما نجحت في إعادة تصميم شبكة إلكترونية، لتكون أكثر مرونة واستجابة للواقع الجديد، وقد حققت الشبكة نسبة 100 % من الاستجابة، بالإضافة إلى خلو الشبكة من أي انتهاكات أو اختراقات، محققةً 85 % نسبة السعادة في تجربة العمل عن بعد.

كما نظمت الهيئة 4046 اجتماعاً عن بعد، عقد خلالها حوالي 10272 جلسة، بإجمالي 15943 ساعة. علاوةً على ذلك، نظمت الهيئة 745 جولة افتراضية في المتاحف والمواقع التراثية التابعة لها بدبي، لإبقاء أفراد المجتمع على تواصل مع تاريخ الإمارة الغني وتراثها الأصيل، شارك فيها 29,593 زائراً افتراضياً، وقد استحوذت المدارس الحكومية والخاصة على 624 جولة منها، بمشاركة 26,779 طالباً.

 

ريادة وجذب


قالت هالة بدري إن دبي واصلت تعزيز مكانتها الثقافية على مستوى العالم خلال العام الماضي، وقد أظهر «مؤشر المدن العالمية القوية 2020»، الصادر عن معهد الاستراتيجيات الحضرية - مؤسسة «موري ميموريال» اليابانية، تبوّؤ الإمارة المركز الأول إقليمياً، والسادس عالمياً، في معيار التفاعل الثقافي، الذي يقيس أداء المدن من حيث الريادة، والجذب السياحي، وعدد المنشآت الثقافية، وتوفر وسائل راحة الزائرين والتواصل.

وأضافت: ستعمل «دبي للثقافة»، على تعزيز هذه المكانة بشكل مستمر، عبر دعم السياحة الثقافية في الإمارة، من خلال الاحتفاء بالتراث الغني للإمارة، وهويتها الثقافية المتميزة، واستثمار شراكاتها على مستوى العالم مع جهات تلتقي مع توجهاتها، من أجل تعزيز موقعها كهيئة حكومية رائدة في قطاع يحتضن فنانين مبدعين من شتى المشارب الثقافية، لما يقارب 200 جنسية من حول العالم، إضافة إلى التعاون مع الجهات السياحية الفاعلة في الإمارة، لتمكين مشاريع ثقافية مبتكرة، تسهم في مدّ جسور التواصل بين مختلف الثقافات

Email