في ندوة افتراضية نظمها «استثمر في الشارقة»

الشارقة تطلع المستثمرين الألمان على فرص أعمال القطاعات الناشئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظم مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر «استثمر في الشارقة»، التابع لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، مؤخراً، ندوة افتراضية بعنوان «الفرص الاستثمارية للشركات الألمانية في الشارقة»، ضمت مسؤولين حكوميين إماراتيين ودبلوماسيين ورجال أعمال ومستثمرين ألمان.

وتناولت الندوة مزايا الاستثمار في الشارقة وقدرتها على توفير منصة لتنمية الأعمال وتوسع الشركات الألمانية في مختلف القطاعات، كما سلطت الضوء على فرص الأعمال ذات النمو السريع في القطاعات الناشئة مثل التجارة الإلكترونية، والتكنولوجيا الصحية والمالية، والأمن الإلكتروني، والخدمات اللوجستية، والتعليم والذكاء الاصطناعي، وغيرها من القطاعات.

وشارك في الندوة كل من حفصة عبدالله محمد شريف العلماء، سفيرة دولة الإمارات لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وهولجر مانيكه، القنصل العام لجمهورية ألمانيا الاتحادية بدبي، ومروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، وحسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، والدكتور عبد العزيز المهيري، مدير عام هيئة الشارقة الصحية، ومحمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر «استثمر في الشارقة»، وعبد العزيز شطاف مساعد مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعمار علول، المدير المنتدب لشركة «شوكو الشرق الأوسط لأنظمة النوافذ والواجهات»، في حين أدار الندوة أوليفر أوهمز، المدير التنفيذي للمجلس الألماني- الإماراتي المشترك للصناعة والتجارة.

تسهيل عقد الشراكات

وقالت حفصة عبدالله محمد شريف العلماء، سفيرة دولة الإمارات لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية: «ترتبط دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا بعلاقات وثيقة في كل المجالات، وخصوصاً في الاقتصاد، فدولة الإمارات هي الشريك التجاري الأول لألمانيا في العالم العربي، ويمتلك الجانبان رؤى متقاربة حول الأعمال التجارية، حيث وقعّت شركة «مبادلة» للاستثمار، مؤخراً مذكرة تفاهم مع شركة «سيمنس للطاقة» لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أبوظبي، إذ تركز الدولتان على مجالات الابتكار والمناخ والاستدامة».

وأضافت: «تتميز إمارة الشارقة بموقع استراتيجي يطل على الخليج العربي وخليج عمان، وتتمتع باقتصاد قوي وبتعدد مناطقها الحرة وخدماتها اللوجستية ومبادراتها السياحية والترفيهية، ويسعدنا في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة الألمانية برلين أن نقدم كل الدعم لرجال الأعمال الراغبين بالاستثمار في الشارقة، ومساعدتهم على التواصل مع نظرائهم الإماراتيين لتسهيل عقد الشراكات المناسبة معهم».

فرص استثمارية مجزية

من جانبه، قال هولجر مانيكه، القنصل العام لجمهورية ألمانيا الاتحادية بدبي: «لا تقتصر علاقاتنا مع الشارقة على الجانب الثقافي وحسب ومنها أكاديمية علم المتاحف «سوا» وهي مبادرة مشتركة بالتعاون مع هيئة الشارقة للمتاحف ومتاحف برلين الوطنية ومؤسسة التراث البروسي ومعهد جوته منطقة الخليج وجامعة العلوم التطبيقية في برلين، وإنما هناك العديد من مجالات التعاون، حيث وقعت جامعة الشارقة اتفاقية لتمديد التعاون المشترك مع جامعة لوبيك الألمانية في مجال العلوم الطبية، ويسعدنا أن نعزز التعاون في مجال الرعاية الصحية والخدمات، وغيرها من المجالات التي توفر فرصاً استثمارية مجزية».

الشارقة بوابة إقليمية لأكثر من مليار مستهلك

بدوره، أكّد مروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» أن دولة الإمارات تعد الشريك التجاري الأول لألمانيا عربياً، حيث وصل حجم التجارة إلى 44.7 مليار درهم في يونيو 2020، فضلاً عن أن الدولة تستضيف أكثر من 900 شركة ألمانية متخصصة في مجموعة متنوعة من القطاعات، تعمل 346 شركة منها في إمارة الشارقة.

وأضاف السركال: «تحرص إمارة الشارقة على استشراف المستقبل، من خلال تكثيف جهودها في مرحلة ما بعد «كورونا» لتعزيز الاستثمار في المجالات المبتكرة مثل قطاع الصحة، والتكنولوجيا الزراعية، وإنترنت الأشياء، والطاقة المتجددة، وحلول المدن الذكية، وقطاع البناء المستدام، ويرتبط اقتصاد إمارة الشارقة بالشركات الصغيرة والمتوسطة، ولهذا نحرص على توفير بيئة داعمة للشركات الناشئة، التي تركز على الحلول المبتكرة في مجال التكنولوجيا المالية وتكنولوجيا التعليم والوسائط الرقمية».

وأوضح السركال أن عروض المناطق الحرة المتنوعة في الشارقة شهدت ازدياداً خلال العقد الماضي، ما سهل على المستثمرين في جميع القطاعات إطلاق شركاتهم وأعمالهم في الإمارة، مؤكداً موقعها الاستراتيجي ودورها كونها بوابة إقليمية لأكثر من مليار مستهلك في الأسواق الناشئة الأفريقية والآسيوية، مشيراً إلى أن المناطق الحرة المتخصصة مثل مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار تعد مورداً حيوياً لشركات التكنولوجيا الألمانية، وتمكنها من تعزيز منتجاتها والتوسع بأعمالها إلى واحد من أكثر الأسواق مرونة في المنطقة.

 دعم الشركات المتخصصة بالتكنولوجيا والابتكار

وحول إنجازات مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، قال حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار: «شهد المجمع منذ تأسيسه العديد من الخطوات النوعية، كان أبرزها افتتاح مقرنا الجديد، الذي يحتضن اليوم أكثر من 100 شركة، ويضمّ واحداً من أكبر مراكز الابتكار في مجال النقل والخدمات اللوجستية في العالم، ونعمل حالياً على مشروع مبتكر، تتجاوز قيمته 300 مليون درهم لإنشاء مجموعة من القطارات الهوائية المعلقة، وسيتم قريباً طرح تلك القطارات في الأسواق الدولية».

وأضاف: «تمكنا من خلال مركز تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، الذي يحتضنه المجمع من إنشاء واحدة من أكبر الشركات المتخصصة بالتصنيع المضاف، بالإضافة إلى أن معرض الطباعة الثلاثية الأبعاد الذي ينظمه المجمع، والذي يعد واحداً من أكبر المعارض المتخصصة بهذه التقنية في منطقة الشرق الأوسط، يقدم خدمات الطباعة المعدنية والبلاستيكية والخرسانية، كما يحتوي المجمع على واحد من أكبر مراكز البحوث والتطوير في مجال التكنولوجيا الزراعية، إلى جانب شركة «آيه آي دايركشنز» الألمانية الرائدة عالمياً في مجال الذكاء الصناعي وتقنياته، ووقع المجمع مذكرة تفاهم مع مصرف الإمارات للتنمية، بهدف دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في مجال التكنولوجيا والابتكار».

التكنولوجيا الذكية لتحسين مستقبل الرعاية الصحية

وقال الدكتور عبد العزيز المهيري، مدير عام هيئة الشارقة الصحية: «تلعب التكنولوجيا الذكية دوراً محورياً في تحسين مستقبل الرعاية الصحية، كما يوفر هذا القطاع المتطور فرصاً واعدة للمستثمرين والمبتكرين، وتماشياً مع هذا التوجه، تدعو مدينة الشارقة للرعاية الصحية مختلف مراكز البحوث والتطوير والمختبرات والمستشفيات ومراكز إعادة التأهيل لتأسيس مقرات وفروع لها في المدينة والاستفادة من الخدمات المتكاملة التي تقدمها، بما في ذلك الملكية الكاملة بنسبة 100% والإعفاء من الضرائب، وإنجاز معاملاتهم بسهولة وفي أسرع وقت ممكن من خلال نظام النافذة الواحدة، وإمكانية ترحيل رؤوس الأموال والأرباح».

نمو قطاع الاستثمار الأجنبي المباشر

من جهته، أشار محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر «استثمر في الشارقة»، إلى نمو قطاع الاستثمار الأجنبي المباشر في الشارقة العام الماضي، مسجلاً 24 مشروعاً جديداً بقيمة 808.6 ملايين درهم، وفرت 1117 فرصة عمل جديدة، مؤكداً أن حزم محفزات حكومة الشارقة بقيمة مليار درهم والمخصصة لدعم الجهات الحكومية والخاصة والمستثمرين وتخفيف تداعيات جائحة «كورونا» على الاقتصاد، لعبت دوراً رئيساً في توفير بيئة إيجابية للأعمال بالإمارة، موضحاً أن مكتب «استثمر في الشارقة» ساعد المستثمرين على الوصول إلى تلك الحزم والاستفادة منها.

وأضاف المشرخ: «تتمتع الشارقة بمزايا تنافسية كبيرة، حيث توفر ست مناطق حرة متخصصة تلبي احتياجات كل المستثمرين في مختلف القطاعات على الصعيدين المحلي والعالمي، إذ تحتضن الإمارة 346 شركة ألمانية، منها شركة الطيران الوطنية الألمانية «لوفتهانزا»، ومجموعة «فالينبورن»

 للنقل، ويحرص مكتب «استثمر في الشارقة» على تحقيق مصلحة جميع المستثمرين، وربطهم بالهيئات والمؤسسات الحكومية لتسهيل استثماراتهم في مجموعة كبيرة من القطاعات».

التجارة الثنائية

بدوره، قال عبد العزيز شطاف مساعد مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة: «بلغ حجم التجارة الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا نحو 14 مليار دولار في عام 2018، ما يدل على عمق العلاقات التي تجمع البلدين، ونحرص في غرفة تجارة وصناعة الشارقة على تسهيل التواصل بين الشركات في الدولتين من خلال الندوات والجلسات الافتراضية وزيارات الوفود».

كفاءة الخدمات الحكومية

وحول تجربة العمل في إمارة الشارقة، قال عمار علول، المدير المنتدب لشركة «شوكو الشرق الأوسط لأنظمة النوافذ والواجهات»: «تمكنت الشركة من تعزيز حضورها في السوق على الرغم من التحديات التي فرضتها أزمة «كورونا» العام الماضي، حيث شهدت توسعاً في أنشطتها وفي حركة التوظيف، وذلك بفضل بيئة الأعمال والمزايا الاستثمارية الفريدة التي تقدمها الإمارة، بالإضافة إلى كفاءة الخدمات الحكومية والبنية التحتية وسهولة ممارسة الأعمال التجارية وتوفر أصحاب المواهب واليد العاملة المتخصصة، الأمر الذي جعلنا نتخذ من دولة الإمارات، وبشكل خاص الشارقة مقراً لأعمالنا».

Email