3 عوامل تدعم التعافي أبرزها تطعيم «كوفيد 19»

2021 عام واعد لقطاع الضيافة

ت + ت - الحجم الطبيعي

رسم رؤساء شركات ضيافة ومديرو فنادق، صورة مبشرة وآفاقاً واعدة لقطاع الضيافة في الإمارات خلال 2021، لا سيما أنه يأتي بعد عام صعب مليء بالتحديات التي فرضتها جائحة «كوفيد 19». وقالوا لـ«البيان الاقتصادي»: إن هذا القطاع الحيوي أعطى مؤشرات إيجابية مع بداية العام الحالي بدعم من 3 عوامل رئيسة تتضمن الاستفادة من المحفزات والمبادرات الحكومية، وعودة الأنشطة والفعاليات الاقتصادية والمعارض والمؤتمرات، والسيطرة على الجائحة مع انطلاق حملات التطعيم.

وأضافوا أنه من المنتظر أن يكون 2021 عام التغييرات الكبيرة وفرصة حقيقية لقطاع الضيافة في الإمارات مع تنظيم الحدث العالمي الأكثر تأثيراً هذا العام وهو معرض إكسبو 2020 دبي. ويخطط عدد من العلامات الفندقية المحلية والعالمية لافتتاح فنادق جديدة خلال 2021، في إطار مواصلة تنفيذ مستهدفاتهم التوسعية وضخ الاستثمارات في السوق المحلي، بحسب رؤساء ومديري الفنادق.

وتراهن الإمارات على قطاع السياحة بما تملكه من مقومات فريدة، أن تكون أحد أهم دعائم النمو الاقتصادي في المستقبل، ونفذت الدولة العديد من الإجراءات لدعم وتسريع تعافي ونمو القطاع السياحي، من أبرزها المبادرات السياحية الفاعلة وأبرزها إطلاق استراتيجية السياحة الداخلية والهوية السياحية الموحدة للدولة وذلك ضمن الخطة الاقتصادية للتعافي والنهوض، والتي ركزت على دعم المنشآت السياحية وتسهيل التمويل خاصة للشركات السياحية الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر.

كما تضمنت الإجراءات دعم العاملين في القطاع السياحي، إلى جانب إقامة ممرات آمنة للسفر مع الدول الشريكة، وتطوير السياحة الوطنية وخدماتها عبر زيادة توظيف الابتكار والتكنولوجيا والتطبيقات الرقمية.

طلب متزايد

وقال جوكيم جان سليفير، رئيس «هيلتون» في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا: مع بداية 2021 وخصوصاً خلال فترة أعياد الميلاد واحتفالية رأس السنة، شهدت الإمارات طلباً متزايداً على السفر من جميع أنحاء الشرق الأوسط والعالم ما عزز حركة السياحة في الدولة.

وأفاد بأنه مع اقتراب موعد انطلاق معرض «إكسبو 2020 دبي» الذي سيساهم في مضاعفة التدفقات السياحية ونشاط حركة الطيران، تبذل حكومة الإمارات الجهود الحثيثة للتأكيد على مكانتها على الصعيد العالمي، الأمر الذي يعزز بناء مستقبل مشرق لقطاع الضيافة، مضيفاً: أشعر بالتفاؤل وأثق أن الغد القادم سيكون أفضل ويحمل مزيداً من الازدهار والتطور لهذا القطاع المهم.

وأشار إلى أن الابتكار يلعب دوراً بارزاً في تعافي القطاع، وخاصة في ظل الأزمة الصحية يبحث الضيوف عن الخيارات الأفضل التي تضمن سلامتهم عند التخطيط لرحلاتهم القادمة وحجز إقاماتهم الفندقية.

وتبحث الفنادق على الطريقة الأمثل لتقديم تجارب فريدة وآمنة، ومن أبرز الأمثلة نذكر برامج هيلتون التي تم إطلاقها مؤخراً «هيلتون كلين ستاي» و«هيلتون إيفنت ريدي» لتوفر حلولاً مبتكرة تعزز ثقة الضيوف بنجاح هيلتون بتطبيق استراتيجيات ناجحة لضمان سلامتهم.

مؤشرات إيجابية

وقال غاي هاتشينسون، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «روتانا لإدارة الفنادق»، إن قطاع السياحة والفنادق في الإمارات أعطى مؤشرات إيجابية مع بداية العام الجديد، مستفيداً من المحفزات والمبادرات الحكومية وعودة الأنشطة والفعاليات الاقتصادية والمعارض والمؤتمرات والسيطرة على الجائحة في ظل انطلاق حملات التطعيم.

وأضاف إن روتانا لإدارة الفنادق تتحرك وفق استراتيجية طويلة الأجل تنسجم مع التزامها وتصميمها على النجاح حتى في أصعب الظروف، وأتاحت فترة الجائحة الفرصة لإعادة النظر في أعمالها وخططها الاستراتيجية للتوسع، بما يتوافق مع متطلبات المرحلة والسوق، ونرى أن الإمارات تتمتع بكافة المقومات المطلوبة لتكون الوجهة الأولى لتوسع الشركة المتواصل، ونمتلك مكانة راسخة تضمن لنا المضي على طريق النمو والنجاح في 2021 وما بعده.

وأوضح أن الشركة افتتحت في نوفمبر الماضي الفندق الخامس والثلاثين لروتانا في منطقة الجداف بدبي، وذلك في إطار تعزيز حضور المجموعة في الإمارات، والتزامها بخطة التوسع الاستراتيجية، والمساهمة في تطوير قطاع الضيافة في الدولة، وبذلك تدير روتانا اليوم أكثر من 10 آلاف غرفة فندقية في الدولة، وكما نخطط لافتتاح فندق جديد في 2023، وسوف يكون هناك 295 غرفة فندقية فاخرة تحت علامة روتانا.

تحسن مستمر

وقال حفيظ المرابطي، المدير الإقليمي لتطوير الأعمال في مجموعة «أسكوت العالمية للفنادق»، إن عجلة الأعمال في الإمارات في تحسن مستمر وخاصة مع الدعم الحكومي الذي يشهده قطاع السياحة والفنادق، والحملات والمبادرات التي تم إطلاقها مؤخراً وعلى رأسها الهوية السياحية الإماراتية الموحدة وحملة أجمل شتاء في العالم، واللتان ساهمتا في تنشيط السياحة الداخلية وزيادة زخم الإشغال الفندقي، منوهاً بأهمية القرارات الحكومية التي صدرت لتخفيف القيود المفروضة سابقاً لمنع تفشي وباء «كوفيد 19»، بعد اكتشاف اللقاح والشروع في تقديم اللقاح للجميع.

وتابع: جاءت هذه القرارات في التوقيت الصحيح متزامنة مع فترة الأعياد واحتفالات رأس السنة ما ساهم في جذب السياح من كافة أنحاء العالم ورفع نسبة الإشغال، ونحن متفائلون بعودة قوية لنشاط السياحة والإشغال في الدولة، وخاصة مع عودة الفعاليات والتحضير لاستقبال الزوّار خلال معرض إكسبو الذي سيكون دون شك محط أنظار العالم أجمع.

وأضاف أن «أسكوت العالمية للفنادق» لديها خطة توسع استراتيجية في الإمارات باعتبارها وجهتها الرئيسية في المنطقة خلال المرحلة المقبلة، وحالياً تقوم بمفاوضات لدراسة افتتاح فنادق جديدة في أبوظبي ورأس الخيمة والفجيرة، تدرس افتتاح فنادق جديدة في دبي تحت علامة «سمرست» التابعة لأسكوت، وتحضّر خلال العام الحالي لافتتاح فندق جديد بدبي «سيتادينز قرية الثقافة دبي»، ومع افتتاحه سوف يكون عدد الشقق الفندقية التي تديرها المجموعة في الإمارات 420 شقة فندقية فاخرة.

وتدير «أسكوت» حالياً في الإمارات فندقي «أسكوت بارك بلايس دبي» و«سيتادينز مترو سنترال دبي» اللذين يتمتعان بمواقع مميزة على بعد مسافة قريبة من مترو دبي، وتم تصميم خدمات الفندقين بهدف توفير ملاذات تبعث على الراحة المنزلية.

تغييرات كبيرة

وقال إدواردو إسبيريتوسانتو ماريرو، مدير فندقي «أوكسيدنتال الجداف» و«أوكسيدنتال مدينة دبي للإنتاج»، إنه من المنتظر أن يكون 2021 عاماً للتغييرات الكبيرة وفرصة حقيقية لقطاع الضيافة في الإمارات، وكان هناك تحول ملحوظ حيث تحول بحث النزلاء عن خيارات فندقية قريبة من مكان إقامتهم وآمنة، وسيتعين على الفنادق التقليدية التي تهتم بسياحة الأعمال فقط أن تنوع عروضها لمواجهة هذا التحول في السلوك.

استعادة الزخم

وقال طارق مدانات، مدير فندق «ديوكس النخلة»: إن القطاع الفندقي في الإمارات يتأهب لاستعادة الزخم القوي لنشاطه خلال العام الحالي، فالقطاع لديه إمكانات قوية وبنية تحتية ومنشآت تعد من الأفضل في العالم.

كما أن تصنيف الإمارات كوجهة سفر آمنة عزز مكانتها ضمن أفضل 10 وجهات سياحية عالمية، مما ساهم في تسريع تعافي القطاع من آثار الجائحة مع الالتزام بتطبيق التدابير الوقائية التي تضمن كل أوجه الحماية والسلامة للزوار، متوقعاً أن يشهد 2021 مستويات نمو جيدة وقدرة تنافسية مميزة للدولة كوجهة سياحية رائدة مقارنة بدول المنطقة والعالم.

وتابع أن المبادرات الحيوية مثل الاستراتيجية السياحة الداخلية وإطلاق الهوية السياحية الموحدة سيكون لها دور مهم في تكاتف جميع المؤسسات المحلية والاتحادية المعنية للارتقاء بمفهوم السياحة من خلال تنظيم وتنمية الاستثمار السياحي.

وأضاف أن ضخ الاستثمارات الضخمة في المشاريع السياحية لم يتأثر بالجائحة، حيث ساهم في نمو القطاع بشكل أساسي، فيما سيكون الحدث الأكثر تأثيراً هذا العام سيكون استضافة الحدث العالمي معرض إكسبو 2020 دبي.

هوية فريدة

قال إدواردو إسبيريتوسانتو ماريرو، مدير فندقي «أوكسيدنتال الجداف» و«أوكسيدنتال مدينة دبي للإنتاج»، إن معرض «إكسبو» يأتي بمثابة دفعة مهمة لقطاع الضيافة في أعقاب الجائحة، حيث سيشهد زيادة كبيرة في عدد الزائرين الوافدين على مدى ستة أشهر متواصلة، وسيكون فرصة لدبي لإعادة الاتصال ببقية العالم افتراضياً وواقعياً أيضاً، منوهاً بالدعم المتواصل للقطاع على مدار العام من جانب دوائر السياحة في الدولة، وأبرزها «دبي للسياحة».

وأشار إلى أن الإمارات ستستمر في تحقيق نمو مستدام بدعم من الأسواق المغذية الرئيسة التي على مقربة منها، وكون دبي بوابة للعديد من الوجهات طويلة المدى، لافتاً إلى أن ما يميز قطاع الضيافة في الإمارات هو مستوى الابتكار والتنوع، ما يخلق هوية فريدة للصناعة على نطاق عالمي.

وأضاف أن صناعة الضيافة في الإمارات تسير على الطريق الصحيح في 2021 لدخول مرحلة جديدة.

 

Email