منتدى الطاقة العالمي ينطلق لمناقشة مستقبل القطاع بعد الجائحة

2021 عام التعافي لأسواق النفط العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلقت أمس افتراضياً فعاليات النسخة الخامسة من منتدى الطاقة العالمي الذي ينعقد في أبوظبي وينظمه المجلس الأطلسي على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة بحضور أبرز الشخصيات الحكومية ونخبة من التنفيذيين في القطاع ووزراء الطاقة وقادة الفكر العالميين لإرساء أجندة الطاقة العالمية لهذا العام.

ويُقام المنتدى بالشراكة مع كلٍ من وزارة الطاقة والصناعة وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» و«مبادلة للاستثمار»، و آر بي سي كابيتال ماركتس و«سيمينز للطاقة» بصفتها رئيساً بلاتينياً مشاركاً وسي أن يس سي بصفتها الشريك الإعلامي.

توازن

وقال معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، إن 2021 سيكون عام التعافي لأسواق النفط الخام، فيما نتطلع إلى تحقيق التوازن بين العرض والطلب في مطلع العام القادم 2022، مع تسارع توزيع لقاح «كوفيد-19» على المستوي العالمي.

وتوقع المزروعي، خلال فعاليات المنتدى، أن يكون هناك طلب قوي على النفط بأكثر من 100 مليون برميل يومياً، مشيراً إلى أن هناك طلباً جيداً على النفط في الصين والهند. وقال المزروعي: «لا يزال هناك نمو في إنتاج النفط ولكن هذا سيعتمد على البدائل من مصادر الطاقة وزيادة عدد السكان في العالم فمثلاً ما زال هناك أشخاص ليس بوسعهم شراء سيارات كهربائية».

وأوضح المزروعي أن التركيز خلال الفترة القادمة على استخدام التكنولوجيا لتنويع مصادر الطاقة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تسعى للوصول إلى نسبة 50% مصادر نظيفة بحلول 2050.

طلب

وحول قدرة الإمارات على الوصول بطاقتها الإنتاجية إلى 5 ملايين برميل، قال المزروعي: نتطلع إلى الفعالية في الإنتاج وخفض انبعاث الكربون وهناك طلب متوقع على النفط قد يرفع الأسعار، ونحاول أن نكون أقل إنتاجاً ولكن مع الحفاظ على نظافة البيئة وخفض انبعاثات الكربون«.

وأوضح وزير الطاقة والبنية التحتية، أن الإمارات تستثمر في التكنولوجيا لضمان الإنتاج النظيف، كذلك فإن دولة الإمارات مستمرة في الاستثمار في قطاع النفط والغاز رغم تحديات الجائحة، ونركز حالياً على الهيدروجين كأحد المصادر الواعدة لطاقة المستقبل. وذكر المزروعي أن النمو الكبير في الطلب سيؤدي إلى زيادة الاستثمارات في مجال النفط والغاز، مشيراً إلى أن أهمية العمل ضمن فريق للوصول إلى التوازن المنشود.

وقال المزروعي، إن منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي يُشكل منصّة هامّة، وفرصة فريدة لمختلف الأطراف المعنية، لتعزيز التعاون والحوار ومناقشة مستقبل قطاع الطاقة على مستوى العالم، مضيفاً:»قادرون على تجاوز الجائحة تمهيداً للخروج منها أكثر قوة في مواجهة التحديات، وتحويلها إلى فرص داعمة لاستدامة مستقبل قطاع الطاقة«.

استثمارات

من جانبه، قال مصبح الكعبي الرئيس التنفيذي لقطاع «الاستثمار في الإمارات» التابع لشركة مبادلة للاستثمار، إن الشركة بدأت تعزيز وضخ استثمارات كبيرة منذ 2007 وأصبح لديها العديد من الاستثمارات حول العالم بأكثر من 230 مليار دولار، مشيراً إلى أن أبوظبي هدفها تعزيز الاستثمارات حول العالم وتعزيز الاقتصاد المحلي والذي يواصل الانتشار والتمدد والنمو وأيضاً دعم الصناعات المختلفة وخلق فرص جديدة وجذب مستثمرين جدد وفتح أسواق واستثمارات جديدة.

وأضاف الكعبي نعمل على استكشاف الفرص الناشئة في تكنولوجيات الطاقة والهيدروجين على وجه التحديد، حيث تبرز الحاجة إلى توظيف استثمارات كبيرة في كافة أشكال الطاقة، لتلبية الطلب العالمي المستقبلي، بالإضافة إلى تحقيق النتائج المرجوة للحد من الانبعاثات على المستوى العالمي.

وأوضح الكعبي أن عام 2020 شهد العديد من التحديات بسبب جائحة «كورونا» لكن دولة الإمارات استطاعت أن تتكيف مع ظروف الجائحة ومواجهتها منذ البداية، وقامت «مبادلة» بلعب دور كبير في هذا المجال من خلال دعم قطاع الرعاية الصحية.

استقرار

من جهته، أكد محمد باركيندو، أمين عام منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» على مواصلة العمل مع قطاع النفط الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، مشيراً أن هدف «أوبك+» لا يزال تحقيق الاستقرار في سوق النفط.

وأضاف باركيندو أن «أوبك» تتفق مع توقعات وكالة الطاقة الدولية والتي قالت أخيراً إن توزيع اللقاح في جميع الدول وإقرار الحكومات لحزم تحفيزية سيدعم الطلب في النصف الثاني من هذا العام.

وأعرب باركيندو عن تفاؤله بحذر حيال تعافي سوق النفط هذا العام، مشيراً إلى أن الاجتماعات الشهرية لمنظمة»أوبك«وحلفائها بقيادة روسيا تستهدف منع عودة ظهور اختلال بين العرض والطلب في السوق، مضيفاً:»نجتمع كل شهر لضمان عدم حدوث اختلال من جديد«.

استراتيجيات

وقال مجيد حميد جعفر الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال عضو مجلس الإدارة المنتدب لدانة غاز، إن الغاز الطبيعي سيلعب دوراً رائداً كجزء من استراتيجيات الطاقة الوطنية حيث تتطلع الحكومات إلى تقليل بصمات الكربون الخاصة بها والتعافي من الآثار الاقتصادية لوباء كورونا.

وأوضح جعفر أن صناعة النفط والغاز ستحتاج أيضاً إلى إجراء تحسينات خاصة بها مثل مضاعفة الجهود لمنع تسرب الميثان في عملياتها وتقليل حرق الغاز واعتماد تقنيات جديدة مثل التقاط الكربون وتخزينه وخفض انبعاثات الميثان وضمان إمدادات غاز موثوقة ونظيفة.

وذكر أن الدول التي تحولت بالفعل من استخدام الفحم إلى الغاز تمكنت من إظهار انخفاض كبير في الانبعاثات ما أدى إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 15 - 20% في الفترة الانتقالية وتتميز استراتيجية الطاقة الحكيمة لدولة الإمارات لعام 2050 بتوازن متساوٍ تقريبًا بين الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة حيث تم التخطيط لكل منهما لتوفير ما يقرب من 40% من إجمالي احتياجات الطاقة لكل منهما.

تحديات

يركز المنتدى، الذي سيعقد على مدار 4 أيام، على التحديات والفرص في نظام الطاقة في مرحلة ما بعد الجائحة، وسيصدر مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي»أجندة الطاقة العالمية)، وهي دراسة استقصائية تشمل مئات من كبار خبراء الطاقة حول تأثيرات الجائحة والتوقعات طويلة الأمد للقطاع. كما سيناقش المؤتمر أولويات الطاقة للإدارة الأمريكية الجديدة تحت رئاسة بايدن، بالإضافة إلى دور الشرق الأوسط في تحول الطاقة وكيفية مواجهة الاقتصادات الكبرى تغير المناخ.

Email