مريم المهيري: تكنولوجيا الغذاء سلاح مستدام لمحاربة الجوع

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي، أن دولة الإمارات لم تدخر جهداً في دعم ملف الأمن الغذائي باعتباره أحد أهم ممكنات تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لما له من ارتباط بجميع الأهداف والغايات التي يسعى العالم لتحقيقها، لا سيما الهدف الجوهري الخاص بالقضاء على الجوع في العالم، ونظراً للمستجدات التي حدثت بسبب انتشار الوباء، فأصبح من الضرورات الحتمية اتخاذ إجراءات جديدة ومبتكرة على مستوى العالم، لدعم هذا الهدف، ورسم خطوط عريضة لخطط تدعم الأمن الغذائي على المدى الطويل، وهذا يعد من أهم الدروس المستفادة من جائحة كورونا.

جاء ذلك خلال جلسة نقاشية عقدت أمس حول القضاء على الجوع وتطبيق الحلول على نطاق أوسع لإحداث أثر عالمي أكبر وذلك ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للإستدامة، حيث أدار الجلسة مانوس كراني من بلومبيرغ، وبحضور الدكتورة أجنيس كاليباتا، المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة حول النظم الغذائية، حيث تمحورت الحلقة النقاشية حول التحديات التي أفرزتها جائحة كورونا في عام ٢٠٢٠ فيما يتعلق بملف الغذاء، وكيف واجهت الدول هذه العقبات وصولاً لحلول تقنية وخطط فعالة لأمن غذائي مستدام.

وأشارت المهيري أن الأمن الغذائي من أبرز المجالات التي تفرض نفسها على الساحة العالمية، نظراً لأهميته الكبيرة على الصعيدين الاقتصادي والمجتمعي، حيث إن دولة الإمارات تقوم باستيراد ٩٠٪ من الغذاء، إلا أن جائحة كورونا كانت إحدى المسرعات العالمية التي أسهمت في تفعيل الكثير من الخطط الوطنية وأهمها ما يتعلق بملف الأمن الغذائي، وإيجاد الحلول العملية لمختلف التحديات، ووضع أسس منهجية تسير عليها الدول لدعم الإنتاج المحلي من الأغذية، وأشارت معاليها إلى أن سياسات دولة الإمارات تهدف إلى تحقيق مستقبل مستدام للأمن الغذائي، مؤكدة على الترابط الكبير بين تغير المناخ والزراعة وأنظمة الغذاء والتغذية.

وأوضحت المهيري أن جائحة كورونا أسهمت بشكل فعال في تغيير العادات السلوكية والاستهلاكية لدى الناس، حيث أصبحوا أكثر وعياً واهتماماً بتوفير الاحتياجات الأساسية والاكتفاء الذاتي، والتقليل من النفايات الغذائية والهدر، وأشارت أن دولة الإمارات كانت سباقة دوماً في الاستناد على التكنولوجيا في إنتاج الغذاء، وهذا قبل الجائحة بكثير، ودعمها للمشاريع الوطنية والعالمية في هذا الصدد، والأمر الذي جعلها تجابه الجائحة بتقنيات تكنولوجية ومشاريع زراعية وخطط مستدامة قوية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، مما لم يسبب ضغطاً على توفير الاحتياجات الأساسية للغذاء في الدولة، على خلاف ما حدث في دول كثيرة أخرى حول العالم.

التغير المناخي

وفي سياق متصل، أكدت الدكتورة أجنيس كاليباتا، المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة حول النظم الغذائية، أن التغير المناخي الذي حدث بسبب جائحة كورونا أفرز العديد من الفرص التي ألقت بظلالها على إنتاج الغذاء، حيث إن الاستثمارات وبناء المرونة والمضي قدماً في تقليل انبعاثات الكربون تعتبر خططاً أولية لتحقيق هدف الحد من الجوع، كما أن الابتكار والتمكين في مجال إنتاج الغذاء هو الحل الأمثل لمجابهة التحديات القادمة، وجائحة كورونا كان لها دور إيجابي في رسم مسارات مختلفة والتفكير بحلول مستدامة على المدى الطويل.

Email