انطلاق فعاليات القمة العالمية افتراضياً

«أبوظبي للاستدامة» يبعث رسالة أمل بالتعافي إلى العالم

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت أمس فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، المنصة العالمية التي تركز على تسريع وتيرة التنمية المستدامة لتبعث برسالة أمل بالتعافي الاقتصادي، والذي تستضيفه شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» بشكل افتراضي باستخدام تقنيات وقنوات الاتصال المرئي ويستمر حتى 21 يناير الجاري.

وتشهد أعمال الأسبوع الافتراضية والتي تستمر على مدى 4 أيام مشاركة نخبة من القادة وصناع السياسات وخبراء القطاعات ورواد التكنولوجيا من حول العالم لمناقشة سبل استكشاف الفرص الاجتماعية والاقتصادية ودعم الابتكار من أجل تحقيق التعافي الأخضر في مرحلة ما بعد جائحة (كوفيد 19).

وأكد عدد من الوزراء والمسؤولين والخبراء أمس أن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة رسالة أمل لكل العالم، وأشاروا خلال منصة «شباب من أجل الاستدامة» ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2021، إلى أن الابتكار شكل ركيزة أساسية في مسيرة دولة الإمارات، حيث عمد الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، إلى توظيف الابتكار والتقنيات الحديثة على مستوى العديد من القطاعات وأهمها القطاع البيئي والزراعي ما ساهم في تعزيز منظومة الزراعة وزيادة الرقعة الخضراء في الدولة.

وانطلقت فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2021، والذي تستضيفه شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» عن بعد، بمشاركة عدد كبير من الوزراء والمسؤولين والخبراء لاستشراف مستقبل وتوجهات قطاع الطاقة عالمياً ورسم مستقبل الطاقة النظيفة واستكشاف الفرص الاجتماعية والاقتصادية ودعم الابتكار من أجل تحقيق التعافي الأخضر في مرحلة ما بعد جائحة (كوفيد 19).

وتنعقد اليوم قمة أسبوع أبوظبي لطاقة المستقبل أبرز فعاليات الأسبوع التي تضم أكثر من 70 متحدثاً رفيع المستوى من مختلف أنحاء العالم، بحثوا سبل التعافي الاقتصادي العالمي. وسوف يتم بث فعالياتها عبر الشبكة الإلكترونية بحيث تغطي مناطق زمنية متعددة لضمان الوصول إلى جمهور عالمي أوسع في مختلف مناطق العالم.

وشهد اليوم الأول مشاركة واسعة في منصة «شباب من أجل الاستدامة»، بحضور معالي الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي وزير التغير المناخي والبيئة، ومعالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة دولة للأمن الغذائي والمائي، ومعالي المهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي.

تمكين الشباب

أكد معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، أن تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في رسم التوجهات المستقبلية يمثل أولوية في توجهات دولة الإمارات وخلال العقود الماضية قطعت الدولة بفضل رؤى وتوجيهات قيادتها الرشيدة خطى واسعة في مسيرة دعم وتمكين الشباب على مستوى كافة القطاعات.

وأوضح معاليه في كلمته خلال مشاركته في منتدى شباب من أجل الاستدامة - أن تحقيق التعافي الأخضر الذي يضمن النمو الاقتصادي بآلية صديقة للبيئة يعتمد على تضافر جهود كافة مكونات المجتمع وفئاته، وبالأخص فئة الشباب التي تمثل المحور والدافع الأهم لتحقيق الاستدامة.

وأضاف أن الوزارة عملت على دعم ريادة الأعمال الخضراء والمستدامة، عبر العديد من المبادرات ومنها ملتقى تبادل الابتكارات من أجل المناخ (كليكس)، وتعزيز ريادة أعمال الشباب في مجال المزارع المستدامة المعتمدة على أحدث التقنيات.

مستقبل أفضل

وطالب معاليه الشباب بالاستفادة من الدعم والفرص التي توفرها الدولة لتعزيز قدراتهم الابتكارية للمساهمة في إيجاد مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة، مشيراً إلى أن الابتكار شكل ركيزة أساسية في مسيرة دولة الإمارات، حيث عمد الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، إلى توظيف الابتكار والتقنيات الحديثة على مستوى العديد من القطاعات وأهمها القطاع البيئي والزراعي ما ساهم في تعزيز منظومة الزراعة وزيادة الرقعة الخضراء في الدولة.

وأشار معاليه إلى أن إحدى أهم الفرص الداعمة لتمكين الشباب هي إتاحة القيادة الرشيدة المجال للشباب ولكافة فئات المجتمع للمشاركة في تشكيل مستقبل الـ50 عاماً المقبلة، لذا يجب أن يستفيد الشباب من الفرصة.

الاستعداد للخمسين

وأكدت معالي مريم بنت محمد المهيري وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي أن منتدى شباب من أجل الاستدامة وفعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة تحمل في طياتها رسالة أمل لكل العالم، حيث إنه يُقام من أرض دولة الإمارات بعد العديد من التحديات التي واجهها العالم وخلفها انتشار وباء (كوفيد 19).

وقالت: «بينما كان يمر العالم بتجربة كوفيد 19، كان عام 2020 لنا في دولة الإمارات عاماً للأمل، حيث أعلنت القيادة الرشيدة أن هذا العام هو عام الاستعداد للخمسين والاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس دولة الإمارات».

وأشارت معاليها إلى تحدي تكنولوجيا الغذاء الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عام 2019 واختتم فعالياته بالإعلان عن فوز 4 فائزين من مختلف دول العالم من خلال طرح أفكارهم المبتكرة في إيجاد حلول عملية ممكنة تكنولوجياً لتحديات الأمن الغذائي المحلية وحصلوا مجتمعين على مليون دولار كجائزة، حيث شجعت الشباب على دراسة المزيد من الحلول والمساهمة في رسم ملامح مستقبل الأمن الغذائي في دولة الإمارات.

وأضافت أن الإمارات ملتزمة بالتخطيط للمستقبل وأنها تمتلك العديد من الاستراتيجيات الطموحة. وأوضحت أن الغذاء واحد من أهم المواضيع المطروحة عالمياً، حيث يواجه قطاع الغذاء العديد من التحديات من بينها نمو سكان العالم بما يتجاوز 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، وهو ما يمثل ضغوطاً متزايدة على الموارد الطبيعية والتي أهمها الأراضي الزراعية المسؤولة عن إنتاج الغذاء في العالم.

وأشارت معاليها إلى أن تبني تكنولوجيا الغذاء مساهم رئيسي في التغلب على تحديات إنتاج الغذاء المحلية وداعم رئيسي للاستعداد نحو الخمسين. وطالبت معاليها الشباب بضرورة العمل على الوصول لأهداف الأمن الغذائي والمائي الوطنية من خلال الدراسة والبحث العلمي والعمل أيضاً، موضحة أن الإمارات لا تنظر إلى مزارعي المستقبل، بل إلى متخصصي تكنولوجيا الزراعة في المستقبل.

وأوضحت معاليها أن جذب المزيد من الاستثمارات في قطاع تكنولوجيا الغذاء أمر مهم لدولة الإمارات، مؤكدة أن الدولة تعول على الشباب لخلق قطاع غذائي وفق أعلى المستويات العالمية.

مستقبل أفضل

أكد معالي المهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، خلال كلمته بالمنتدى، أن الشباب عامل أساسي لمستقبل الإمارات ونعتمد عليهم للمساعدة في تطوير العالم وبناء مستقبل أفضل، لشباب وشابات، فهم يمثلون مجتمع المستقبل في الإمارات، بل وقادة المستقبل.

وقال: إن القرارات التي يتخذها الشباب اليوم ستشكل العالم الذي يعيشون به في المستقبل.

وأضاف رئيس دائرة الطاقة: «هناك الكثير من الأدلة على تأثير تغير المناخ، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال الهواء الذي نتنفسه، والمياه التي نشربها، والطعام الذي نستهلكه، لتغير المناخ آثار على اقتصادنا وأعمالنا وصحتنا - والأهم من ذلك مستقبلكم أنتم - الشباب».

وتابع: لقد فاجأتنا جائحة «كوفيد 19» وأصبحت القضية الأكثر أهمية في وقتنا الحالي، وأثر الوباء في كل جانب من جوانب حياتنا، ولكنه أيضاً علمنا دروساً جديدة سوف نوظفها الآن لإعادة بناء عالمنا وتعزيز مستقبل اقتصادنا.

ودعا معاليه الشباب إلى المشاركة لتحقيق التنمية المستدامة، والتصدي لظاهرة تغير المناخ، والحفاظ على البيئة، مشيراً إلى أن منصة «شباب من أجل الاستدامة» مثال على الفرص التي توفرها أبوظبي للشباب لمشاركة آرائهم واهتماماتهم بشأن القضايا البيئية، بالإضافة إلى الحرص على تزويدهم بمجموعة من المهارات اللازمة للتكيف مع الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل، وإشراكهم في رسم خارطة الطريق للخمسين عاماً القادمة لدولة الإمارات.

مرونة وتكيف

وأشار إلى ضرورة تمتع الشباب بالمرونة والتكيف لمواكبة المتغيرات المستمرة التي تحدث في عالمنا، وأن يكونوا أكثر استعداداً للمستقبل، وأوضح أن الأجيال الحالية لديها درجات علمية أعلى، وهي أكثر تفاعلاً مع العالم الخارجي من خلال تكنولوجيا الاتصال الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، كما لديها إمكانية الوصول إلى المعرفة والتقنيات الجديدة في كل دول العالم، وهو ما لم يكن متوفراً قبل عقدين فقط من الزمن. ولذلك فهي لديها فرصة لبناء مجموعة مهارات تساعدها على التكيف مع الظروف الجديدة واستمرار مسيرة تعلمها في وظائفها.

وأوضح معاليه: «أطلقت دولة الإمارات العام الماضي خطة الاستعداد للخمسين عاماً القادمة، وبعد فترة وجيزة، أصيب العالم بوباء كوفيد 19 إلا أننا لم نتوقف عن التخطيط وتكييف الخطط القائمة، وتتضمن مسيرة الخمسين عاماً القادمة خطط التعافي من الأزمة الحالية من أجل إعادة البناء وتعزيز المرونة على جميع المستويات». وتابع: «نحن نقوم بذلك لأننا لا نعيد بناء الاقتصاد أو المجتمع الذي عرفناه من قبل.

نحن نبتكر حلولاً مناسبة للمستقبل تضمن للأجيال المقبلة الحياة الكريمة التي تمكنهم من النمو والازدهار، ولهذا فإن أفكار الشباب لدعم مسيرة الخمسين عاماً القادمة لدولة الإمارات تساهم بالتأكيد في تعزيز اقتصاد خالٍ من الكربون في دولة الإمارات، بالإضافة إلى تحقيق مستهدفات الاقتصاد الأخضر، فلهذا فإن آراء الشباب والحلول التي سيتقدمون بها ستكون داعمة لصناع القرار، وتساهم بشكل مؤثر في تشكيل المستقبل الذي نتمناه جميعاً».

وتحدث فرانسيسكو لاكاميرا، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) – في كلمته خلال منصة «شباب من أجل الاستدامة» - عن عملية التحول في قطاع الطاقة وسبل مساهمتها في توفير فرص للشباب.

البرامج الشبابية

يوفر المنتدى الافتراضي لمنصة «شباب من أجل الاستدامة» سلسلة من البرامج الشبابية التي تمتد على مدار العام للاستثمار في تطوير مهاراتهم، وتسعى المنصة إلى استقطاب 50 ألف شاب من مختلف أنحاء العالم بحلول عام 2030 وتمكينهم . ويتضمن المنتدى الذي تستمر جلساته 3 أيام - حوارات ونقاشات وعروضاً توضيحية حول سبل مساهمة الشباب بدور فاعل في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والخطة التنموية للإمارات خلال الخمسين عاماً المقبلة.

Email