الإمارات تولي اهتماماً كبيراً لتنويع مصادر الطاقة

سهيل المزروعي: نستهدف جعل المدن مستدامة وآمنة ومرنة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعمل وزارة الطاقة والبنية التحتية، بالتعاون مع الهيئات الاتحادية والمحلية المختصة على تحقيق الأهداف 6 و7 و11 من أهداف التنمية المستدامة من خلال تنفيذ عدد من المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة بحلول عام 2030 ومراقبة جودة الهواء في مشاريع الصيانة والإنشاء لتوفير بيئة عمل صحية وضمان سلامة العاملين داخل مكان العمل وخارجه، ثم تحديد العناصر التي تؤثر على جودة الهواء الخارجي والحد المسموح به وضمان استدامة الطاقة والبنية التحتية والنقل والإسكان، وذلك انسجاماً مع مئوية الإمارات 2071 ومساهمة من الوزارة في دعم عبور الإمارات بسلاسة لخمسين عاماً مقبلة من الإنجازات.

وقال معالي سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية - في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام» - بمناسبة انطلاق فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2021 اليوم: تركز الوزارة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي من شأنها تمكين الوصول إلى الطاقة النظيفة بأسعار معقولة وجعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة، وتسهم في النمو الاقتصادي المستدام والأنظمة البيئية السليمة وزيادة كفاءة الموارد، بوصفها قضايا مهمة ضمن مشروع الإمارات لخمسين عاماً مقبلة من الإنجازات الطموحة التي تساهم بريادة الدولة عالمياً، وتحقيق المركز الأول في مؤشرات التنافسية العالمية إلى جانب تحقيق السعادة وجودة الحياة لأفراد المجتمع.

وأضاف: في سبيل ما سبق ذكره أطلقت وزارة الطاقة والبنية التحتية بالتعاون مع شركائها في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، إلى جانب القطاع الخاص، العديد من المشاريع النوعية والمبادرات الطموحة التي تحقق التطلعات المستقبلية، وتشمل دليل الاستدامة للمباني والطرق وهو دليل لتنفيذ المبادئ التوجيهية الاتحادية للطرق المستدامة والمباني المستدامة، وتم تطويره بناءً على أفضل الممارسات العالمية لتلبية وملاءمة متطلبات واحتياجات الإمارات، مما سيؤدي إلى رفع كفاءة الأصول، وبالتالي تقليل تكاليف الصيانة والتشغيل، وحسب الدليل يجب أن تتمتع المباني والطرق التي تم أو سيتم إنشاؤها بمعايير كفاءة طاقة عالية، وكفاءة استهلاك مياه عال واستخدام مواد بناء مستدامة، فضلاً عن إدارة النفايات، وتحقيق رفاهية وسعادة المستخدمين، وتقليل التأثير السلبي للمشاريع على البيئة والمناخ

تنويع مصادر الطاقة

وتابع: تولي الإمارات اهتماماً كبيراً بتنويع مصادر الطاقة، والحفاظ على البيئة وقد اتبعت نهجاً طويل الأمد للتخطيط لمستقبل الطاقة ورسم ملامح القطاع، ففي العام 2017 أطلقت الإمارات استراتيجيتها للطاقة 2050 التي تعتبر أول خطة موحدة للطاقة في الدولة توازن بين جانبي الإنتاج والاستهلاك، والالتزامات البيئية العالمية وتضمن بيئة اقتصادية مريحة للنمو في جميع القطاعات، حيث تستهدف رفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50% بحلول 2050.

وأضاف: حريصون في الإمارات على التوجه نحو الطاقة المتجددة أو الطاقة البديلة النظيفة والإمارات دولة غنية بالهيدروكربونات ولديها مزيج متنوع من الطاقة (الغاز الطبيعي إلى الطاقة الشمسية)، وذلك يضعها بين الدول الأولى التي لديها إمكانات لتطوير طاقة الهيدروجين بشكل أكبر بناءً على خبرتها الواسعة في صناعة النفط والغاز والطاقة المتجددة.

وذكر أن الوزارة حققت نتائج ملموسة في توفير استهلاك الماء والكهرباء والانبعاثات الكربونية في مشاريع الأحياء السكنية التي ينفذها برنامج الشيخ زايد للإسكان في مُختلف إمارات الدولة، دعماً لتوجهات ورؤية حكومة دولة الإمارات 2021 في مجال التنمية المستدامة وتحقيق بيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة تُسهم في جودة حياة الأفراد، فقد سجّلت انخفاضاً في استهلاك الكهرباء في 8 أحياء سكنية بنسبة 20% أي ما يعادل تشغيل 2217 مسكناً سنوياً، وسجّلت انخفاضاً في استهلاك الماء في مساكن الأحياء السكنية بنسبة 40% أي ما يعادل ملء 100 مسبح أولمبي سنوياً، كما خفّض البرنامج من الانبعاثات الكربونية بنسبة 27% أي ما يعادل انبعاثاً كربونياً لـ 8,700 سيارة لمدة عام كامل.

وأشار إلى أن الوزارة تستخدم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في تنفيذ المشاريع التنموية، الأمر الذي يدعم التوجه القائم على استدامة المشاريع من ناحية العمر الافتراضي وحاجتها للصيانة إلى جانب مساهمتها في خفض زمن وتكلفة التنفيذ والتشغيل، فعلى سبيل المثال تستخدم في مشاريع الطرق تقنية إعادة تدوير الأسفلت البارد التي تعتمد على تكسير وخلط ورصف وضغط الطبقات الأسفلتية الموجودة مع طبقات جديدة بحيث سيكون للطبقات الجديدة خصائص أفضل من تلك القديمة بفضل خلطها مع الأسمنت وضغطها باستخدام الآلات المتخصصة لهذا الغرض، إلى جانب استخدام مادة «البوليمر» في خلطة الأسفلت لخصائصها المتميزة ومساهمتها في تحمل الأوزان الثقيلة للشاحنات.

ولفت معاليه إلى أن وزارة الطاقة والبنية التحتية سـاهمت في تحقيـق التنميـة العمرانيـة للدولـة، مـن خـلال مشـاريع البنيـة التحتيـة الاتحاديـة التـي أشرفت علــى تنفيذهــا، وشــملت بنــاء المساكن والمبــاني الحكوميــة، بالإضافــة إلى تطويــر شــبكة طرق اتحادية تربــط جميــع مناطق الإمارات لتسـهيل تنقـل المواطنيـن والمقيميـن في الدولـة تماشياً مــع رؤية الإمارات 2021 والأجندة الوطنيـة ومئوية الإمارات2071، إضافة إلى اقتراح وتطوير السياسات والتشريعات والاستراتيجيات بالتنسيق مع الجهات المعنية لتحقيق أمن واستدامة وتنافسية قطاعات الطاقة والمياه وخفض معدلات انبعاثات الغازات الدفيئة، كما استهدفت الوزارة تحقيق بيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة تعزز جودة الحياة.

جودة الهواء

وأكد أن وزارة الطاقة والبنية التحتية تلتزم بتنفيذ نظام متكامل لمراقبة جودة الهواء في مشاريع الصيانة والإنشاء لتوفير بيئة عمل صحية وضمان سلامة العاملين داخل مكان العمل وخارجه، ثم تحديد العناصر التي تؤثر على جودة الهواء الخارجي والحد المسموح به على أنها (ثاني أكسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين والأوزون والجسيمات العالقة الكلية).

فيما أنجزت الوزارة نظام استدامة المباني الاتحادية، حيث يستهدف النظام 5 محاور تتمثل في تقليل استهلاك الطاقة ورفع كفاءتها، مما سيقلل من الآثار البيئية السلبية ويحقق وفورات مالية لمشغلي المبنى، وكذلك تقليل استهلاك المياه، إلى جانب الحفاظ على البيئة الطبيعية وتقليل تأثير التغير المناخي وتحقيق الرفاهية والراحة وتحسين جودة الهواء الداخلي والعزل الحراري.

استدامة الطرق

كما أنجزت كذلك نظام استدامة للطرق الاتحادية، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الإمارات، حيث يخدم تطوير وتحسين كفاءة الطرق الاتحادية، فضلاً عن سياسة المشتريات الخضراء، والتي تستهدف تقليل المواد المضرة بالبيئة الداخلية وصحة شاغلي المبنى، وتحقيق القيمة مقابل المال.

كما أطلقت الوزارة الاستراحة الوطنية لسائقي الشاحنات التي تهدف إلى تطوير وتحسين كفاءة الطرق الاتحادية وتحقيق التنقل الآمن من خلال إنشاء وتوفير استراحات قصيرة لسائقي الشاحنات من خلال استخدام المواد المعاد تدويرها والتقنيات الخضراء لمستخدمي الطرق، حيث نفذت الوزارة 8 استراحات للمركبات والشاحنات على الطرق الاتحادية، بهدف تخفيف الازدحام في وقت حظر سير الشاحنات، وتفادي وقوفها في أماكن غير مخصصة على جانب الطريق، الأمر الذي يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى حوادث مرورية، كما أنها توفر مكاناً لراحة السائقين، كون القيادة فترات طويلة تؤدي إلى الإرهاق الذي يؤدي إلى حوادث مرورية.

والحاضنات تستوعب 88 شاحنة و112 مركبة نقل أو سيارة عادية، حيث ستساهم نتائج المشروع في إسعاد مستخدمي الطريق وسلامتهم وأمنهم، إضافة إلى تقليل عدد الوفيات الناجمة عن الحوادث.

أمن مائي

وفي إطار سعيها لاستدامة الموارد المائية في الإمارات أطلقت وزارة الطاقة والبنية التحتية، سابقاً، استراتيجية الأمن المائي 2036، والتي تم تطويرها من منظور وطني شامل لتغطي كافة عناصر سلسلة الإمداد المائي بمشاركة جميع الدوائر والهيئات المعنية بالموارد المائية في الدولة.

مماشٍ للسعادة

دعماً لجهود الدولة في تحقيق الاستدامة البيئية، أطلقت وزارة الطاقة والبنية التحتية المبادرات النوعية والطموحة، وتشمل المماشي الوطنية للسعادة وهي مبادرة وطنية تهدف لرفاه المجتمع وتعزيز مفهوم التخطيط المستدام في المجتمعات السكنية نحو مدن مستدامة وكذلك مفهوم المشي لرفع مستوى الصحة.

وتطبق مفاهيم الاستدامة عن طريق تصميم مماشٍ باستخدام موارد مستدامة ومحلية ومصادر طاقة متجددة لرفع مستوى السعادة وجودة الحياة للمجتمع والمتعاملين، من خلال تحقيق مستهدف وطني مستقبلي لسنة 2030 بالتعاون مع الحكومات المحلية في الدولة.

Email