رافد أساسي خلال الجائحة.. وتجدد الإغلاقات في بعض الدول يعيد له البريق

السائح المحلي فرس الرهان الرابح

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يظل السائح المحلي في دولة الإمارات، هو فرس الرهان الرابح دائماً، ومظلة الأمان في جميع الأوقات، خصوصاً مع العودة إلى سياسة الإغلاق من قبل العديد من الدول والوجهات السياحية حول العالم، مع ظهور سلالات جديدة من فيروس «كوفيد 19» وتزايد المخاوف من موجات أخرى للجائحة.

وأكد مسؤولون وخبراء في القطاع لـ «البيان الاقتصادي»، أن السياحة الداخلية لعبت دوراً مهماً في دعم القطاع خلال فترة الجائحة، لافتين إلى أن عودة بعض قرارات الإغلاق تجدد أهمية هذا الدور في دعم عودة النشاط السياحي، وتعكس فاعلية وكفاءة الاستراتيجية التي تنتهجها الدولة حالياً، في هذا الشأن.

وتراهن الإمارات على جذب السائح المحلي لتنشيط القطاع وبالتالي إنعاش الاقتصاد الوطني، حيث أطلقت مؤخراً استراتيجية السياحة الداخلية لتطوير منظومة سياحية تكاملية شاملة بالتنسيق مع مختلف الهيئات والمؤسسات المحلية والاتحادية المعنية بقطاع السياحة والتراث والثقافة والترفيه المجتمعي في إمارات الدولة السبع.

وتهدف استراتيجية السياحة الداخلية، إلى إبراز خصوصية التجربة السياحية في كل إمارة من إمارات الدولة السبع على حدة، والتعريف بأهم المعالم الطبيعية والتراثية والتاريخية، والصروح الحديثة والعصرية التي تتمتع بها، والترويج للفعاليات الترفيهية والأنشطة الثقافية والمجتمعية التي تقدمها، ما يجعلها وجهة سياحية جاذبة للزوار.

وشهدت السياحة الداخلية، التي تضم أكثر من 200 جنسية يعيشون على أرض الإمارات، نشاطاً في عام 2019، بفضل حزمة من المشاريع والمبادرات الترويجية التي اجتذبت قطاعاً عريضاً من المجتمع الإماراتي، وبلغ حجم مساهمة السياحة الداخلية في الاقتصاد الوطني 41.2 مليار درهم في العام الماضي.

وتبلغ حصة السياحة الداخلية نحو 23% من إجمالي عائدات القطاع السياحي في الدولة، مقارنة بـ 77% للسياحة الدولية، حيث تسعى استراتيجية السياحة الداخلية إلى مضاعفة الرقم وتغيير النسب لتحقيق توازن أكبر بحلول عام 2030.

دور مهم

وأكد عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، أن السياحة الداخلية لعبت دوراً مهماً في دعم قطاع السياحة خلال العام الجاري، وذلك في الوقت الذي شهد فيه العالم فرض قيود على السفر وإغلاق العديد من الوجهات العالمية. وأضاف: «لطالما كانت السياحة الداخلية محط اهتمام قطاع السياحة والضيافة، وقد أسهمت التحديات التي فرضتها تداعيات جائحة (كوفيد 19) في تسليط الضوء على هذا النشاط مع الإمكانات الاستثنائية الهائلة لهذا القطاع الحيوي في الدولة، وتوفير المزيد من الخيارات التي تمكّن سكان الإمارات من الاستمتاع بالمعالم السياحية والتجارب المميزة في دبي».

ولفت إلى أن دبي ركزت على السياحة الداخلية، خلال المرحلة الأولى من إعادة فتح أبوابها أمام السياح في مطلع يوليو الماضي، وفي الوقت نفسه استقطاب مزيد من الزوّار الدوليين، حيث شهدت معدلات الإشغال الفندقي تحسناً متواصلاً خلال الأشهر الماضية.

المحرك الأول

وقال سعيد العابدي، رئيس مجموعة «العابدي القابضة للسياحة والسفر»: إن عودة قرارات الإغلاق العامة من جانب بعض الدول والوجهات السياحية حول العالم يظهر من جديد أهمية ودور السياحة المحلية في الإمارات باعتبارها المحرك الأول لعودة النشاط السياحي والبديل المثالي في أوقات الأزمات.

وأضاف أن السياحة الداخلية بدأت تأخذ وضعها الطبيعي خلال فترة جائحة «كوفيد 19» بدعم من حزمة من المشاريع والمبادرات والعروض الترويجية التي تقدمها المنتجعات والفنادق التي اجتذبت قطاعاً عريضاً من المواطنين والمقيمين حيث شكل السائح المحلي نسبة بلغت 90% من معدلات الإشغال الفندقي في بعض الأوقات خلال الجائحة، الأمر الذي ساهم في مساعدة الفنادق والمنشآت السياحية على مواصلة عملياتها التشغيلية.

وأشار إلى أن استراتيجية السياحة الداخلية الجديدة في الدولة سوف تساهم في تعزيز دور السوق المحلي والاعتماد عليه خلال الفترة الحالية لحين عودة الحياة إلى طبيعتها، الأمر الذي يساهم في تسريع وتيرة تعافي القطاع من آثار الجائحة.

ركيزة أساسية

وقال رياض الفيصل، الخبير السياحي، إن نشاط السياحة الداخلية في الإمارات يعتبر ركيزة أساسية من ركائز السياحة في الدولة خصوصاً في أوقات الأزمات ولا سيما مع العودة إلى سياسة الإغلاق الجديدة لبعض الدول حول العالم الأمر الذي يعيد له البريق مرة أخرى.

وأضاف أن السوق المحلي سجل مرونة وإيجابية كبيرتين خلال فترة الجائحة، حيث مثل الحصان الرابح لحركة السياحة في الدولة خلال الإغلاق ونجح في قيادة القطاع إلى بر الأمان خلال الجائحة عبر تعويض انخفاض الحجوزات العالمية، حيث شهدت جميع فنادق الدولة ارتفاعاً ملحوظاً في حجوزات المواطنين والمقيمين الساعين لقضاء عطلاتهم داخل الدولة بعد تقليص حركة السفر الدولي، لافتاً إلى أن تطوير استراتيجية خاصة للسياحة الداخلية يساهم في تعزيز دورها ومساهمتها في دعم الاقتصاد الوطني.

أجمل شتاء

أطلقت الإمارات حملة «أجمل شتاء في العالم»، وهي باكورة المبادرات والحملات السياحية على مستوى الدولة في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات، حيث تعد الأول والأضخم من نوعها على الصعيد الاتحادي، وتستمر الحملة، لمدة 45 يوماً، من 12 ديسمبر 2020 وحتى نهاية يناير 2021، بمشاركة كافة الهيئات السياحية في الدولة، وبتنسيق من وزارة الاقتصاد، وبدعم من المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات.

وتستهدف الحملة مختلف فئات المجتمع الإماراتي من مواطنين ومقيمين وزوار، لتشجيع السياحة الداخلية في مناطق وإمارات الدولة ككل، كوجهةٍ واحدة، مع تسليط الضوء على خصائص وسمات كل إمارة وإعادة اكتشاف ثروات البلاد الطبيعية والجغرافية والتاريخية، وأماكن الجذب المتعددة على امتداد إمارات الدولة.

Email