أكد علي النقبي، المؤسس والرئيس التنفيذي لاتحاد طيران رجال الأعمال والطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (ميبا) أن الإمارات تقود قاطرة قطاع الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال في المنطقة، وتستحوذ على 41% من إجمالي حجم السوق، و63% من أسطول طائرات رجال الأعمال والطائرات الخاصة المسجلة في المنطقة.
وقال النقبي، في حوار مع «البيان»: إن هناك ارتفاعاً بنسبة 8 % في الطلب على الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال في دبي خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي، وذلك بدعم من نشاط الحركة الاقتصادية والتجارية والسياحة وتدفق الاستثمارات ورجال الأعمال والمشاهير إلى دبي إضافة إلى الدعم الحكومي للقطاع، ما جعل الإمارة تتصدر مدن المنطقة، وتصبح من أهم المدن العالمية في حركة الطيران الخاص.
كيف كان أداء قطاعي طيران رجال الأعمال والطيران الخاص خلال النصف الأول من العام الحالي؟ وما هي التوقعات للفترة حتى نهاية العام؟
شهد النصف الأول من العام نمواً لافتاً ومرونة عالية في قطاعي طيران رجال الأعمال والطيران الخاص، مدفوعاً بمجموعة من العوامل التي تشمل التغيرات الجيوسياسية وزيادة عدد أصحاب الملاءة المالية العالية، إلى جانب زيادة مستويات الطلب على حلول السفر المرنة وعالية القيمة. وسجلت حركة طائرات رجال الأعمال ارتفاعاً بنسبة 7% على أساس سنوي خلال عام 2023 في مشروع محمد بن راشد للطيران.
وتشير التوقعات خلال النصف الثاني من العام إلى استمرار الزخم في رحلات طيران رجال الأعمال الخاصة بالأفراد والشركات، لا سيما خلال ذروة حركة السفر في يوليو وأغسطس، فضلاً عن تنامي جاذبية الطيران الخاص كأداة أعمال استراتيجية.
ما النسبة التي تستحوذ عليها الإمارات من إجمالي السوق؟
يواصل سوق طائرات رجال الأعمال العالمي نموه مع توقعات بزيادة قيمته من 42.14 مليار دولار في عام 2022 إلى 62.66 مليار دولار في عام 2030. وتشكل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مساهماً أساسياً في هذا النمو، لا سيما دولة الإمارات التي تستحوذ على نسبة 41% من إجمالي السوق الإقليمي.
وتدرك شركات التشغيل العالمية أهمية دولة الإمارات في قطاع طيران رجال الأعمال، بفضل النمو القوي الذي تشهده الدولة والمدعوم بالتنويع الاقتصادي وزيادة الاستثمار في البنية التحتية وتنامي أعداد أصحاب الملاءة المالية العالية.
ما حجم أسطول الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال في دولة الإمارات؟
تعد دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط إحدى أبرز الجهات الفاعلة في سوق طيران رجال الأعمال العالمي، حيث تمتلكان أسطولاً سريع التوسع من طائرات رجال الأعمال والطائرات الخاصة. ويصل إجمالي عدد الطائرات الخاصة وطائرات رجال الأعمال المسجلة في الإمارات نحو 174 طائرة، في حين تمتلك باقي دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 276 طائرة رجال أعمال، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية للمنطقة والطلب المتزايد على خدمات الطيران الخاص.
ماذا عن المعايير التي تحكم عملية تحديد أسعار رحلات طيران رجال الأعمال؟ وما متوسط سعر الإيجار في الساعة؟
تخضع أسعار رحلات طيران رجال الأعمال إلى عدد من المعايير الرئيسية، تشمل طراز وحجم الطائرة، ومدة الرحلة والمسافة والتكاليف التشغيلية (مثل الوقود وطاقم الطائرة والصيانة)، إلى جانب مستوى الخدمات والمرافق المقدمة للعملاء. بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل مواعيد الحجز وتقلبات مستوى الطلب الموسمية، بالإضافة إلى وجهة الطيران المختارة ومستوى الضغط الذي تشهده. ويبرز تأثير هذه العوامل بشكل واضح في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لأنها تشهد مستويات طلب عالية.
وتتراوح أسعار استئجار الطائرات في الساعة بين 3000 - 25000 دولار، وذلك وفقاً لحجم الطائرة ونوعها وطبيعة الخدمات التي تقدمها على الرحلة.
ما مدى مساهمة قطاع الطيران في دعم الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي؟ وما حجم المبيعات السنوي للقطاع على مستوى الإمارة والدولة؟
يمثل قطاع الطيران جزءاً محورياً من اقتصاد دبي، حيث يسهم بدور رئيسي في دفع عجلة نمو ناتجها المحلي الإجمالي. وتواصل دبي ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للطيران بفضل الحجم الكبير لمبيعاتها السنوية المدعومة بمزيج من الأنشطة التجارية وأنشطة الأعمال، إلى جانب موقعها الاستراتيجي كمركز عبور عالمي وبنيتها التحتية عالمية المستوى. وتعزز هذه العوامل مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لدبي، ودوره الحيوي في دفع عجلة الاقتصاد في الإمارة ودولة الإمارات.
كيف يؤثر تنظيم الفعاليات المهمة على حجم الطلب في قطاع الطيران الخاص؟
تلعب الأنشطة الاقتصادية والفعاليات والمعارض الرئيسية دوراً محورياً في دفع عجلة قطاع الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال، فهي توفر منصة بارزة لبناء علاقات جديدة وتعزيز الابتكار. وعلى صعيد معرض طائرات رجال الأعمال والطائرات الخاصة، نلتزم بتوفير فرص استثنائية لإرساء علاقات جديدة والحصول على رؤى قيمة حول أبرز التوجهات، إلى جانب استكشاف أحدث المنتجات والخدمات في القطاع.
ما أبرز التحديات التي يواجهها قطاع الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال حالياً؟
يواجه قطاع الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال مجموعة من التحديات التي تترافق مع العديد من الفرص المميزة. ففي ظل الاهتمام الكبير بمجال الاستدامة والعمل على الحد من انبعاثات الكربون ومواكبة الأهداف البيئية العالمية، يقود القطاع الجهود للحد من انبعاثات الكربون من خلال الاستثمار في وقود الطيران المستدام والتقنيات الخضراء.
ويرتقي التقدم التكنولوجي أيضاً بإمكانات الكفاءة التشغيلية وتجربة العملاء. وتبرز أهمية استثمار المؤسسات في التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وطائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية لمواكبة متطلبات السوق، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية وضمان الامتثال للمتطلبات التنظيمية ومعايير السلامة لتلبية مستويات الطلب المتنامية. وتشكل التكاليف الباهظة تحدياً إضافياً أمام هذا القطاع الذي يلعب دوراً مهماً في تعزيز الكفاءة الاقتصادية والربط بين مختلف أنحاء العالم.
ويتطلب معالجة هذه التحديات تطبيق منهجية استراتيجية وتعاون مختلف جهات القطاع، إلى جانب الالتزام بالابتكار والاستدامة.
هل ما زالت السوق الرمادية تمثل عقبة أمام المستثمرين في القطاع؟
لا تزال السوق الرمادية تمثل تحدياً أمام قطاع طيران رجال الأعمال، مما يشكل مخاطر على السلامة والأمن والمنافسة العادلة، إلا أن الجهات التنظيمية في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط قامت بإجراءات استباقية لمعالجة هذه التحديات. ويهدف التعاون بين الجهات التنظيمية واتحاد طيران رجال الأعمال والطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الارتقاء بمعايير القطاع وضمان الامتثال والحد من التأثير الناجم عن شركات التشغيل غير المرخصة على السوق.
ما هي استعداداتكم لتنظيم معرض طائرات رجال الأعمال والطائرات الخاصة في مطار آل مكتوم الدولي؟
بعد النجاح اللافت الذي حققته دورة عام 2022، والتي شهدت زيادة ملحوظة بنسبة 56% في عدد الزوار مقارنة بالدورة التي سبقتها، نتوقع أن تحقق دورة العام نجاحاً أكبر، حيث أكدت أبرز الشركات العالمية مشاركتها في الفعالية المرتقبة، بما فيها بوينج وداسو للطيران وبومباردييه وإمبراير وإمباير للطيران ودي سي للطيران وفيستا وطيران السعودية الخاص.
وتتواصل التحضيرات للدورة المقبلة، حيث نركز على توفير تجربة استثنائية لجميع الحضور، وتحديث جدول أعمال الفعالية بمفاهيم جديدة. ويعود مؤتمر بيز آف ليسلط الضوء على مواضيع مهمة تشمل تحسين العمليات المستدامة، واستكشاف المبادرات الجديدة، والاستفادة من التوجهات الحديثة في التكنولوجيا، والارتقاء بتجارب العملاء، وتعزيز الفاعلية. كما تضمن فرص التواصل المطورة توفير منصة لتعزيز العلاقات المهمة ودفع الابتكار.
وانطلاقاً من أهمية الإمكانات الاستثنائية لقطاع النقل الجوي المتطور، سيضم معرض طائرات رجال الأعمال والطائرات الخاصة جناحاً جديداً مخصصاً للنقل الجوي المتطور لتسليط الضوء على أحدث تقنيات طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية.
ويوفر هذا القطاع الناشئ فرصاً كبيرة للشركات الناشئة في قطاع طيران رجال الأعمال من خلال فعالية فيستا الجديدة المقرر أن يحتضنها المعرض هذا العام. وتتيح هذه المنصة المخصصة للشركات الناشئة العالمية عرض تقنياتها وحلولها الجديدة، بدءاً من العملات المشفرة والاستدامة ووصولاً إلى طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية.