4 عقود من الطيران في أجواء الريادة

أحمد بن سعيد: رؤية محمد بن راشد.. نقطة انطلاق طيران الإمارات للتحليق في فضاء التميز

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، أن القيادة الملهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جعلت مؤسسات دبي، سواء من القطاع الخاص أو الحكومي، في سباق دائم في مضمار التميز، لا تعترف بكلمة «مستحيل»، بل إنها محتها من قاموس مفرداتها، ليكون الفوز والانتصار والنجاح هي الكلمات الأكثر حضوراً في قاموس دبي، ودليل كل من يعيش على أرضها نحو مستقبل واعد ومبشّر تسعى جاهدة أن تكون شريكاً مؤثراً في صنعه.

وشغف التميز والريادة الذي ميز فكر ونهج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، منذ وقت مبكر من توليه ولاية العهد في إمارة دبي، هو العنوان العريض للإنجازات التي حققت بها دبي مكانتها العالمية، حيث أراد سموه لهذه المدينة الواقعة على ضفاف الخليج العربي أن يكون لها شأنها كنموذج للمدن العالمية سريعة التطور، وهو ما كان بفضل رؤية ومتابعة سموه وحرصه على إطلاق المشاريع الضخمة التي تجاوزت وقت إطلاقها سقف التوقعات، إلى الحد الذي دفع البعض للتشكيك في جدواها وقيمتها، غافلين عما ستؤول له تلك المشاريع من مكانة عالمية كبرى، ومن تلك المشاريع «طيران الإمارات»، التي تعد اليوم من أكبر وأهم خطوط الطيران في العالم.

وجاء إعلان مجموعة الإمارات، التي تضم «طيران الإمارات» و«دناتا»، عن نتائجها القياسية للسنة المالية 2022 - 2023، لتقدم للعالم برهاناً جديداً على أن الأساس الراسخ الذي ارتكز إليه بنيان نهضة دبي الحديثة هو الضمانة التي تكفل لها تخطي كل الصعاب والمعوقات، وتمكنها من القفز فوق التحديات مهما عظمت.

وها هي طيران الإمارات تبهر العالم بنتائج قياسية، رغم ما تعرضت له صناعة الطيران في العالم من تأثيرات أزمة جائحة كورونا، التي كان قطاع الطيران من أكثر القطاعات تأثراً بها، فقد حققت المجموعة أرباحاً قياسية جديدة، وسجلت كل من طيران الإمارات ودناتا ارتفاعات كبيرة في الإيرادات، مع توسع عمليات النقل الجوي والسفر بعد إزالة جميع القيود المتعلقة بالجائحة تقريباً في مختلف بقاع العالم.

ووصلت أرباح مجموعة الإمارات إلى 10.9 مليارات درهم (3.0 مليارات دولار أمريكي)، بينما بلغت إيرادات المجموعة 119.8 مليار درهم (32.6 مليار دولار)، بارتفاع نسبته 81 % عن نتائج السنة السابقة، وبلغت الأرصدة النقدية للمجموعة 42.5 مليار درهم (11.6 مليار دولار)، وهي الأعلى على الإطلاق، بنمو نسبته 65 % عن السنة السابقة.

ومع دخول دبي مطلع العام الجاري في مرحلة تنموية جديدة حددت معالمها خطة طموحة تضمنتها «أجندة دبي الاقتصادية D33» بأهدافها الساعية إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي وجعلها من أكبر ثلاث مدن اقتصادية في العالم ومن أهم 3 وجهات عالمية للزائرين في مجالات السياحة التخصصية والأعمال بحلول 2033، سيكون لطيران الإمارات إسهامها الملموس في تحقيق تلك الأهداف الطموحة، بما تملكه من استراتيجية واضحة ومرونة في التعامل مع المتغيرات العالمية مكنتها من الحفاظ على مكانتها بين كبرى شركات الطيران في العالم.

 

نهج المنافسة العادلة

ويستذكر سمو الشيخ أحمد بن سعيد الأيام الأولى لإطلاق طيران الإمارات، مشيراً لما أورده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، صاحب فكرة تأسيسها، في كتابه «قصتي»، الذي أفرد فيه فصلاً بعنوان «شركة طيران في دبي» حول النهج الذي أسسه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لطيران الإمارات منذ يومها الأول، وحتى قبل أن تقلع أولى رحلاتها، وهو نهج قائم على المنافسة العادلة بعيداً عن أي مميزات تحمي الشركة الوليدة من المنافسين العالميين.

وقطعت طيران الإمارات أميالاً طويلة في تحليقها في فضاء التميز، منذ أن أمَرَ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في عام 1984، وكان آنذاك وزيراً للدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة، باستحداث شركة طيران لدبي، حيث تم إعداد الخطة واختيار الاسم الغالي «الإمارات» ليزين هامة خطوط الطيران الواعدة قبل نهاية ذلك العام، لتنطلق أولى رحلاتها في 25 أكتوبر 1985 بطائرتين مستأجرتين من طراز بوينغ 737 وإيرباص 300 B4، بدون أي دعم حكومي أو حماية تأسيساً لمبدأ الأجواء المفتوحة، لتمتلك في عام 1987 أول طائرة مملوكة للشركة، وكانت من طراز إيرباص A310-304، لتنمو وجهاتها خلال خمس سنوات إلى 14 وجهة.

وكانت طلبات الشراء من طيران الإمارات، التي كانت تعد صفقات ضخمة في هذا المجال، بمنزلة طوق النجاة الذي أنقذ صناعة الطائرات في العالم في عدة مواقف تعرضت فيها الصناعة لتحديات كبرى كادت تعصف بها، ففي عام 1992، جاء طلب طيران الإمارات شراء 7 طائرات بوينغ 777 مع 7 خيارات، ليعيد الثقة في الصناعة التي تضررت بشدة جراء حرب الخليج الأولى.

وفي مطلع عام 2018، أعلنت طيران الإمارات عن صفقة ضخمة مع شركة «إيرباص» العالمية بقيمة 16 مليار دولار أمريكي، لشراء 36 طائرة من طراز «إيرباص A380» العملاقة، منها 20 طائرة طلبية مؤكدة، و16 طائرة «حقوق خيار»، حيث وصفت وسائل الإعلام العالمية هذه الصفقة آنذاك بأنها «تنقذ» طائرات إيرباص العملاقة، في حين تعد طيران الإمارات اليوم أكبر مشغل لطراز إيرباص «A380» في العالم، إذ تشغل الناقلة حالياً 85 طائرة من هذا الطراز ضمن أسطولها، في حين من المتوقع ارتفاع العدد ليصل إلى 95 طائرة بنهاية السنة المالية الحالية في مارس المقبل.

 

أكبر مشغل لطائرات بوينغ

وفي عام 2005، دخلت طيران الإمارات التاريخ بطلب شراء 42 طائرة بوينغ 777، في صفقة بلغت قيمتها 9.7 مليارات دولار أمريكي، ضمن أضخم طلب لشراء طائرات بوينغ 777 على الإطلاق في ذلك الوقت، واليوم تعد طيران الإمارات أكبر مشغل في العالم لهذا الطراز من طائرات بوينغ.

كما كان لطيران الإمارات ومطارات دبي كبير الأثر في استعادة حركة السفر العالمية عافيتها في أعقاب جائحة «كوفيد 19»، إذ كان لدبي السبق في فتح أجوائها أمام حركة الطيران الدولية في السابع من يوليو من عام 2020.

وواصلت طيران الإمارات تحليقها في آفاق التميز الذي استمرت في رفع سقف المنافسة فيه بخدمات نوعية، أهلتها في عام 2014 للحصول على لقب «العلامة التجارية الأعلى قيمة بين شركات الخطوط الجوية» في العالم، واحتلت المركز الأول في تقرير براند فاينانس للعلامات التجارية الأعلى قيمة في الشرق الأوسط، بقيمة تقدر بـ3.7 مليارات دولار أمريكي، وما لبثت أن فازت كذلك في عام 2016 بلقب أفضل شركة خطوط جوية في العالم. وفي عام 2020 تم تصنيف طيران الإمارات، ولا تزال، كأكبر ناقلة دولية في العالم.

وكانت «طيران الإمارات» دائماً الرقم الصعب في معادلة التميز في مجال السفر، حيث حرصت على تقديم خدمات نوعية أسهمت بها في استحداث معايير جديدة لجودة السفر الجوي، وفي عام 2017 أطلقت أول الأجنحة الخاصة والمغلقة بالكامل للدرجة الأولى في العالم، وذلك على متن طائراتها من طراز بوينغ 777، والتي كانت سبباً في تغيير قواعد التنافسية في عالم الطيران المدني، حيث وفرت الشركة لعملائها قدراً غير مسبوق من الترف والخصوصية أثناء الرحلات الجوية.

وفي مايو 2022، كشفت «طيران الإمارات» النقاب عن منتج درجتها «السياحية الممتازة» الجديدة بالكامل، لتصبح بذلك أول ناقلة في المنطقة توفر للمتعاملين معها هذه المقصورة على متن طائرات مختارة من طراز A380 لمنح ركاب هذه الدرجة مزيداً من المساحة.

 

Email