دراسة سلوكيات الركاب لإعداد وجبات أكثر ملاءمة لاحتياجاتهم

شركات الطيران تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقليص إهدار الطعام

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن استخدامات الذكاء الاصطناعي سوف تمتد يوماً بعد يوم لكل ما هو غير متوقع، بعد تبني شركات الطيران لخوارزمياته من أجل تقليل هدر الطعام على متن رحلاتها لتحليل الطعام المتبقي على صواني الركاب، أو من خلال استخدام الكاميرات ودراسة سلوكيات الركاب لإعداد وجبات ملائمة بصورة أكبر لما يريدونه.

وقد أفاد الذكاء الاصطناعي شركات الطيران كذلك في طرح أفكار جديدة وخلاقة لتقليل هدر الطعام، منها قيام شركة الخطوط الجوية اليابانية بتوفير خيار أمام الركاب في جميع رحلاتها وهو «عدم الحاجة إلى وجبة»، حيث بدلاً من تقديم الوجبة، تقوم الشركة بتقديم تبرع لمشروع لمكافحة الجوع في الدول النامية. كما أن خيار «عدم الحاجة إلى وجبة» يمكن أن يساعد شركة الطيران في الحد من إهدار الطعام، لأنه يتم إعداد قوائم الطعام قبل الرحلة الجوية. فبطبيعة الحال، ما لا يتم استهلاكه على متن الطائرة يتم التخلص منه تلقائياً.

كما طبقت شركة «دلتا إيرلاينز» الأمريكية خياراً مماثلاً لرحلات جوية معينة من درجة رجال الأعمال. وهنا أيضاً اختار عدد من ركاب رحلات الشركة خيار «عدم الحاجة إلى الوجبة». ووفقاً لتقرير لشبكة سي إن إن، فإنه في المتوسط استغنى الركاب عن 1000 إلى 1500 وجبة شهرياً.

وفي أوروبا، ترصد شركات الطيران هذه التطورات، في الوقت الذي تحاول فيه التوصل لبدائلها الخاصة لتحقيق الاستدامة بشأن خيار الاستغناء عن الوجبة. فعلى سبيل المثال تقدم مجموعة «لوفتهانزا»، التي تضم «لوفتهانزا»، و«سويس إير» والخطوط الجوية النمساوية، خيارات جزئية من وجبات «الطلب المسبق». وقال متحدث باسم «لوفتهانزا» إنه، على سبيل المثال، يمكن للركاب الذين قاموا بحجز رحلة قصيرة ومتوسطة المسافة أن يطلبوا عبر شبكة الإنترنت خلال 36 ساعة قبل الإقلاع الحصول على منتجات طازجة.

 

احتياجات

والهدف هو التخطيط بأكبر قدر من الدقة لاحتياجات الرحلة الجوية من الطعام للحد من إهدار الطعام. وقال المتحدث إن مجموعة «لوفتهانزا» تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحقيق هذه الغاية. وباستخدام الموازين والكاميرات والتعرف على اللوغاريتمات، تحلل الشركة الطعام المتبقي على صواني الركاب. ومن خلال هذه المعلومات، يتم إعداد وجبات ملائمة بصورة أكبر لما يريده الركاب.

وتقوم شركة «توي فلاي» الجوية بإعداد الوجبات الساخنة مسبقاً، مما يعني أنه سوف يتم طهيها حسب الطلب. وقال متحدث باسم الشركة إنه يتم بذل الجهود للحد من إهدار الطعام على متن الطائرة نفسها وفي سلاسل الإمداد. وسوف تتبرع الشركة بالأطعمة غير المستخدمة قبل فترة قصيرة من انتهاء صلاحيتها، عندما يكون ذلك ممكناً وآمناً.

وتتبنى مجموعة «لوفتهانزا» أسلوباً آخر يهدف إلى الاستفادة ذات القيمة المضافة من الأطعمة التي لم يتم استخدامها خلال الرحلة الجوية، وكسب بعض الأموال أيضاً. وتتبع الشركة مبادرات يتم من خلالها تقديم منتجات غذائية طازجة للركاب بأسعار مخفضة في الرحلات الجوية قصيرة المسافة في نهاية اليوم. وقال متحدث باسم الشركة إنه خلال عام 2022، تم بيع 80 ألف منتج غذائي بدلاً من التخلص منه.

 

نموذج

وهناك نموذج ملموس تقوم به شركة الخطوط الجوية النمساوية، حيث إنها تقوم على متن الرحلات الأوروبية لفيينا بإتاحة الفرصة للركاب لشراء منتجات غذائية طازجة لم تستخدم بأسعار مخفضة، وذلك قبل الهبوط بفترة قصيرة.

وخلال عام واحد، تم بيع أكثر من طنين من المنتجات الغذائية بهذه الطريقة، ولم يتنه الأمر بها في القمامة، وفقاً لما قالته الشركة. فهذا نموذج يبدو أنه يمثل سابقة يحتذى بها، وقال متحدث باسم مجموعة «لوفتهانزا» إنه سوف يتم إتاحة خيار شراء المنتجات الغذائية على متن طائرات الشركة هذا العام.

ولكن السؤال الذي ربما يمكن طرحه هو هل كل ذلك مجرد نقطة في دلو، مجرد جانب بسيط في دائرة الحماية البيئية والاستدامة في ظل الانبعاثات الضارة للمناخ المنبعثة من الطائرات. ولوضع الأمر في صورته الملائمة، أشارت بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» إلى أنه خلال عام 2018، نجم عن الطائرات 6.1 ملايين طن من المخلفات. ومن هذه الكمية، ما لا يقل عن 20%، أو 1.2 مليون طن، من الوجبات والمشروبات التي تم التخلص منها.

Email