روس كوران أستاذ إدارة الأعمال في «هيريوت وات بدبي»:

الإمارات وجهة مفضلة للزوار والسياحة الداخلية عامل رئيسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور روس كوران أستاذ مساعد في كلية إدنبرة لإدارة الأعمال بجامعة هيريوت وات بدبي والخبير في السياحة: «إن قطاع السياحة في دولة الإمارات جاهز الآن لجني الفوائد من اعتماد أفضل الممارسات في مجال السياحة وأدائها ونشاطها العالمي، بعد فترة عانى فيها العالم من الإغلاق والعزلة بسبب جائجة «كوفيد 19»، مؤكداً أن المسافرين حول العالم أظهروا تفضيلهم للسفر إلى وجهات أقل ازدحاماً وآمنة وعلى رأسها دولة الإمارات، وكان السفر والسياحة الداخلية عاملاً رئيسياً في الانتعاش ولا يزال ضرورياً».

وقال الدكتور روس كوران إن قطاع السفر والسياحة يعمل على تمكين التنمية الاجتماعية والاقتصادية ويؤثر بشكل مباشر على عوامل مثل خلق فرص العمل والحد من الفقر، مما يؤدي إلى تأثيرات اجتماعية إيجابية كبيرة عبر البلدان المضيفة. تتجاوز بعض فوائد صناعة السياحة تأثيرها المباشر على الناتج المحلي الإجمالي، بما في ذلك حماية الثقافة الوطنية، وفرص العمل الجديدة، والمكاسب غير المباشرة مثل روابط سلسلة التوريد عبر القطاعات. وأضاف «مع ذلك، كان للجائحة تأثير كبير على الصناعة، حيث تم فقدان حوالي 62 مليون وظيفة، مما ترك 271 مليون فقط موظفاً في جميع أنحاء القطاع على مستوى العالم. لقد اتسم عام 2020 والنصف الأول من عام 2021 بفترات طويلة من الإغلاق والقيود الشديدة على السفر، وبالتالى عانت صناعة السياحة من تحديات غير مسبوقة. وفقاً لإحصائيات مجلس السفر والسياحة العالمي (WTTC)، كان السفر والسياحة أحد أكبر القطاعات في العالم قبل الوباء، حيث كان يمثل 1 من كل 4 وظائف جديدة في العالم، و 10.3 % من جميع الوظائف (333 مليون)، و 10.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي (9.6 تريليون دولار أمريكي).»

 

طريق التعافى 

وقال روس كوران في تصريحات لـ«البيان»:ان تعافي قطاع السفر والسياحة العالمي بدأ في عام 2021. ومع ذلك، كان أبطأ مما كان متوقعاً بسبب متمحورات كورونا، وقيود السفر على مستوى الدولة، وعدم اتساق لوائح السفر.إن إنتعاش الاقتصاد العالمي في العديد من البلدان، مصحوباً بنقص العمالة في الأدوار الرئيسية في صناعة السياحة، أدى إلى تأخيرات في إصدار التأشيرات وتقليل موثوقية النقل مما أثر على مسار نمو القطاع. على الرغم من الصعوبات التي يواجهها قطاع السياحة، فقد كان عام 2022 سبباً يدعو إلى التفاؤل، وفي الواقع في بعض الأماكن، حدث انتعاش كبير. في حين كان الدعم الحكومي مفيداً طوال هذه الأزمة، فقد استفاد تعافي القطاع من توفير قواعد واضحة ومتماسكة تتعلق بالسفر عبر الحدود والتطعيم واختبارات كورونا.«وتابع أن»تم تقديم العديد من المبادرات مثل برنامج التطهير الوطني وقواعد التباعد الآمن وحملة التطعيم على الصعيد الوطني لزيادة التأهب للأزمات المستقبلية. خصصت الحكومة في دولة الإمارات العربية المتحدة ميزانية تحفيزية مرنة تبلغ 256 مليار درهم واتخذت إجراءات استثنائية للحد من التهديدات المحتملة التي يفرضها الوباء. ساعد التطبيق الواضح والمترابط والمتسق لبروتوكولات السلامة الخاصة بـ كوفيد، والذي تم توصيله بشكل فعال للزوار المحتملين، في طمأنة المسافرين أثناء عودتهم إلى الانخراط في الأنشطة السياحية.«

 

المشهد السياحي 

وأوضح كوران أن»تحديات التعافي الكامل في قطاع السفر في العالم كبيرة، ومع ذلك انتعش قطاع السياحة في الإمارات بقوة، وسجلت دبي زيادة كبيرة في عدد الزوار الدوليين في عام 2022. زار أكثر من 10.2 مليون زائر دبي في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2022، وكان أكبر عدد من الضيوف الدوليين من الهند حيث بلغ 1.2 مليون. كما كان السياح من دول مثل عمان والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية وروسيا من بين أكبر الزوار في دبي.«

وتابع»تعافت الإمارات العربية المتحدة بنسبة 41.1 % في عام 2021، وهو ثالث أسرع نمو في المنطقة. وكان الانتعاش القوي مدعوماً بزيادة بنسبة 48.8 % في الإيرادات من الزوار الدوليين. علاوة على ذلك، كان معرض إكسبو 2020 أحد أكبر أسباب الارتفاع في السياحة في البلاد. خلال معرض إكسبو 2020، شهدت الدولة طفرة في السياحة وفرص تجارية جديدة ساهمت بشكل كبير في نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وجذبت استثمارات أجنبية مباشرة تقدر بنحو 33.2 مليار دولار (122 مليار درهم). أحداث الكريكيت الدولية مثل الدوري الهندي الممتاز وكأس العالم للكريكيت ICC T20 والعديد من الأحداث التجارية مثل جيتكس وجلف فود وأديبك كانت عوامل ساهمت في زيادة عدد الوافدين الوافدين من 11.3 مليون في عام 2020 إلى 12.9 مليون في عام 2021 وحوالي 10.2 مليون. حتى سبتمبر 2022."

 

عوامل الانتعاش 

وأوضح كوران ان هناك بعض العوامل التى تساعد على انتعاش القطاع منها:

مفهوم الإقامة- اكتسب مفهوم الإقامة معنى جديداً في هذه الحقبة، حيث اختار الناس أماكن العمل وبقوا لفترة أطول في وجهات داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وحولها. إن النماذج الجديدة للسياحة مثل الإقامات والمبادرات الصديقة للسفر مثل تأشيرات العمل عن بعد قد أعادت إحياء قطاع السياحة بشكل كبير.

نمو السياحة المستدامة - نظراً لكونها مزيجاً مثالياً من الثقافات المتعددة ووجهة للتراث الغني، فقد عملت الإمارات العربية المتحدة دائماً على دعم المجتمعات المحلية وحماية المناظر الطبيعية، فضلاً عن زيادة الوعي بأهمية الانتقال إلى ممارسة أكثر استدامة (على سبيل المثال.، من خلال إكسبو 2020). أشار تقرير حديث صادر عن مركز الاستدامة من خلال البحث والتعليم لمعرض إكسبو 2020 دبي إلى أن السياحة البيئية هي منطقة ذات أهمية متزايدة لأولئك الذين يسافرون إلى دبي. تبرز السياحة المستدامة والسياحة البيئية كمجالات رئيسية تساهم في صناعة السياحة الأوسع، ومن خلال تعزيز الاقتصاد الأخضر الأوسع. مع استعداد الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، سيركز مديرو السياحة على إعادة تكثيف الجهود لدفع زيادة الاستدامة في عملياتهم.

الثورة الرقمية في السياحة - بتشجيع من مجموعة واسعة من احتياجات المسافرين، تتحرك صناعة السياحة بسرعة نحو الحلول الرقمية التي تخلق مشاركة أعمق للمسافرين العالميين والمحليين. تعمل مناطق الجذب السياحي الرائدة عالمياً مثل متحف المستقبل في دبي ومتحف اللوفر أبوظبي على دمج التكنولوجيا الرقمية في تجارب الزوار. تمثل هذه الممارسات نقطة اتصال قيّمة قبل الزيارة وبعدها يمكن أن تعزز تجارب الزوار ورضاهم. يشهد قطاع التكنولوجيا الرقمية والفعاليات تحولاً أيضاً. لقد أتاح نمو الرياضات الإلكترونية على مستوى العالم فرصاً جديدة لاستضافة البطولات التي يشارك فيها المشاركون والمتفرجون الذين يمكنهم الحضور جسدياً أو رقمياً أو من خلال المشاركة المختلطة. في عام 2022، تستضيف دبي مهرجاناً للرياضات الإلكترونية يتضمن نهائي بطولة PUBG العالمية الكبرى. لا تزال دولة الإمارات في طليعة بناء وتعزيز علامة تجارية متسقة من خلال التعاون الرقمي، وتنظيم الابتكارات الناشئة القائمة على التكنولوجيا.

سيتطلب التعافي الشامل للاقتصاد العالمي العودة الكاملة للسفر الدولي دون أي حواجز. وصل الناتج المحلي الإجمالي لصناعة السفر والسياحة العالمية إلى 8.35 تريليون دولار أمريكي في عام 2022 مع توقع 9.6 تريليون دولار أمريكي في عام 2023، ومن المرجح أن يعود إلى مستوى ما قبل الجائحة. ومن المتوقع أيضاً أن يعود الناتج المحلي الإجمالي للشرق الأوسط إلى مستويات ما قبل الفيروس بحلول نهاية عام 2023. ومن المتوقع أن تجتذب بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التي تستضيفها قطر عدداً كبيراً من الزوار الدوليين إلى المنطقة. مع التغيير الأخير في سياسات التأشيرات في الإمارة، وزيادة اتصالات الرحلات الجوية مع الوجهات الرئيسية في جميع أنحاء العالم، وبدء تنفيذ العديد من المشاريع الضخمة، سيستمر قطاع السياحة الإماراتي في الحفاظ على مكانته كوجهة شهيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وكواحد من الوجهات الأكثر شعبية في العالم.

Email