6 دروس قدمتها الجائحة لقطاع السياحة والسفر

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

فرضت الجائحة تحديات كبيرة على القطاعات الاقتصادية كافة في العالم، نجح بعضها في تجاوزها، فيما تعمل أخرى على التخلص منها والمضي قدماً في مسيرة التعافي، لكن، وفي المقابل، قدمت الأزمة دروساً وعبراً يجب التمعن فيها لتطوير استراتيجيات تعزز القدرة على مواجهة أي أزمات، وبالنسبة إلى قطاع السياحة والسفر يمكن حصر 6 دروس مستفادة من الأزمة.

بهدف تسليط الضور على أبرز الدروس بالنسبة لقطاع السياحة والسفر والضيافة، استطلعت «البيان» آراء مجموعة من المسؤولين والمختصين الذين حددوا مجموعة من 6 محاور حيوية التي يجب التركيز عليها مستقبلاً بناءً على ما شهده القطاع منذ اندلاع الجائحة في 2020 حتى الآن، وتشمل الإدارة الاستباقية للمخاطر، وتبني المرونة كمنهج أساسي في الإدارة والعمليات التشغيلية، إضافة إلى سرعة الاستجابة واتخاذ القرار، إلى جانب تنويع الأسواق وشرائح العملاء وتجهيز البدائل وتسريع وتوسيع التحول الرقمي وتعزيز الشراكات البناءة.

مرونة

خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة أكد أن مختلف الجهات العاملة في قطاع السياحة تعلمت دروساً إيجابياً من الجائحة تأتي في مقدمتها المرونة وسرعة اتخاذ القرار، مع ضرورة تجهيز البدائل بشكل كامل مع الاستعداد للاستجابة السريعة لأي متغيرات، وأوضح أن القطاع في الإمارات يمضي قدماً في مرحلة التعافي، معرباً عن ثقته بآفاق القطاع بالاعتماد على التقنيات الحديثة وتعزيز دور الخدمات الرقمية.

رصد استباقي

وأكد أمين العوضي المدير العام لـ«شركة العوضي للسفريات» أن أبرز الدروس التي يمكن استخلاصها من الجائحة بالنسبة لقطاع السياحة والسفر تتمثل في عدة محاور تأتي المرونة في مقدمتها، إذ من الضروري أن تتمتع الشركات بالمرونة الإدارية والتشغيلية الكاملة لمواكبة أي مستجدات ومتغيرات والتعامل معها بشكل فوري، كما أكدت الجائحة أهمية إدارة المخاطر والرصد الاستباقي للأزمات ووضع سيناريوهات للأزمات وخطط للطوارئ وتصميم سياسات متكاملة للتعامل معها بما يشمل الاحتفاظ بسيولة نقدية كافية لحالات الأزمات بحسب قدرة كل شركة.

ولفت العوضي من جانب آخر إلى أن الجائحة أيضاً أبرزت أيضاً أهمية التنويع، ويشمل ذلك تنويع الأسواق وشرائح العملاء بالإضافة إلى تنويع القطاعات الفرعية في مجال التخصص، منوهاً أيضاً أن ما شهده قطاع السياحة والسفر عالمياً خلال العامين الماضيين أكد أهمية تعزيز الشراكات بين مختلف الجهات المعنية بالقطاع لمواجهة التحديات بشكل جماعي. وأضاف: بات التحول الرقمي وتبني أحدث التقنيات الرقمية من الأمور البديهية في ظل الجائحة، فالتخلف عن ركب التطور التقني قد يؤدي إلى خسائر فادحة للأعمال.

تقنيات رقمية

بدوره، أوضح هيثم مطر رئيس مجموعة فنادق ومنتجعات «إنتركونتيننتال»، في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند أن الجائحة أحدثت عدة متغيرات في متطلبات السياح وغيرت أنماط العمل التقليدية التي اعتادت عليها العاملون في قطاعات السياحة والسفر والفنادق، ويأتي في مقدمتها تسارع وتوسع تبني التقنيات الرقمية، حيث تم تطبيق المخططات المرتبطة بالتحول الرقمي على أرض الواقع بشكل سريع بما يشمل العمليات بشكل عام والخدمات المقدمة للضيوف، حيث باتت التقنيات اللاتلامسية متطلباً أساسياً للنزلاء في مختلف مراحل الإقامة. ولفت إلى أن هذه المعطيات دفعت المجموعات الفندقية ومن ضمنها «إنتركونتيننتال» إلى ضخ استثمارات كبيرة في التقنيات الرقمية.

ومن جانب آخر، ازداد الاهتمام بالنظافة ومعايير السلامة والصحة بشكل عام، فعلى سبيل المثال، باتت وجبات «البوفيه» المفتوح تقدم من قبل العاملين في المطعم للعملاء مع وجود حواجز بلاستيكية على طاولات البوفيه، وبات ما يعرف بـ«البوفيه المخدوم» يلقى طلباً أكبر، ومن جانب آخر أيضاً بات الطلب على الوجبات المخصصة على قائمة الطعام أكثر من وجبات الـ«البوفيه».

وفيما يتعلق بتصميم الفنادق، أشار مطر إلى أن التصاميم المستقبلية للمشاريع الفندقية وفي ظل ظروف الجائحة باتت تبتعد عن المساحات الكبيرة كصالة الاستقبال «اللوبي» أو صالات التجمعات الكبيرة إذ لم يعد الأفراد يفضلون الازدحام في المساحات الداخلية، كما ازداد تفضيل النزلاء للفلل المنعزلة نظراً لما توفره من خصوصية وتجنب الاحتكاك مع الآخرين في المساحات العامة.

توجهات

من جانبه، أشار ساميندا بيريرا، مدير عام التسويق في الخطوط الجوية السريلانكية إلى الدراسات التي قامت بها «الخطوط السريلانكية» لاستيعاب أغراض السفر والسياحة الجديدة وتوجهات المسافر بعد الجائحة، وشملت ستة أنواع نحاول استيعابها لجذب السائحين وإنعاش حركة السفر بشكل يتماشى مع متطلبات العصر الجديد، تشمل «السفر الانتقامي» وهو شكل جديد مكثف من السفر بعد الجائحة بنية تحرر المسافر من عمليات الإغلاق في فترة «كورونا»، إلى جانب «رحلات الصداقة: وفرصة الاستمتاع برحلات وتجارب سياحية خاصة مع الأصدقاء والأحباب، بالإضافة إلى «إجازة الإخوة» وهي العطلة التي يذهب الرجال لقضاء مغامرات سياحية ورحلات شيقة. إلى جانب «رحلة العمل الترفيهية» والفكرة الأساسية أن يقوم المسافر في رحلة عمل المزج بين العمل والمتعة والترفيه.

ولفت إلى أن «السفر بتأنٍ» يشكل طريقة جديدة لاستكشاف العالم، يبحث من خلالها المسافر عن الهدوء والانخراط بالطبيعة للبعد عن صخب الحياة لفترة ليعيش السائح حياة بطيئة بعيدة من السرعة بهدف التأمل. موضحاً من جانب آخر على بروز «رحلة الانعزال»، وهي إجازات العمل الطويلة التي يحصل عليها المسافر للتفرغ لتعلم مهارات جديدة واتخاذ قرارات مصيرية بشكل مدروس وذهن صافٍ ولا يقوم المسافر بالتواصل مع أدوات الحياة الروتينية.

وأكد بيريرا حرص شركات الطيران بشكل عام دراسة المتغيرات في عالم السفر والسياحة، خاصة فترة ما بعد الجائحة والعمل على تلبية احتياجات المسافر المتعددة.

Email