التأشيرات الجديدة.. صدارة سياحية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصل الإمارات خططها الحثيثة، لإنعاش القطاع السياحي، عبر مبادرات نوعية، كان آخرها المنظومة المستحدثة لتأشيرات الدخول «تأشيرة السياحة»، متعددة الدخول لخمس سنوات، من دون ضمان، التي تدعم صدارة الإمارات لقائمة الدول الأولى في العالم، من حيث سهولة الدخول إليها، كما ترفع معدلات الطلب على السفر السياحي إلى الدولة، ما يصب في مصلحة جميع القطاعات المرتبطة بالقطاع السياحي، كما أنها تعزز إقبال الشركات على تأسيس أو توسيع مقراتها في الدولة، في ظل مرونة القرارات التي تتخذها الحكومة.

ومن المتوقع أن يشهد القطاع السياحي في الدولة، مزيداً من النمو والانتعاش، وتدفق ملايين السياح، بعد المنظومة المستحدثة لتأشيرات الدخول، حيث تمكن المستفيد منها البقاء في الدولة حتى 90 يوماً متواصلة، يجوز تمديدها لمدة مماثلة، على ألا تتجاوز مدة البقاء كاملة 180 يوماً في السنة الواحدة، وهو ما اعتبرها خبراء ومختصون في القطاع السياحي، استطلعت «البيان» أراءهم، خطوة قوية، ستسهم في مزيد من الرواج والحراك للقطاع، الذي نجح في التعافي من تداعيات الجائحة، والعودة إلى مستويات النمو المحققة قبل «كوفيد 19».

صدارة

وأكد محمد جاسم الريس نائب الرئيس التنفيذي لشركة «الريس للسفريات»، أن المنظومة المستحدثة، تدعم صدارة الإمارات لقائمة الدول الأولى في العالم، من حيث سهولة الدخول إليها، سواء كان ذلك للسياح أو الباحثين عن عمل، أو المستثمرين أو لزيارة الأقارب وغيرها. ولفت إلى أن التأشيرة السياحة متعددة الدخول، ستسهم في تحفيز نمو الحركة السياحية الواردة إلى الدولة من مختلف أنحاء العالم. وأوضح أن العديد من دول العالم، تقيد عملية البحث عن العمل للزائرين غير المقيمين من حاملي التأشيرات السياحية، فيما تسهل المنظومة الجديدة، الدخول إلى الدولة لهذه الفئة، التي تريد الاستقرار في الإمارات، والاستمتاع بنمط الحياة العصري، والخدمات المتطورة، من خلال إيجاد فرصة عمل ملائمة.

ولفت إلى أن تيسير مختلف فئات التأشيرات، التي نصت عليها المنظومة الجديدة، سينعكس إيجاباً على التدفق السياحي، وحركة رجال الأعمال والمستثمرين، وكذلك إقبال الشركات على تأسيس أو توسيع مقراتها في الدولة، في ظل مرونة القرارات التي تتخذها الحكومة، ومرونة تأشيرات الدخول والإقامة، والتي ستسهل استقطاب المهارات والكوادر البشرية، واستقبال وفود الأعمال والبعثات التجارية بين الشركات، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات الحيوية، تتكامل مع الميزات اللوجستية التي تتمتع بها دبي والإمارات، من خلال اتساع الربط الجوي مع العالم، الأمر الذي يعزز تنافسية الدولة، وجاذبيتها السياحية والاستثمارية والسياحية.

ارتفاع الطلب

بدوره، توقع أمين العوضي المدير العام لـ «شركة العوضي للسفريات»، أن ترفع التأشيرة السياحة متعددة الدخول لمدة خمس سنوات، من معدلات الطلب بشكل كبير على السفر السياحي إلى الدولة، ما يصب في مصلحة جميع القطاعات المرتبطة بالقطاع السياحي، بدءاً من وكالات السفر والسياحة، مروراً بشركات الطيران والنقل، وصولاً إلى الفنادق وخدمات الضيافة والتسوق.

حرية حركة

أما ياسين دياب، المدير العام لوكالة الفيصل للسفريات والسياحة، فقد أوضح أن التأشيرة السياحية لمدة خمس سنوات، تتيح حرية الحركة للفرد، لزيارة الدولة في أي وقت، وبشكل فوري، أي أنها تساعد على سرعة الحركة، وسرعة اتخاذ القرار السياحي بالقدوم إلى الدولة، في أي موسم على امتداد العام، مع القدرة على اختيار التوقيت المناسب، من حيث أسعار تذاكر السفر والفنادق، كما تعزز من وتيرة الزيارة المتكررة للسائح إلى الدولة، وأوضح أن آثار للتأشيرة السياحية الجديدة، حال الإعلان عن آلياتها وتكاليفها، ستبدأ بالانعكاس إيجاباً على القطاع السياحي والفندقي في الدولة، على المدى الطويل.

بيئة جاذبة

وقال الخبير السياحي محمد مصطفي، إن التأشيرة السياحية، ستسهم في زيادة أعداد السياح من مختلف أنحاء العالم إلى الدولة، في ظل توافر بيئة سياحية جاذبة وآمنة، وخدمات سياحية رائدة ومتكاملة، ووجهات متنوعة وفريدة، وبنية تحتية متطورة للسياحة، مشيراً إلى أن الدولة أتاحت الآن الحصول على تأشيرة سياحة لقضاء عطلة عيد الفطر في الإمارات، من خلال قنوات عدة، ومنها شركات الطيران الوطنية، ووكلاء السفر المرخصين والفنادق.

وأضاف أن التأشيرة السياحية، تسمح للمستفيد منها البقاء في الدولة حتى 90 يوماً متواصلة، ومن الممكن تمديدها حتى 180 خلال عام واحد، وهو ما يعني طول فترة الإقامة، ومزيداً من الإنفاق، وهو ما سيكون له مردود قوي على نمو القطاع السياحي، وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، لكونه داعماً رئيساً لسياسة التنويع الاقتصادي في الدولة، متوقعاً في الوقت نفسه، أن يعزز هذا النوع من التأشيرات، حركة القطاع السياحي على كافة الأصعدة، خصوصاً السياحة البحرية.

تعزيز الإيرادات

وأكد إسماعيل إبراهيم، المدير العام لفندق «رمادا داون تاون أبوظبي»، أن التأشيرة السياحية، تسهم في دعم استراتيجية الإمارات الرامية إلى جذب المزيد من الزوار الأجانب، وتوفير أفضل التجارب لهم، لتحفيزهم على تكرار الزيارة والإقامة لفترات أطول، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على مختلف القطاعات الاقتصادية.

وأضاف أن قطاع الفنادق، هو المستفيد الأكبر من مثل هذا النوع من التأشيرات، حيث ستسمح للسياح والزوار، بالإقامة في فنادق الدولة لفترات أطول، وبالتالي، تعزيز وزيادة الإيرادات، مشيراً إلى أن اعتماد التأشيرات السياحية في هذا الوقت، هو أمر إيجابي، لا سيما في ضوء الزيادة الكبيرة بمعدلات التعافي السياحي عالمياً، ووجود فرص متنامية لفتح أسواق جديدة، تعزز مكانة الدولة عالمياً.

 

ملايين الزوار

وقال محمود السويفي مدير المبيعات الحكومية لفنادق «ريكسوس» في أبوظبي، إن المعالجة اللائحية لدخول وإقامة الأجانب بالدولة، جاءت لتلبية متطلبات المرحلة المقبلة، بما يتماشى مع خطط الدولة للخمسين عاماً القادمة، مشيراً إلى أن التأشيرة السياحية متعددة الدخول لنحو 5 سنوات، تعد قوة دفع إضافية للقطاع السياحي في الدولة، حيث ستسهم في استقطاب ملايين الزوار، ما سينعكس بالإيجاب علي تطور ونمو القطاع الذي يشهد حراكاً قوياً منذ انحسار تداعيات جائحة «كوفيد 19».

وتوقع أن يلقى هذا النوع من التأشيرات، إقبالاً كبيراً، بما يعزز ريادة وتنافسية الإمارات بين دول المنطقة والعالم في المجال السياحي، ويسهم في دعم مسيرة التنمية المستدامة، وسياسة التنويع الاقتصادي التي تتبناها القيادة الحكيمة، موضحاً أن الدولة استقبلت في العام الماضي، نحو 19 مليون زائر، ومع بدء العمل بهذه التأشيرة، من المتوقع أن نشهد تدفقاً كبيراً للسياح والزوار، لا سيما أن الإمارات تعد مقصداً سياحياً مفضلاً ومستداماً للسياح الدوليين، من مختلف أنحاء العالم.

وأشار إلى أن الحكومة والجهات الرسمية المسؤولة عن القطاع السياحي في الدولة، تبذل جهوداً حثيثة لدعم وتطوير قطاع السياحة الوطني، وهو ما كان له عظيم الأثر في النمو الذي حققه القطاع العام الماضي، مقترباً من مستويات ما قبل الجائحة.

تنويع

بدوره، قال راكي فيليبس، الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، إن التأشيرات الجديدة، ستسهم بدعم القطاع السياحي، كأحد مصادر تنويع الاقتصاد الوطني، مؤكداً أن التأشيرة ستستقطب فئة كبيرة من السياح لأكثر من مرة، خلال الفترة المقبلة، في ظل عودة الحياة لسوق السفر العالمي، بالإضافة للفئات الأخرى من أقارب العائلات المقيمة.

وأضاف: بصفتنا الهيئة الرسمية لتطوير السياحة في الإمارة، فإننا نتطلع دائماً إلى دعم المبادرات الاتحادية، التي تهدف إلى نمو ودفع مناطق الجذب السياحي في الدولة، وقال: من المتوقع أن يكون لمستجدات التأشيرات السياحية الممتدة، تأثير إيجابي كبير على السياحة، ومع قرار مضاعفة وقت التأشيرة، يمكن للزوار الاستمتاع بإجازات أطول، وتجربة المزيد مما تقدمه الدولة.

وأشار إلى أن رأس الخيمة، ظلت ثابتة أمام تحديات الوباء، وبفضل جهودنا المركزة، وقدرتنا على التكيف، عدنا تقريباً إلى أرقام ما قبل الوباء، واستقبلنا ما يقرب من مليون زائر إلى رأس الخيمة في 2021، وتتمثل رؤيتنا في أن نصبح الهيئة الرائدة إقليمياً في مجال السياحة المستدامة، وجذب أكثر من 3 ملايين زائر سنوياً، بحلول 2030، حيث سيدعم نظام التأشيرة متعدد الدخول، تحقيق أهدافنا.

Email