مع عودة الحياة إلى طبيعتها بفضل اللقاحات والإجراءات الاحترازية

«أسوشيتد برس»: دبي تشهد انتعاشاً كبيراً للأعمال والسياحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذكرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، أن دبي تشهد حالياً انتعاشاً كبيراً في حركة السياحة والتجارة، مع نجاحها في إعادة الحياة إلى طبيعتها بفضل اللقاحات واستمرار الإجراءات الاحترازية، بينما يعمد عدد ليس بالقليل من دول العالم إلى تقييد حركة السكان، وإغلاق الأنشطة الاقتصادية مُجدداً، في ظل زيادة حالات الإصابة على مستوى العالم بالمتحور «أوميكرون»، أحدث سلالات جائحة «كوفيد 19».

ونشرت الوكالة، أمس، تقريراً عن دبي بعنوان: «أعمال تجارية مزدهرة: دبي تشهد انتعاشاً بعد اللقاحات»، في إشارة إلى دور الحملة المكثفة الناجحة لتطعيم السكان باللقاحات المُضادة للفيروس المستجد، في عودة الحياة إلى طبيعتها وتحقيق الازدهار التجاري والسياحي، الذي تشهده المدينة حالياً.

ووصف التقرير دبي بــ «المدينة المُعولمة»، وأفاد بأنها تشهد حالياً حالة من الانتعاش تعزز بفعل معدل تطعيم سكانها، والذي يُعد واحداً من أعلى معدلات التطعيم على مستوى العالم، فضلاً عن جهود حكومة الإمارة ودولة الإمارات بشكل عام في استقطاب الأعمال التجارية، وترسيخ حالة الاستقرار التي تتمتع بها الدولة وسط منطقة تُعاني اضطرابات جيوسياسية.

واستعرض التقرير ملامح الازدهار الذي تشهده دبي حالياً، حيث تزخر المطاعم والمقاهي في المدينة بمرتاديها، مع التأكيد على الالتزام الكبير بالإجراءات الاحترازية. كما يتدفق المستثمرون العقاريون على سوق العقارات بدبي بكثافة، ويتسابق السياح على حجز الأجنحة الفندقية، وينتقل المليونيرات من أنحاء العالم إلى المدينة للعيش فيها بصفة دائمة.

وذكر التقرير الذي نشرته أيضاً صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أنه بينما تبدأ الدول حول العالم في إجراءات الإغلاق في ظل ارتفاع كبير لحالات الإصابة بالمتحور الجديد، فإن دبي تشهد نمواً في عدد رواد المطاعم، المقاهي والمنشآت السياحية والترفيهية، والذي من المتوقع أن يتزايد مع اقتراب موعد احتفالات رأس السنة، مع مواصلة التشديد في الوقت نفسه على الالتزام بالإجراءات الاحترازية.

وتضمن التقرير مقابلة مع مديرة مطعم مُلحق بأحد الفنادق الكبرى فئة 5 نجوم في دبي، حيث قالت: «عُدنا وصرنا مشغولين مُجدداً، على النحو الذي اعتدناه من قبل».

وتطرق التقرير إلى قطاع العقارات، باعتباره أحد أهم المحركات الرئيسية التقليدية لاقتصاد دبي، فذكر أن القطاع استفاد على نحو هائل من ارتفاع معدلات التطعيم وتوافد المستثمرين على دبي، وهو ما انعكس في صورة ارتفاع لافت في عدد صفقات بيع العقارات التي شهدتها دبي خاصة خلال نوفمبر الماضي، وعلى نحو يفوق أياً من الأشهر الثمانية الماضية، وفقاً لأحدث بيانات صادرة عن «بروبرتي فايندر» للدراسات العقارية.

وأضاف أن أسعار مبيعات العقارات أيضاً تشهد ارتفاعاً مطرداً في دبي، حيث ظلت ترتفع حتى يونيو الماضي بمعدل 2.5% في كل شهر بالمقارنة مع الشهر الذي سبقه.

ويتوافد الخبراء المتخصصون في القطاع المالي على دبي من أوروبا الغربية، الصين والهند، حيث تجتذبهم المدينة بما توفره لهم من ارتفاع معدلات التطعيم ضد الجائحة إلى جانب المزايا الكبيرة الأخرى.

وتناول التقرير، أيضاً، عاملاً آخر شديد الأهمية، وهو عودة سياحة المؤتمرات والفعاليات بقوة إلى دبي. وقال كريستوف دي راسنفوس، رئيس قسم المُنتجات لدى «بروبرتي فايندر»، عن السبب الذي جعله يأتي بعائلته من بروكسل في أكتوبر الماضي، كي تعيش معه في دبي: «يُمكنك هنا أن ترتاد المطاعم. لا توجد ثمة مشكلة بشأن العمل عن بُعد. وبذلك تختلف الحالة هنا عن أوروبا التي ما زالت تفرض الإغلاق».

ولفت إلى الجهود الحثيثة التي بذلتها دبي على مدار العامين الجاري والماضي في تعزيز جاذبيتها للمستثمرين والشركات من الغرب، بما في ذلك تعديل قوانين الإقامة، وأخيراً تغيير مواعيد العمل الرسمية في المنشآت الحكومية.

وأشار التقرير إلى أنّ هذه الجهود أتت بثمارها المرجوة على أرض الواقع، وذلك استناداً إلى بيانات مختلفة، ومنها ارتفاع نسب الإشغال في فنادق دبي خلال نوفمبر إلى ما يتجاوز 90%، بحسب التقرير الصادر عن شركة «إس تي آر» البريطانية للبيانات الفندقية، وارتفاع مستويات الحركة المرورية على طرق دبي خلال الأسبوع الأول من ديسمبر الجاري إلى ما يتجاوز مستويات عام 2019، أي قبل تفشي الجائحة، من واقع البيانات الصادرة عن شركة «توم توم» لخدمات الملاحة المرورية والخرائط الإلكترونية.
 

Email