خنازير لضمان سلامة الطائرات بمطار أمستردام الدولي

ت + ت - الحجم الطبيعي

جندت إدارة مطار أمستردام الدولي؛ أحد المطارات الأوروبية الأكثر ازدحاما، مجموعة من حيوانات المزرعة لمواجهة خطر غزو الطيور للمجال الجوي فوق مدارج مطار سخيبول، الذي يمثل أكبر المخاطر التي تهدد سلامة الطائرات خلال عمليات الإقلاع والهبوط.

المشروع، يدخل في إطار دراسة تجريبية لمدة ستة أسابيع، حول ما إذا كان بإمكان قطيع صغير من الخنازير ردع سربان الإوز والطيور الأخرى التي تنجذب إلى كميات بنجر السكر المهملة في الأراضي الزراعية القريبة.

الخنازير التسعة عشر تستمتع بالحياة البرية على قطعة أرض مساحتها هكتاران بين مدرجين في المطار، مما يحول حقل بقايا المحاصيل إلى ملاذ موحل لها تستهلك فيه الطعام الذي يجذب الطيور التي قد تصطدم بمحركات الطائرات وتؤدي في بعض الأحيان إلى انفجارها.

قبل عامين، تعرضت طائرة من طراز بوينغ 747 تابعة لشركة كاي إل إم لحادث "ارتطام طيور" بمحركها، واضطرت للعودة إلى المطار. كما كان نفس الحادث أيضًا سبب الكارثة الوشيكة للخطوط الجوية الأمريكية الشهيرة في العام 2009، عندما فقد كلا المحركين كل طاقتهما، واضطر الطيار، تشيسلي سولينبرغر إلى الهبوط بطائرة إيرباص أي 320 المنكوبة على نهر هدسون.

في العام 2018، سجلت مصالح مطار سخيبول الهولندي حوالي 565 حادثا بسبب الطيور. وبلغت ذروة هذه الحوادث المتكررة في الصيف من نفس العام. وانخفض عدد الحوادث المسجلة إلى 259 في الفترة ما بين 2020-2021 مع تضاؤل ​​الحركة الجوية خلال جائحة كورونا.

يوكد إرنست كولمان، المسؤول في هيئة التفتيش على البيئة البشرية والنقل في هولندا، إن الحكومة تعتبر كل حادث مرتبط بالطيور "خطرًا محتملاً" وتم تسجيل كل الحوادث.

بعد إدراك المخاطر على سلامة الطيران التي تشكلها الطيور منذ فترة طويلة، اتخذت مصالح مطار سخيبول، المحاط بالمناطق الطبيعية التي تجذب الحياة البرية، عدة إجراءات. وتم إنشاء 20 وحدة تحكم لتتبع نشاط الطيور واستخدام التكنولوجيا مثل الضوضاء وأشعة الليزر لردعهم.

ومع هذا يظل تهديد الطيور قائما، ما دفع بمصالح المطار إلى الاستعانة بخنازير ستان غلودمانز، الشريك في ملكية مزرعة صغيرة للخنازير في الهواء الطلق، لمضاعفة الجهود لردع الخطر بشكل طبيعي.

كان ستان غلودمانز، حريصًا على تقديم المساعدة عندما اتصلت به مجموعة رويال سخيبول، التي تدير المطار، لمعرفة ما إذا كان بإمكان حيواناته المساعدة. وقال غلودمانز لصحيفة الغارديان البريطانية "الإوز يحب البنجر، وعندما يترك في الحقول يتدفقون لتناوله وهذا ما يزيد المخاطر على الطائرات، لكن وجوة الخنازير التي تأكل البنجر هنا يبقى الإوز بعيدًا".

تجري التجربة بالتعاون مع وزارة البنية التحتية وإدارة المياه ووكالة الإمداد الزراعي. والمشروع مستوحى من الخنازير البرتغالية والإسبانية التي ترعى في حقول الجوز.

إن الأعداد المتزايدة لطيور البرية في هولندا تشكل تحديًا متزايدًا للنقل الجوي. تم إحصاء 10 أضعاف عدد الإوز في هولندا اليوم مما كان عليه في العام 1970.

يقع مطار أمستردام سخيبول في منطقة باردة ورطبة وتتوفر في الأراضي المحيطة به المياه ما يجعل المروج العشبية والأراضي الزراعية أكثر نشاطا وحيوية. كل هذه العوامل تساهم في جعل سخيبول مكانًا شائعًا بحياة الطيور البرية.

بعد أسبوع احد من انطلاق المشروع التجريبي، تم رصد تراجع عدد الإوز في المنطقة التي ترعي فيها الخنازير، بعد أن قامت هذه الأخيرة بعملها وأكل بقايا المحاصيل بشكل كامل. كما سيتم تحليل جميع البيانات التي تم جمعها من رادار الطيور والملاحظات المرئية في الأشهر المقبلة.

Email