سرايدي الجزائرية.. هل تصبح بوابة لإنقاذ قطاع أنهكه كورونا؟

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يخفى على أحد، أن أول قطاع تضرر جراء وباء «كورونا» (كوفيد 19)، بعد القطاع الصحي، هو قطاع السفر والسياحة، وهو ما تؤكد منظمة السياحة العالمية، التي اعتبرت أن 2020، كان «الأسوأ في تاريخ السياحة»، إذ خسر القطاع 1,3 مليار دولار خلاله، جراء القيود التي فرضت على التنقل، لوقف تفشي الفيروس.

وفي الجزائر، كشف مسؤول حكومي، عن وصول خسائر القطاع في بلاده إلى 230 مليون دولار شهرياً، وهي تلك التصريحات التي دقت ناقوس الخطر، وجعلت العديد من الوكالات السياحية تعول على السياحة الداخلية، كبديل للخارج، غير أن الفتح الجزئي للمجال الجوي، وانتعاش الآمال برفع عدد الرحلات، وكذا دخول دول عديدة على خط الفتح مع الجزائر، عزز فرص إنقاذ هذا القطاع وإنعاشه.

وتكثف السلطات المحلية التابعة لولاية «محافظة» عنابة (600 شرقي العاصمة الجزائرية)، من جهودها، من أجل استقطاب السياح، سواء من الجزائريين المقيمين داخل الوطن، أو أولئك المغتربين العائدين عقب الفتح الجزئي للمجال الجوي منذ الثلاثاء الماضي، أو حتى الأجانب، عبر بوابة مدينة سرايدي أو «بوجو»، كما كانت تلقب إبان فترة الاستعمار الفرنسي، وهي تلك المنطقة الطائرة الساحرة، النائمة في أحضان سلسلة جبال الإيدوغ، والمعروفة بتنوعها البيولوجي، ما دفع سكانها لإطلاق دعوات لإعلانها محمية طبيعية.

تشتهر المنطقة بمستشفى سرايدي العلاجي، لما توفره المنطقة من جو طبيعي وصحي، بعيداً عن التلوث. وهي تطل على خليج سرايدي، ولها عدة شواطئ، أشهرها شاطئ جنان الباي، وتتميز بتساقط الثلوج كل شتاء، وبفندق قصر المنتزه.

تعد سرايدي، واحدة من أروع وأجمل المناطق التي يشتهر بها الشرق الجزائري، تمتزج فيها زرقة البحر بشموخ الجبال وروعة الغابات، منطقة كانت تستقطب سنوياً آلاف السياح، فهي ملاذ مفضّل للعائلات التي تبحث عن الراحة والاستجمام من جهة، وعن نقاوة الهواء والمساحات الخضراء، هروباً من لهيب الحر، من جهة أخرى، حيث لا يوجد ما يلبي هوسها، سوى أعالي جبال سرايدي.

عنابة، وبعد رفع الحجر التدريجي عنها، على غرار باقي المحافظات في الجزائر، تسعى إلى أن تعود إلى سابق عهدها «المدينة التي لا تنام»، لتحتضن غابات وشواطئ سرايدي زوارها ومصطافيها، الذين باتوا يملؤونها حياة، ويزيدونها جمالاً، بعد أن عاشت هذه المنطقة السياحية، شبه عزلة، بسبب الظروف الصحية الاستثنائية التي يمر بها العالم.

«وادي بوقراط»، أو «جنان الباي».. تسميات عديدة لشاطئ واحد، يعد من أكثر الأماكن التي يرتادها زوار مدينة عنابة وسياحها، لجمال المنطقة، فهو المنتجع الأفضل بعنابة، لموقعه الساحر بأعالي جبال الإيدوغ، الغني بأشجار الفلين والبساتين متعددة الثمار.

وتشير الإحصاءات إلى أنه يستقطب أكثر من 15 ألف مصطاف، لا سيما بعد استحداث فضاءات للتسلية والاستجمام، ناهيك عن تهيئة الطرقات، وربط الشاطئ بمطاعم تقليدية، تقدم مختلف الأطباق التي تشتهر بها هذه المحافظة، على غرار «الشخشوخة» و«البوراك» العنابي، وهو ما زاد في استقطاب السياح، والذين لهم رغبة في اكتشاف تقاليد هذه المدينة.

اليوم، تكافح السلطات المحلية من أجل عودة أعالي سرايدي الخضراء، لاستقبال السياح، للاستمتاع بجبال إيدوغ، التي تقع بين محافظتين، والتي تصل أعلى قمة بها، إلى ألف وثمانية أمتار. وتعمل السلطات على تسخير جميع الإمكانات المادية والبشرية، لاستعادة سرايدي مجدها المشهود قبل الوباء.

Email