المنازل المتنقلة بديل سياحي للفنادق خلال الجائحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت مرحلة الجائحة ارتفاعاً كبيراً في مبيعات هذه مقطورات التخييم ومركبات "الفان"، التي توصف بـ "الترفيهية"، رغبةً من الملايين الخارجين من تدابير الحجر في تمضية إجازاتهم بأمان في المناطق المفتوحة.

ويفضل عشاق السفر في أوروبا الشاحنات المعدّلة للإقامة أو سيارات "الفان" التي تشكّل 44,8 في المئة من السوق، بحسب "يورونيوز".

وسجلت مبيعات المركبات الترفيهية رقماً قياسياً تاريخيا العام 2020 إذ بلغت 234 ألف وحدة (أي بزيادة 12 في المئة على مدار عام)، وفقاً لاتحاد البيوت المتنقلة الأوروبي.

أما في الولايات المتحدة، فإن المنازل المتنقلة هي الأكثر رواجاً، إذ سجلت مبيعاتها رقماً قياسياً جديداً خلال مارس.

وفي أستراليا، التي ينتشر فيها التخييم أيضاً على نطاق واسع، ثمة نحو 750 ألف سيارة ترفيهية مسجلة لـ 25 مليون نسمة.

وأبرز ما يستهوي المصطافين في هذه المنازل السيّارة مرونتها، إذ تتيح لهم الانتقال من موقع تخييم إلى آخر، أو الإقامة وسط الطبيعة، وفقًا لمسح أجري في فرنسا لحساب شركة "فورد" لتصنيع السيارات التي تعوّل بشكل كبير على هذا القطاع.

ويرى الشباب في السفر بهذه الطريقة وسيلة لتمضية العطلة بكلفة أرخص، بينما يستسيغها كبار السن كونها توفّر الأمان في زمن الوباء.

من الشاحنة المعدّلة إلى الفندق المتنقل

في المصنع الفرنسي لمجموعة "بيلوت"، قرب أنجيه، يتولى مئات العمال إدخال تعديلات على عربات "الفان" من طرازي "فيات" و"رينو" وإضافة الأسرّة والكهرباء والمطبخ والمراحيض إليها.

وقال الناطق باسم المجموعة أنطوان غيريه "نحن في حال استنفار، ولدينا طلب كبير، والكثير من الزبائن يريدون سيارات قبل الصيف". وأضاف "لقد كان سوق المنازل المتنقلة يتطور بشكل مطرد لسنوات عدة، لكن فيروس كورونا أدى إلى تسريع هذا النمو".

والطلب يشمل كل الأنواع، من الشاحنات المعدّلة إلى الغرف الفندقية المتنقلة التي يبلغ سعرها نحو 200 ألف يورو.

وتطول أوقات التسليم إلى الوكلاء أحياناً إذ تعطّل الإنتاج بسبب إغلاق بعض المصانع خلال فترة الحجر وبسبب نقص بعض المستلزمات ومنها الرقائق الإلكترونية.

وشبّه غيريه "كل يوم" بـ"معركة لإخراج المركبات في الوقت المحدد" في مصانع "بيلوت" التي توقف فيها العمل لبضعة أيام.

وفي الولايات المتحدة، امتلأت لوائح طلبات مقطورات التخييم الفاخرة المصنوعة من الألومنيوم لدى شركة "إيرستريم" حتى سنة 2022. وقال الرئيس التنفيذي للشركة بوب ويلر إن "الطلب تجاوز بكثير توقعات" شركته.

وأضاف "بعنا حتى الآن أكثر من 90 في المئة من كل شيء نرسله إلى وكلائنا".

وتوقعت الشركة "تور إنداستريز" الأولى عالمياً في القطاع، وهي مالكة "إيرستريم"، أن يكون ضغط الطلب على السوق كبيراً جداً على الأقل "حتى نهاية سنة 2021".

وحققت المجموعة الأمريكية نتائج تاريخية إذا بلغت قيمة مبيعاتها 2,73 مليار دولار بين يناير ومارس.

وأكدت شركة الاستشارات الأمريكية "أريزتون" أن "عددا متزايدا من الناس يخططون لرحلات برية بينما لا تزال المكاتب مغلقة بسبب الوباء". وتوقع خبراؤها نمو السوق العالمية بنسبة 7 في المئة سنوياً من الآن إلى سنة 2025، بعدما بلغ حجمها 42 مليار دولار عام 2020.

جيل الألفية

وهذه الرغبة في الاستمتاع بالمساحات الخارجية لا تتعلق فقط بالمتقاعدين. ففي الولايات المتحدة، يبلغ متوسط عمر مالك السيارة الترفيهية 53 عاماً، لكن متوسط عمر المشترين انخفض إلى 41 عاما في 2020، وفقًا للمنظمة الأمريكية للعاملين في هذا القطاع.

ولاحظت شركة "تور إنداستريز" أن أبناء "جيل الألفية"، وهو سوق "أكبر من جيل طفرة المواليد"، يشترون منازلهم المتنقلة "في سن أبكر مما كان يفعل المنتمون إلى الأجيال السابقة". وهم يدفعون كذلك أكثر بكثير من الأجيال السابقة وصولاً إلى نحو 67 ألف دولار في المتوسط، على ما تؤكد مونيكا جيرايسي من المنظمة.

وفي ظل هذا الطلب الكبير على سوق السيارات الترفيهية الجديدة، يتجه البعض إلى شراء المركبات المستعملة التي تباع بأسعار مرتفعة، أو إلى استئجارها. ويتولى آخرون تجهيز مركباتهم بأنفسهم.

كلمات دالة:
  • تور إنداستريز،
  • الفان ،
  • أوروبا ،
  • شاحنات،
  • فرنسا ،
  • بيلوت،
  • فورد ،
  • استراليا
Email