مديرة إدارة توطين القطاع في كلية دبي للسياحة لـ «البيان»:

مريم المعيني: مبادرات وبرامج مرتقبة لتعزيز مهارات المواطنين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت مريم المعيني، مديرة إدارة توطين القطاع السياحي في كلية دبي للسياحة، التابعة لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي «دبي للسياحة»، أنه جارٍ حالياً العمل على إعداد مبادرات وبرامج تتعلق بتعزيز مهارات المواطنين للإسهام في دعم السياحة الداخلية، وسيتم إطلاقها قريباً فور الانتهاء من دراستها واعتمادها بما يعزز نشاط القطاع في الإمارة.

وقالت المعيني، في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي»، إن إدارة كلية دبي للسياحة حققت نجاحاً كبيراً على صعيد البرامج التدريبية للمواطنين، حيث بلغ عدد المشاركين في برنامج «مضياف» التدريبي منذ إطلاقه مطلع عام 2017 أكثر من 4400 مشارك، وذلك ضمن برامج متنوعة شملت المهارات السلوكية والفنية والبرامج المتخصصة ضمن اتفاقيات الشراكة، والتي تجاوزت في مجموعها أكثر من 100 برنامج ودورة تدريبية.

وبرنامج مضياف هو مبادرة من كلية دبي للسياحة ودائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، لجذب مواطني دولة الإمارات للعمل في صناعة السياحة في دبي.

وأضافت أن 9 مواطنين حصلوا على ترخيص المرشد السياحي خلال 2020 ليرتفع العدد الإجمالي للمرشدين السياحيين الإماراتيين المرخصين إلى 183 مرشداً إماراتياً وما زال هناك عدد منهم يدرسون الآن، ومتوقع انتهاؤهم من البرنامج قريباً، وحصولهم على الترخيص.

إقبال متزايد

وأكدت مريم المعيني، على أن هناك إقبالاً متزايداً على الدورات التدريبية التي تنفذها إدارة توطين القطاع السياحي، على سبيل المثال يوجد حالياً 16 مواطناً مسجلاً في البرنامج للحصول على ترخيص المرشد السياحي، وهم يخضعون لعملية التقييم ضمن البرنامج التدريبي، وقد أنهى 9 مواطنين التدريب بنجاح خلال العام الماضي وحصلوا على الترخيص.

وأوضحت أن هناك أعداداً كبيرة التحقت ببرنامج «مضياف» لتدريب وتأهيل المواطنين، والتي تركز على مهارات سلوكية وإدارية متعددة، حيث تم تدريب ما يزيد على 2300 مشارك في أكثر من 40 دورة تدريبية، وبنسبة رضا عن البرامج تجاوزت 93%، كما أن هناك خططاً للتوسع في البرامج التدريبية التي تطرحها الإدارة للمواطنين خلال عام 2021 لدعم أكبر شريحة من المواطنين في رحلتهم المهنية.

وقالت: «يوجد حالياً رغبة جيدة من المواطنين للدخول إلى سوق العمل في قطاع السياحة، وهو ما يظهر في معدلات المشاركة في فعاليات الأيام المفتوحة التي تنظمها كلية دبي للسياحة، أو من خلال برامج التوعية والدورات التدريبية، وهو أمر يدل على مدى اهتمام المواطنين بهذا القطاع».

تصحيح المفاهيم

وبيّنت أنه لزيادة أعداد المواطنين في القطاع، هناك العديد من العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار، منها ما يرتبط بجهات التوظيف والامتيازات التي تقدمها، بالإضافة إلى ما يتعلق بالباحثين عن عمل ونظرتهم للعمل في السياحة، والتي سرعان ما بدأت تتغير لتلقى القبول لدى المواطنين بعد الجهود التي بذلناها لنشر الوعي وتصحيح المفاهيم عن هذا القطاع.

وأوضحت أن برامج الكلية تركز على عامل دعم وتشجيع المواطن للعمل في القطاع وإبراز أهميته، والدور الذي سيلعبه الشباب المواطن في دعم الاقتصاد والمساهمة في الارتقاء بمستوى المنتج السياحي، ومن ثم دعم نجاح هذه الصناعة بشكل عام، وهو ما يتم التأكيد عليه دائماً بأن عليهم النظر للأمر بمنظور أكثر شمولية وعمق لما سيقدمونه.

وأضافت أن كلية دبي للسياحة تؤمن بأهمية الدور الاستراتيجي للمرشد السياحي الإماراتي في تعزيز تجربة الزوار، لأنه الأقدر على التعريف بتراث الدولة وثقافة الإماراتيين وعاداتهم وتقاليدهم وتاريخهم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المقومات السياحية التي تتمتع بها دبي والإمارات بطريقة مبتكرة ومميزة، وهو يعتبر خير سفير للوجهة السياحية.

ترخيص المرشد

وتابعت مريم المعيني: حرصنا على استقطاب المواطنين للعمل في هذا السوق المهم والواعد، وذلك من خلال برامج التوعية المكثفة والدورات التدريبية التي قمنا بطرحها بشكل مباشر، وكذلك عن طريق الاجتماعات الافتراضية والتعلم عن بعد خلال «كوفيد 19».

وأضافت أن هذه البرامج تهدف إلى تعريف المواطنين بأهمية دور المرشد السياحي الإماراتي في تعزيز الهوية الإماراتية ودعم قطاع السياحة. كما وفرت إدارة كلية دبي للسياحة برنامج ترخيص المرشد السياحي مجاناً للمواطنين، وذلك لتشجيعهم على الانخراط في هذا القطاع. ليس هذا فحسب، بل وتواصل الدعم من خلال التنسيق مع الشركات السياحية لتوفير فرص التدريب الميداني، وكذلك فرص التوظيف لهم بعد الحصول على الترخيص.

وقالت مديرة إدارة توطين القطاع السياحي في كلية دبي للسياحة: من واقع تجارب في إدارة توطين القطاع السياحي لا نرى أن هناك عزوفاً من الشباب الإماراتيين بقدر أن هناك عدم معرفة كافية بهذه المهنة وما يمكن أن تقدمه، وهو ما نقوم به من خلال البرامج التعريفية والجلسات التوعوية المختلفة بهدف التعريف والتشجيع للالتحاق بهذه المهنة المهمة، فشباب الإمارات قادر على خوض أي مجال، ولكنهم بحاجة إلى التوجيه والدعم وإذا ما تم توفيرهما فبمقدورهم القيام بكل شيء وهو ما أثبتته التجارب في كافة المجالات.

تحديّات

وعن تحديات توطين مهنة الإرشاد السياحي، أشارت إلى أن الفجوة بين حجم الطلب وعدم توفر الأعداد الكافية من المواطنين لتلبية هذا الطلب يعتبر على رأس تلك التحديات، فأغلب المواطنين المؤهلين للعمل بهذه المهنة يجيدون اللغة الإنجليزية بجانب لغتهم الأم العربية، في حين أن أغلب الشركات تستعين بمرشدين سياحيين يجيدون لغات أجنبية أخرى إلى جانب الإنجليزية مثل: الألمانية، واليابانية، والصينية وغيرها، بالإضافة إلى طبيعة العمل، والتي يغلب عليها الطابع الميداني، ومواعيد العمل التي تتطلب ساعات أطول، كذلك الرواتب والامتيازات.

برامج متخصصة

ورداً على سؤال بشأن استحداث برامج أكاديمية وتدريبية تدعم السياحة الداخلية، أفادت بأن كلية دبي للسياحة تعمل دائماً على دعم هذا الجانب، وخاصة في البرامج التدريبية المتخصصة، حيث يتم تصميم تلك البرامج لتتضمن مساقات تتعلق بالمقومات السياحية والتعريف بها، ويعتبر ذلك جزءاً أساسياً في المنهج، ويمثل كذلك مدخلاً للمهارات الأخرى التي تتضمنها البرامج التي تطرحها إدارة توطين القطاع السياحي.

Email