وادي كوب في رأس الخيمة.. مسارات سياحية على خطى الأجداد

ت + ت - الحجم الطبيعي

رأس الخيمة مدينة تزيّنها القمم الجبلية المتموجة والمرتفعات الجاذبة لعشاق ممارسة رياضة المسير الجبلي (الهايكينج)، واستكشاف أسرار ما وراء الجبال، متأملين جمال الأودية المتعرجة وسفوح الجبال، وصولاً إلى الصخور والنباتات ذات الأشكال الجمالية والألوان الطبيعية، حيث بدأت فرق الإرشاد الجبلي في إلقاء الضوء على المسارات الجبلية تماشياً مع حملة «أجمل شتاء في العالم»، ضمن رحلات يتمكن خلالها المشاركون من مختلف الأعمار والجنسيات من خوض مغامرة مثيرة والشعور بالانطلاق للسير على خطى الأجداد.

ويأتي مسار المشي بوادي كوب جنوب رأس الخيمة، كأحد المسارات الجبلية التي صنعتها أرجل الآباء والأجداد خلال رحلاتهم التجارية والتحرك على الطريق الذي يمتد لأكثر من 8 كيلومترات في الرحلة الواحدة، يستمتع خلالها المشاركون بتجمعات المياه داخل «أكواب» أرضية صنعتها الطبيعة، حيث يفضل البعض الجلوس إلى جانبها والاستمتاع بشكلها، فيما يفضل آخرون السباحة في المياه الباردة، إلى جانب المساكن المنحوتة في الصخور الصلبة التي تشكل مكون الجبل، بالإضافة لديرة السنت، والجبل الخضر الذي تعود تسميته إلى طبيعة المنطقة قديماً، حيث كان يغطي اللون الأخضر المنطقة.

ويضم المسار الجبلي العديد من الكهوف الجبلية المخفية والتي تم اكتشافها، ومنها «كهف النمر» الذي كان يسكن المنطقة قديماً بجانب برك المياه، كأفضل موقع لنصب الكمائن لفرائسه من الحيوانات البرية، بالإضافة لـ «كهف البعيبة» أحد الكهوف التي تخطف أنظار المشاركين من محبي وعشاق الطبيعة من مختلف مناطق دولة الإمارات، وخصوصاً النساء، حيث إنها رياضة ليست حصراً على الرجال، بل أصبحت تشارك فيها الفتيات وبشكل كبير من مختلف الأعمار، لتشكل رياضة الهايكينج فرصة للتأمل وربط الحاضر بالماضي والتعرف على جهد الأجداد والمسارات التي كانوا يسلكونها، والتعرف على المباني القديمة والقرى الأثرية والآثار القديمة عن قرب.

الصورة :

ويقع المسار الجبلي في منطقة وادي كوب على بعد 40 كيلومتراً من وسط مدينة رأس الخيمة، ويناسب الفئات العمرية المختلفة، فالمسار مخصص لممارسة الرياضات المختلفة مثل الهايكينج وتسلق الجبال كونه يوفر لهم فرصة التعرف على أروع المناظر الخلابة كلما اتجهوا بالسير لنقطة أعلى، حيث تم إعداده وتطويره بالعلامات الدالة للمسارات وجوانب الصعوبة وإرشادات السلامة لاستقبال الرياضيين وعشاق الاستمتاع بالطبيعة على مدار العام، وبمجرد التنزه على المسار الجبلي، ستظل طوال الوقت تستمتع بمناظر الطبيعة الجبلية، والصخور ذات الألوان الخلابة والنباتات والأعشاب الصحراوية.

الصورة :

ونظمت جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية في رأس الخيمة، ممثلة في فرع الرمس، رحلة المسير الجبلي بوادي كوب بقيادة المغامر الإماراتي هزاع فزاع، ضمن أهداف الجمعية لدعم حملة «أجمل شتاء في العالم»، واستكشاف سحر الطبيعة الجبلية، والتعرف على حياة الأجداد من سكان الجبال، والسير عبر الممرات والمرتفعات التي كانت تمثل الطريق الوحيد للسفر والتنقل قديماً.

وأوضح خلف سالم بن عنبر نائب الرئيس مدير عام الجمعية، استهدفت الجمعية من خلال تنظيم الرحلة دعم حملة «أجمل شتاء في العالم» وتشجيع السياحة الداخلية لاستكشاف مناطق ساحرة لأول مرة أمام 200 مشارك ومشاركة من مختلف الجنسيات المقيمة بمناطق الدولة، حيث أتاحت الرحلة لهم فرصة التعرف على المقومات السياحية الطبيعية والجغرافية والتراثية برأس الخيمة، وذلك ضمن الاشتراطات والإجراءات الاحترازية الصحية ومراعاة التباعد الجسدي والتعقيم، والالتزام بإرشادات قائد فريق الرحلة، والالتزام بالمسار المخصص وعدم التهور، والمحافظة على نظافة المكانوعدم رمي المخلّفات.

وأشار إلى أن حملة «أجمل شتاء في العالم» ساهمت في إبراز التنوع السياحي لمناطق الدولة، وخاصة إمارة رأس الخيمة التي تنفرد بتنوع المسارات الجبلية، ومنها منطقة وادي كوب التي تتمتع بمزايا طبيعية خلابة وأحد كنوز الطبيعة في دولة الإمارات، لاحتضانها العديد من الحيوانات والطيور والنباتات النادرة والمهددة بالانقراض، مشيراً إلى أن الرحلة وفرت أمام المشاركين استكشاف معالم المنطقة عن قرب.

وقالت منى أحمد المذكور مديرة فرع الرمس، أن الرحلة ساهمت بدعم السياحة الداخلية واستكشاف منتج سياحي جديد عبر رحلات الهايكينج بعيداً عن السياحة الفندقية والشاطئية، حيث تشتهر إمارة رأس الخيمة بالمواقع السياحية التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها، ومنها المسير الجبلي بوادي كوب الذي يضم الكهوف والأودية الجبلية التي تشجع على ممارسة الرياضة وتسلق الجبال، مؤكدة أن رحلات الهايكينج تمثل رياضة متنوعة بين المشي والتأمل وكسر حاجز الخوف، كما أنها توفر التعرف على التاريخ والتراث.

وأضافت: ساهمت الرحلة في تكوين صداقات جديدة بين المشاركين الذين بلغ عددهم أكثر من 200 مشارك ومشاركة من مختلف الجنسيات تجمعوا ضمن تكوين عائلي يساعد فيه الجميع خلال المسير الذي استمر لأكثر من 7 ساعات على امتداد 12 كيلومتراً، والتي ترفع شعور حب الطبيعة لدى المشاركين وجعلهم أصدقاء للبيئة، باعتبار أحد اشتراطات المشاركة عدم رمي النفايات، أو الإضرار بالبيئة، ضمن شعار «لا تترك أثراً».

 

Email