بوتان، مملكة يبلغ عدد سكانها 740 ألف نسمة، من بينهم الرهبان، والمزارعين، ورماة السهام الراقصين، الذين يعيشون في غابات ووديان خضراء، مخفية عن العالم لقرون بسبب حواجز عملاقة تُدعى جبال الهيمالايا.
تحتضن جبال الهملايا مملكة بوتان التي على الأرجح هي واحدة من أعظم ما أبدعت الطبيعة، حيث تنتظر أولئك الذين يختارون استكشاف هذه الأعجوبة الحصرية والنائية تجربة سحرية. لم تبدأ السياحة في بوتان إلا بعد العام 1974، فقبل ذلك كانت تلك الأرض الصغيرة معزولة عن بقية العالم.

وتعد بوتان وجهة فريدة من نوعها، من حيث الناحية الثقافية والبيئية على حد سواء، كما أنها الدولة الوحيدة في العالم التي توظف فلسفة الناتج القومي للسعادة، وهو مؤشر فريد من نوعه لقياس الحكم في البلاد.
وغالباً ما تسمى الـ «شانغريلا» في العالم بسبب جمالها البكر وطبيعة الناس الودودة، وتلاقي بوتان ارتفاعاً واسعاً في الشعبية لدى السياح الذين يريدون لمسة من الطبيعة النقية في عطلاتهم.

وقبل الوصول إلى بوتان، يجب على السياح إنهاء إجراءات وثائق السفر، ودفع الرسوم اللازمة، التي تشمل التعرفة اليومية، حيث إن الحد الأدنى 200 دولار أميركي للشخص الواحد، ويمكن للسائح أن يختار للوصول إلى بوتان عن طريق الجو عبر المطار الوحيد الموجود في بارو، أو عن طريق البر من خلال المدن الحدودية عبر الهند المجاورة.
يعد منتجع «أمانكورا» أفضل الخيارات الفاخرة للسياح، مع خصائص ذات مستوى عالمي تنتشر في جميع أنحاء بوتان، ويمكن للضيوف اجتياز المناطق بسهولة. كما أن منتجع «أمانكورا» في بارو هو الأقرب إلى المطار، ويضم 24 جناحاً، ويمزج العناصر الريفية مع العمارة المعاصرة ما يوفر تأثيراً مذهلاً.

أما مطعم الفندق فيقدم المأكولات المحلية والهندية، وكذلك الغربية، كما أنه من المؤكد أن النادي الصحي الفاخر ذي الطابقين سيغري الضيوف مع غرفة معالجة هادئة وساونا وغرف بخار وحمامات الحجر، وقاعة لليوغا ذات جدران زجاجية. كما أن الأجنحة تحتوي على صالة مدمجة بغرفة نوم، مع موقد تقليدي في الزاوية لحرق الخشب وحمام موزاييك إضافة إلى مناظر خلابة.
إن بوتان واحدة من أهم أماكن التنوع البيولوجي في العالم نظراً لتركيزها الشديد على حمايته. كما أن الجولات الثقافية شعبية جداً فيها، كذلك هي موطن للعديد من الأديرة البوذية المهمة مثل دير «تاكشانغ» Taktsang الذي يشرف على وادي بارو بأكمله.

وهو يعرف بعرين النمر، وهو يعود إلى القرن الثامن، ويعد واحداً من أكثر الأديرة تبجيلاً في العالم، ويقع على هضبة صخرية هائلة على ارتفاع 2,950 «متر». كما يمكن للزوار ممارسة رياضة التسلق في العديد من الأماكن التي تستحق المشاهدة، والتي يمكن أن تكون صعبة بعض الشيء.
أما للمبتدئين فتتوافر دائماً الخيول والبغال لجعل الصعود أكثر سهولة نسبياً. كذلك لا يمكن تفويت زيارة العاصمة «تيمفو» Thimphu التي تقع في أحشاء قمة شامخة تتحدى جبال الهملايا، وتمتد في حضن واد حرجي وعلى مقربة من نهر يحمل الاسم نفسه. كما أنها أيضاً المكان المثالي لمعرفة المزيد عن تقاليد وتاريخ بوتان مع جميع متاحفها وروائع فنها المعماري، وتضم العاصمة أيضاً مكتب جلالة الملك.
كما لا يمكن تفويت مهرجان «تسيشو» Tsechu الذي يعد واحداً من أهم الجوانب الثقافية في بوتان ويعقد في أوقات مختلفة على مدار السنة. ويتميز المهرجان برقصة «شام» Cham، التي تعتبر مقدسة من قبل السكان المحليين.

وتشمل الرقصة عدداً من الراقصين الذين يرتدون أقنعة وأزياء تقليدية مفصلة، التي تصور حكايات تاريخية أو أخلاقية للقرويين. ويعد مهرجان تسيشو الأكثر شهرة في تيمفو، ويجذب الآلاف من الزوار.
يرتكز المطبخ البوتاني التقليدي على الأرز، وغالباً ما يستخدم في الطعام الأرز الأحمر، لأنها تنمو بشكل جيد على علو شاهق. كما أن اللحوم والجبن تشكل جزءاً لا يتجزأ من النظام الغذائي المحلي، الذي يطغى عليه نكهة الفلفل الحار.
