تقع مدينة وارسو على نهر فيستولا وهي ثامن أكبر مدن الاتحاد الأوروبي وتبعد المدينة 370 كم عن ساحل بحر البلطيق وقد تعرضت المدينة للتدمير الشديد خلال الحرب العالمية الثانية ودمر أكثر من 85% من مبانيها
وتغطي المدينة مساحة 450كم، ويقسمها نهر فيستولا؛ فقسم الضفة اليسرى يقع في غربي النهر، وقسم الضفة اليمنى يقع في شرقي النهر. وقد أعاد البولنديون بناء معظم معالم مدينة وارسو التاريخية، التي تصدعت أو أصيبت خلال الحرب.
وتحتوي وارسو على العديد من المتنزهات الواسعة والمكتبات الراقية والمتاحف والمسارح. كما أن بها تماثيل للعديد من مشاهير البولنديين تنتشر في أحياء المدينة.
ومن المباني المشهورة التي أُعيد بناؤها بعد الحرب كاتدرائية سانت جون وأسوار المدينة القديمة التي يرجع تاريخ إنشائهما إلى القرن الرابع عشر الميلادي. كذلك أعيد بناء مبنى أوبرا وارسو الذي يعد أكبر مبنى أوبرا في العالم. وتحتوي وارسو على مبان مكتبية وتجارية حديثة. وبها محلات حديثة ممتدة من شارع مارزال كوسكا في قلب السوق التجاري للمدينة.
كما أن بها قصر الثقافة والعلوم في وارسو وهو هدية من الاتحاد السوفيتي في عام 1954، ويقع في جزء حديث من المدينة. وتضم المدينة العديد من معاهد التعليم والأبحاث منها جامعة وارسو ومركز الأكاديمية البولندية العلمية.
وتقام العديد من المناسبات الثقافية في المدينة، حيث يتم كل خريف احتفال بالموسيقى الحديثة، التي تستقطب العديد من الموسيقيين من كل أنحاء أوروبا. وتجرى مسابقة كل خمس سنوات لعازفي البيانو من كل أنحاء العالم، للتنافس في مسابقة البيانو العالمية المعروفة باسم وارسو فريدريك شوبان.
ووكلاو
بين مفاتن مدينة «ووكلاو» الواقعة في جنوب بولندا ومحيطها الطبيعي الذي يجمع بين الأرض المنبسطة والمرتفعات الخضراء التي تحتضن غابات الفواكه والثمار والمياه التي تخترق اجزاءها من مختلف الأركان، ثمة علاقة قديمة تمتد الى بداية تاريخ ظهور المدينة، حينما استوطنتها قبائل السولافيين، وقام ملكهم التشيكي بولسلاف خرابري بتشييد معالمها الحضارية آنذاك مبتدءاً بقلعة المدينة القديمة التي اطلق عليها اسم مشتق من اسم الملك «فراتسلاف».
ومدينة «ووكلاو» تعتبر واحدة من المدن البولندية التي تتمتع بحضور سياحي متميز، فأراضيها غاية في الجمال، وهواؤها نقي للغاية، ومياهها تملأ الآفاق حولها فهي تتكون من 12 جزيرة، تقع جميعها على نهر «اودرا»، وترتبط في ما بينها بجسور يبلغ عددها 30 جسراً، وكل هذه الجزر وما يحيطها من مياه وأراض تشكل معالم المدينة الرائعة.
وفي مراحل التاريخ القديم، شهدت المدينة ازدهاراً كبيراً، لكنها أيضاً شهدت العديد من الضربات الموجعة، فقد وقعت تحت السيطرة التركية التي تسببت بأضرار بالغة لحقت بأهلها وممتلكاتهم، وايضاً طبيعة حياتها الثقافية العامة.
ولكن طراز حياتها العسكري في تلك الفترة شهد ايضاً ازدهاراً في بناء القلاع الكبيرة المحصنة التي تحولت فيما بعد الى مواقع أثرية وتاريخية تجتذب المزيد من الزوار والسياح عموماً، لما تحتويه من كنوز أثرية وتاريخية تتحدث عن تلك المراحل القديمة.
ومن بين معالم المدينة الجميلة التي تعتبر جزءاً حيوياً من المعمار الانساني الرفيع «ساحة المدينة الرئيسية» التي تدعى ساحة «رنيك»، وتضم العديد من البنايات التي شيد معظمها في مراحل تاريخية قديمة بقدم المدينة.
وكانت المدينة في العام 1335 قد وقعت تحت ملكية العائلة الحاكمة في «سليسكو»، وهي بذلك اعتبرت جزءاً من المملكة التشيكية. وقد اهتم بها الملك كارل الرابع ملك التشيك، فاستفادت من عصره الذهبي وأصبحت واحدة من أبرز مدن الاستجمام والراحة في وسط أوروبا.
امتد زمن الازدهار في هذه المدينة الى القرن السادس عشر، وحينما انفصلت «سيليسكا» عن المملكة التشيكية عام 1741، التحقت بها مدينة «ووكلاو»، فخضعت لملكية الملك البروسي فردريخ الثاني، واطلق عليها اسم «بروكسيل»، لكن «بروكسيل» البولندية لم تلبث أن تعرضت الى احتلال جيوش نابليون بونابرت، فتغيرت ملامحها من جديد.
كانت «ووكلاو»، بحكم طبيعتها الجذابة وموقعها المتميز، تثير أطماع المحتلين على الدوام، وحينما احتلها نابليون بونابرت حاول كسر معنويات أهاليها من خلال هدم القلعة الكبيرة التي كانت ترمز الى هوية المدينة، وعلى أنقاضها شيد العديد من المواقع العسكرية الجديدة.
بيد ان المدينة نهضت من كبوتها بعد سنوات عدة، واستعادت هويتها، لكنها وقعت تحت سيطرة الاحتلال النازي الذي بدا يشيد المزيد من المواقع ذات الطابع العسكري ومنها خط المركبات العريض بين «ووكلاو» و«برلين» الذي يستخدم بكثافة الى وقتنا الراهن.
وفي مرحلة النظام الشيوعي انطلقت حملة معمارية هائلة، وتم فيها ترميم كل المواقع الأثرية والتاريخية التي دمرت أثناء الحرب، فاستعادت المدينة مجدها من جديد.
اليوم يعيش فيها نحو 600 ألف نسمة، وتعتبر رابع أكبر مدينة في بولندا. وتتركز أبرز معالمها الحضارية في ميدان المدينة الذي يشكل قلبها النابض بالحركة والحيوية ليلاً ونهاراً، حيث ينتشر هناك العديد من المطاعم والمقاهي والملاهي، إضافة الى المراكز الثقافية المختلفة. وتحيط بساحة «رنيك» البيوت القديمة من كل الجهات، وفي وسطها توجد بناية «البلدية» التي تضم برجاً ارتفاعه 66 متراً، تطل من خلاله على معالم المدينة الجميلة، وقد بني هذا البرج عام 1534.
ويوجد ايضاً متحف الفن الذي يضم أعمالاً رائعة لنخبة من الفنانين البولنديين الكبار، في حين توجد قرب الموقع ساحة صغيرة تدعى «ساحة الملح»، حيث كانت محالها تبيع الملح في الزمن السالف، لكنها الآن تحولت الى محال لبيع الزهور بدلاً من الملح.
ويوجد العديد من الكنائس مثل كنيسة «اليزابيث المقدسة» التي تجاور شارع «اودرازنسكي» الذي يقود الى النهر وينتهي عند بناية الجامعة. وهناك أيضاً مجموعة الجسور القديمة ذات الطراز الفني «الرومانسي» مثل جسر «بيسكوفي» الذي يقود الى جزيرة صغيرة تدعى «ويسباتبسكي».
مدينة «ووكلاو» تجمع بين المتعة الشخصية التي يحتاجها الزائر، وبين التذوق الفريد من نوعه لجمال الطبيعة الجذابة، خصوصاً تلك التي توفرها مياه الجزر حيث تزدهر رياضة الماء والسباحة والنزهة بواسطة القوارب أو السفن الصغيرة.
ومهما تعددت نواحي الراحة والاسترخاء والنزهة في هذه المدينة، فإن السائح ربما يعود بانطباع قد لا يتوافر من زيارته لمناطق أخرى في اوروبا، فهنا توجد ميزات عدة، أبرزها ان أهالي المدينة يتميزون بحسن معاملتهم للزوار الأجانب، بل وان الكثير منهم يعتبرون استضافة الزائرين جزءاً من تقاليدهم الاجتماعية الراسخة، وعليه يجب تقديم مختلف أنواع المساعدة لهؤلاء الزوار.
أما الأفضلية الأخرى، فتتعلق بالمصاريف، ففي هذه المدينة وربما في معظم المدن السياحية البولندية ينفق السائح ربع المبالغ التي ينفقها في أماكن أخرى من العالم وبخاصة أوروبا، حيث تتميز مدن السياحة البولندية برخصها في مختلف المجالات.
والأفضلية الثالثة، التي تعتبر أبرز الافضليات، هي ما تقدمه المدينة من إرث حضاري قديم وطبيعة رائعة الجمال، ومجالات واسعة للهو والمتعة والرياضة واكتشاف الجديد من المواقع الساحرة.
والملفت للنظر ان كثيراً من السواح العرب بدأوا بالسفر الى هذه المدينة وغيرها من المدن السياحية البولندية، ربما لأنهم وجدوا ما يبحثون عنه من استرخاء ومتعة وتبضع تجتذبهم الى هذه المواقع بأكثر سهولة من المواقع الأخرى، وايضاً بأرخص الأثمان.
منتجعات صحية
تعد بولندا قبلة السيـاحة الـصحية وكثيرا ما نسمع أو نقرأ هذا الشعار في العديد من المقالات المتعلقة في بولندا. جنة الأثمان الرخيصة اكتشفت منذ الازمان من طرف السياح الذين كانوا يتوجهون الى بولندا بقصد التسوق في المحلات التجارية.
اما الان والاكثر من ذلك فان بولندا تكتشف من طرف الزائرين القادمين للاستفادة من العرض الكبير للراحة المصحوبة بالعلاج وإعادة التأهيل الصحي.
تفتخر السياحة الصحية البولندية بقرنين من التاريخ، والان تعرض المنتجعات الصحية في بولندا طاقم طبي احترافي.
وتشغل بولندا المرتبة السابعة في اوروبا من حيث عدد الـمـنـتـجـعـات الـصـحـيـة. وأغـلـب هـذه الـمـنـتـجـعـات تـقـع فـي مـنـاطـق لـهـا خـصـوصـيـات طـبـيـعـيـة صحية فـريـدة مـن نـوعـهـا. أهـم الـمـنـتـجـعـات تــقـع فـي نـاويـنْـتـشـوف، دوشْـنـيـكـي ازْدْرويْ، اكْـريـنـيـْـسـا ازْدْرويْ، اتْـشـيـخـوتْـشـيـنِـكْ، افْـيِـلـيـتْـشْـكـا وكـودوفـا ازْدْرويْ.
بـولـنـدا الـتـي أصـبـحـت تـدريـجـيا رائـدة أوروبـا الـوسـطـى فـي الـسـيـاحة الـصـحـية تـشـهـد بـالأسـاس زيـارة الــسـيـاح الألـمـانـيـيـن والانـجـلـيـزيـيـن والـسـكانـديـنـافـيـن والـكنديـيـن. الإنـجـلـيـزيـون يـقـدمون إلـى بـولـنـدا للاعـتناء بأسـنانـهـم.
بولندا تمتلك العديد من المزارات التاريخية
تملك بولندا من الحضور التاريخي والجمال الطبيعي الساحر ما يؤهلها لان تكون وجهة سياحية بارزة في قلب اوروبا بفضل امتلاكها للعديد من المزارات التاريخية التي نالت شهرة واسعة ابان الحرب الثانية. كما ان الجمال الطبيعي لا يغادرها على امتداد مساحتها الواسعة ما بين الجبال الخضراء والبحيرات النقية والسهول الواسعة الممتدة على مد البصر.
تقع بولندا في وسط شرق اوروبا على ملتقى الطرق التجارية القديمة.
وهي إحدى دول شرق أوروبا وتتمتع بتراث سياحي غني يجمع بين الطبيعة الساحرة والمواقع التاريخية التي تستقطب الزوار من مختلف دول العالم خصوصا بعد انضمامها الى دول الاتحاد الاوروبي. وتشتهر بولندا ايضا بأنها تحتوي على الموقع التاريخي لمعسكر اوشفتز النازي الشهير.
واهم مدن البلاد هي العاصمة وارسو وبوزنان ولوبلان وكراكوف وغدانسيك. وتضم بولندا ايضا عدة بحيرات رائعة الجمال اهمها بحيرة ماسوريان كما ان وقوع جزء منها على بحر البلطيق يكسبها زخما سياحيا جاذبا. ومن بين المواقع السياحية ايضا جبال تاترا وغابة بيلوزي.
4.5 ملايين سائح علاجي
فـي سـنـة 2006 زار بـولـنـدا 4.5 ملايين سـائـح للـبـحـث عـن الـخـدمـة الـصـحـيـة. وتشتهر ايضا بعمليات التجميل قليلة التكلفة. زرع التـيـتـان فـي الـجـلـد مثلا يـكـلـف الإنـجـلـيـزي فـي بـولـنـدا مـن 70 إلـى 80 بـالـمـئـة أقـل مـمـا يـكـلـفـه فـي انـجـلـتـرا.
والأكـثـر مـن هـذا فـإن أغـلـب عـمـلـيـات الـتـجـمـيـل فـي بـولـنـدا أصـبـحـت أكـثـر شـهـرة بـفـضـل انـخـفـاض أثـمانـها بـحـوالي أربـع مـرات عـن أغـلـب بـاقـي الـدول الأوروبـيـة. أمـا طـب الـتـجـمـيـل وجـراحـة الـعـيـون بـاللـيـزر وإعـادة الـتـأهـيـل عـلاج الـبـدانـة فـهـي أرخـص حـتـى بـسـت مـرات وهـذا شـيء لا يـسـتـهـان بـه ويـجـب أن يـكون أمـرا للاهـتمام.
تتمتع دولة بولندا بمناخ معتدل. حيث الربيع الاخضر على سبيل المثال، بداية شهر ابريل تبدأ عادة ظهور البراعم والاوراق ثم تتحول الاوراق الى لون اصفر ثم ذهبي ثم احمر ثم تسقط في شهري اكتوبر ونوفمبر.
اما فصول الشتاء فليست باردة على وجه الخصوص حيث تهبط درجة الحرارة في الشمال الشرقي فقط الى ادنى من 20 درجة مئوية. وبالنسبة للصيف منذ عهد قريب أصبحت اكثر فاكثر جفافا وحرارة، وفي بعض الاحيان مطردة الحرارة.
أشهر منتجع صحي، معروف بينابيعه المعدنية العلاجية والتي تعد الأكبر من نوعها في أوروبا كما توجد هناك أبراج خشبية على طول 1760 مترا والتي تعمل على تبخير المياه المعدنية المالحة من أعماق الأرض إلى أعلى البروج حيث تسكب فتسيل في الحطب الرقيق الذي يملأ عرض الجدران فيتطاير الماء على شكل فقاعات في الهواء تحت فعل الريح والشمس وبفضل ذلك يوجد في المنطقة هواء صحي غني باليود ومواد معدنية أخرى نافعة للجهاز التنفسي وللجسم ككل.
زيارة إلى غدانسك وحوض بناء السفن ومكان ولادة حركة التضامن والنصب التذكاري لضحايا انتفاضة عمال بناء السفن وفي غدينيا زيارة للميناء والسفينة الشراعية "دار بُّوموجا" ثم زيارة إلى المربى المائي حيث يمكن مشاهدة فَقْمَة بحر.
اما رأس روزِفْيي فهي أبعد منطقة في شمال بولندا ويمكن زيارة المنارة والحديقة الوطنية اسْلوفينْسْكي وهي محمية بيولوجية لليونسكو.



