انضمت السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد إلى «بريكست» لتعزلا بريطانيا، ليس عن دول أوروبا وحدها، بل عن غالبية دول العالم، بعد أن أوقفت عدة دول رحلات السفر منها وإليها، ما سلط الضوء على حالة الذعر على مستوى العالم والتسبب في ارتباك حركة السفر، وهو ما ألقى بظلاله السلبية على أداء الأسواق العالمية التي شهدت تراجعاً جماعياً، إلى جانب انخفاض النفط والذهب.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد حذر من أن السلالة الجديدة من الفيروس شديدة العدوى بنسبة تصل إلى 70%، وقد ترأس في هذا الإطار اجتماعاً طارئاً لبحث السفر الدولي، لا سيما حركة الشحن من وإلى بريطانيا، وعقد مسؤولون من الاتحاد الأوروبي اجتماعاً لمناقشة تنسيق جهودهم. تأتي تلك التصريحات والاجتماعات في وقت تستعد فيه بريطانيا للخروج من فلك الاتحاد الأوروبي في الساعة 2300 بتوقيت غرينتش يوم 31 ديسمبر الجاري.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن بلاده ستنهي فترة انتقالية مع الاتحاد الأوروبي في 31 ديسمبر بعد أن ناشدته رئيسة وزراء اسكتلندا تمديدها بسبب المضاعفات الناجمة عن سلالة كوفيد الجديدة.
وأضاف: موقفنا من الفترة الانتقالية واضح.. ستنتهي في 31 ديسمبر، ويظل هذا هو موقفنا. نحتاج إلى التصديق على أي اتفاق قبل الأول من يناير، وهو ما يعني أن الوقت ضيق، وهذا هو السبب في أن مفاوضينا يواصلون العمل الدؤوب.
أسواق عالمية
وعلى صعيد الأسواق، تراجعت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأمريكية، حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 0.07%، ونزل مؤشر ستاندرد أند بورز 500 القياسي 0.68%، وهبط مؤشر ناسداك المجمع 1.25%.
كما تراجعت الأسهم الأوروبية للأسباب ذاتها، حيث انخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 2.3% وتكبد مؤشر فايننشال تايمز 100 في لندن خسارة 2.1% حتى مع نزول الجنيه الإسترليني. وهبط مؤشر داكس الألماني 2.3%. ونزلت أسهم السفر والترفيه 5.5% وهي في طريقها إلى أسوأ أداء يومي في ثلاثة أشهر، في حين قادت أسهم شركات النفط الكبرى الخسائر في أوروبا، إذ أثارت القيود الجديدة مخاوف حيال تضرر الطلب وضغطت على أسعار الخام.
وأغلقت الأسهم اليابانية على تراجع، إذ نزلت من ذروة 29 عاماً ونصف العام التي بلغتها في وقت سابق من الجلسة، فيما تضررت المعنويات من مخاوف حيال تزايد الإصابات بسبب السلالة الجديدة من الفيروس. ونزل مؤشر نيكاي 0.18%، وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.23%.
ومحت أسعار الذهب مكاسبها السابقة لتهبط بما يصل إلى 1.3% تحت ضغط من ارتفاع الدولار، وتراجع المعدن الأصفر في المعاملات الفورية 0.3%. وقالت شياو فو المحللة لدى «بنك أوف تشاينا»: بشكل عام، ثمة عزوف عن المخاطرة. أسواق العملات الأجنبية والأسهم تتراجع. تثير السلالة الجديدة للفيروس حالة من عدم اليقين المتجدد في السوق، ونحن نشهد عزوفاً شديداً عن المخاطرة. كما تراجعت العملة المشفرة «بتكوين» بما يصل إلى 6%.
تراجع النفط
ونزلت أسعار النفط 3 دولارات في أكبر هبوط خلال يوم واحد منذ يونيو الماضي، إذ أذكت السلالة الجديدة للفيروس مخاوف حيال بطء تعافي الطلب على الوقود. وانخفض خام برنت ثلاثة دولارات للبرميل، بما يعادل 5.7% إلى 49.26 دولاراً للبرميل، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.92 دولار للبرميل، أو 6% إلى 46.18 دولاراً للبرميل.
وقال جيوفاني ستونوفو المحلل لدى «يو.بي.إس»: التقارير عن سلالة جديدة من فيروس كورونا أثرت على الشهية للمخاطرة والنفط. القيود الجديدة على التنقل في جميع أنحاء أوروبا لا تساعد أيضاً وسيتأثر الطلب الأوروبي على النفط. وأضاف: يتعين على المستثمرين إدراك أن الطريق إلى ارتفاع الطلب على النفط والأسعار سيظل وعراً.
وهبط الجنيه الاسترليني أمام الدولار واليورو، حيث لامس أدنى مستوياته في عشرة أيام أمام الدولار واليورو، مرتداً عن مكاسب سجلها مؤخراً، رغم أنه قلص خسائره في تعاملات بعد الظهر في لندن. وأمام العملة الأمريكية هبط الاسترليني بما يصل إلى 2.5% دون مستوى 1.32 دولار قبل أن يقلص خسائره إلى 1.35% عن 1.3337 دولار. وفي مقابل اليورو، هبطت العملة البريطانية بأكثر من 1% إلى 92.16 بنساً.
دول عربية وعالمية
وقد علقت العديد من دول العالم الرحلات الجوية والسفر من بريطانيا، كما شملت القيود في بعض الأحيان بلداناً أخرى تم فيها اكتشاف السلالة الجديدة. ومن الدول العربية التي أعلنت تعليق رحلاتها: السعودية والكويت والأردن وسلطنة عمان والمغرب وتونس.
أما على الصعيد العالمي فقد علقت الدول التالية رحلاتها مع بريطانيا: فرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا وإيرلندا وكندا وهولندا والنروج والدنمارك والسويد وبلجيكا وفنلندا وسويسرا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبلغاريا ورومانيا وكرواتيا ومقدونيا وبولندا وهونغ كونغ والهند وتركيا والسلفادور والأرجنتين وتشيلي.
