قوة نشاط المصانع الأمريكية وتوقعات انخفاض المخزون تصعدان بالنفط

إنتاج «أوبك» يزيد في أغسطس للشهر الثاني مع تخفيف القيود

ت + ت - الحجم الطبيعي

ارتفعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، لتعكس مسارها بعد أن تكبدت خسائر أثناء الليل، إذ حفزت بيانات أفضل من المتوقع لنشاط الصناعات التحويلية بالولايات المتحدة الأمل في تعافٍ اقتصادي بعد الجائحة وفي الوقت الذي يتوقع فيه المحللون تراجعاً للأسبوع السادس على التوالي في مخزونات الخام الأمريكية.

بلغ الدولار أدنى مستوياته في أكثر من عامين مقابل سلة عملات، متأثرا بتخفيف مجلس الاحتياطي الاتحادي سياسته حيال التضخم الأسبوع الماضي، وهو ما دعم النفط نظراً لأن السلع الأساسية المسعرة بالدولار تصير أقل تكلفة بالنسبة للمشترين العالميين.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 89 سنتاً، أي ما يعادل 2% تقريباً، إلى 46.17 دولاراً للبرميل خلال التعاملات. وصعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 74 سنتاً إلى 43.35 دولاراً للبرميل.

وقال بوب يوجر مدير شؤون عقود الطاقة لدى ميزوهو في نيويورك «يترقب الجميع انخفاضا، بدرجة ما، في (بيانات) معهد البترول الأمريكي مساء اليوم.. تعزز التفاؤل بفعل أرقام التصنيع والتفاؤل حيال لقاح أسترا زينيكا المضاد للفيروس».

وتوقع المحللون في استطلاع رأي أجرته رويترز أن تكون مخزونات الخام الأمريكية قد انخفضت نحو مليوني برميل الأسبوع الماضي، وذلك قبيل صدور البيانات الأسبوعية من معهد البترول الأمريكي الساعة 2030 بتوقيت جرينتش ومن الحكومة غداً الأربعاء.

ومن المتوقع أن تكون مخزونات البنزين تراجعت 3.6 ملايين برميل.

وفي استطلاع أجرته رويترز شمل 43 محللاً وخبيراً اقتصادياً، أشارت التوقعات إلى أن الطلب العالمي على النفط سينكمش بين 8 و10 ملايين برميل يومياً مقارنة مع متوسط توقعات يوليو الذي كان لانخفاض بين 7.2 و8.5 ملايين برميل يومياً.

إلى ذلك أظهر مسح أجرته رويترز أن إنتاج أوبك النفطي زاد حوالي مليون برميل يومياً في أغسطس، حيث خففت المنظمة وحلفاؤها قيوداً غير مسبوقة على المعروض بالتزامن مع بدء تعافي الاقتصاد العالمي والطلب من جائحة فيروس كورونا.

خلص المسح إلى أن منظمة البلدان المصدرة للبترول المؤلفة من 13 عضواً ضخت 24.27 مليون برميل يومياً في المتوسط على مدى أغسطس آب، بزيادة 950 ألف برميل يومياً عن يوليو وفي تعزيز جديد بعد تسجيل أدنى مستوى خلال 3 عقود في يونيو.

كان تخفيف إجراءات الحجر الصحي الشامل وخفض معروض أوبك وحلفاء من بينهم روسيا، فيما يعرف بمجموعة أوبك+، قد ساعد النفط ليرتفع فوق 46 دولاراً للبرميل بعد أن نزل إلى أقل مستوى خلال 21 عاماً دون 16 دولاراً للبرميل في أبريل نيسان. لكن المخاوف من موجة ثانية لفيروس كورونا تنال من مكاسب الأسعار وتشحذ التركيز داخل أوبك.

وقال مندوب لدى المنظمة «الوضع تحسن، لكن التعافي الشامل لم يحدث بعد.. يجب أن نواصل مراقبة السوق ووضع فيروس كورونا بعناية بالغة».

خفضت أوبك+ الإنتاج 9.7 ملايين برميل يومياً، بما يعادل 10 % من الإنتاج العالمي، من أول مايو بعد أن دمر الفيروس ثلث الطلب العالمي. ومن أول أغسطس آب، بدأ تقليص الخفض إلى 7.7 ملايين برميل يومياً حتى ديسمبر، وتبلغ حصة أوبك من ذلك 4.868 ملايين برميل يومياً.

وفي أغسطس بلغ التزام دول أوبك المقيدة بالاتفاق 99 بالمئة من الخفض المتعهد به، وفقا لنتائج المسح. وجرى رفع قراءة مستوى الالتزام لشهر يوليو تموز إلى 95 %.

السعودية والإمارات

تشير مسوح رويترز وبيانات من أوبك إلى أن زيادة أغسطس تضاهي تلك التي شهدها يوليو مما يعني أن أوبك تضخ حالياً مليوني برميل يومياً فوق مستوى يونيو الذي كان الأدنى منذ 1991.

وخلص المسح إلى أن الزيادة الأكبر في إمدادات أغسطس جاءت من السعودية التي ضخت تسعة ملايين برميل يوميا، بزيادة 600 ألف برميل يوميا عن يوليو تموز وقرب حصتها الجديدة.

وجاءت زيادتان أقل حجماً من أنجولا والجزائر.

وبالنسبة للعراق ونيجيريا المتأخرين في الالتزام باتفاق أوبك+ السابق، فقد وجد المسح أن كليهما قلص الإنتاج، إذ بلغ امتثال العراق أعلى مستوياته في السنوات الأخيرة.

غير أن خفض العراق لم يرق لحجم تعهده، ومازالت نيجيريا، رغم تحسين الامتثال كثيراً، لا تحقق مستوى الالتزام الكامل، بحسب المسح.

ولم يطرأ تغير يذكر على الإمدادات الإيرانية والفنزويلية والليبية. والدول الثلاث معفاة من التخفيضات الطوعية لمحدودية إنتاجها بفعل العقوبات الأمريكية ومشكلات داخلية. والإنتاج الليبي قد يزيد في حالة تبني مقترحات لرفع حصار مضروب على المنشآت النفطية منذ شهور.

Email