4 شركات تكنولوجيا تتحدى «كورونا» بأرباح غير متوقعة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نجحت أكبر أربع شركات أمريكية متخصصة في صناعة التكنولوجيا في مخالفة الاتجاه الاقتصادي العالمي النزولي بسبب تداعيات جائحة «كورونا»، رغم إصابتها بالصدمة من تباطؤ الإنفاق في بداية الأزمة، حيث أعلنت عن أرباح مجمّعة بقيمة 28.5 مليار دولار خلال الربع الثاني من عام 2020.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إنه بعد يوم واحد من قيام المشرعين في الكونغرس باستجواب الرؤساء التنفيذيين لأكبر شركات التكنولوجيا حول حجمها وقوتها واحتكارها، أفادت شركات «أمازون» و«آبل» و«ألفابت» و«فيسبوك» عن نتائج مالية ربع سنوية جيدة بشكل مدهش، متحدية واحدة من أسوأ فترات الركود الاقتصادي المسجلة. وعلى الرغم من أن هذه الشركات شعرت بتأثر ما من تباطؤ الإنفاق، إلا أنها أثبتت أنها تعمل في ساحة لعب مختلفة عن بقية الاقتصاد.

نتائج

فقد ارتفعت مبيعات «أمازون» بنسبة 40%عن العام الماضي وتضاعفت أرباحها. وقفزت أرباح «فيسبوك» 98%، أما بالنسبة لشركة «آبل» فعلى الرغم من أن الوباء قد أغلق العديد من متاجرها، إلا أن الشركة زادت مبيعات جميع منتجاتها في كل جزء من العالم وحققت أرباحاً بقيمة 11.25 مليار دولار. وتراجعت عائدات الإعلانات لـ «ألفابت» المتقاعسة، لكنها كانت لا تزال أفضل مما توقعته بورصة «وول ستريت».

وقال دان إيفز، المدير العام لأبحاث الأسهم في «ويدبوش» للأوراق المالية: ما زال القوي يزداد قوة. ونظراً لأن العديد من الشركات تتراجع، فإن خبراء التكنولوجيا يواصلون اكتساب القوة في هذه البيئة.

وكان الأداء المالي لشركات التكنولوجيا على النقيض الملحوظ للوضع العام للاقتصاد الأمريكي. وقالت وزارة التجارة إن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد انخفض بنسبة 9.5% في الربع الثاني من العام مع قيام المستهلكين بتخفيض الإنفاق. وكان أكبر انخفاض على الإطلاق.

استجواب

واستجوبت لجنة مكافحة الاحتكار في الكونغرس قادة الشركات، جيف بيزوس من «أمازون»، وتيم كوك من «آبل»، ومارك زوكربيرغ من «فيسبوك» وسوندار بيتشاي من «ألفابت» حول قوة السوق والممارسات التجارية، وكان ذلك جزءاً من تحقيق أوسع نطاقاً من قبل المنظمين والمشرعين بشأن هيمنة عمالقة التكنولوجيا، مع تحقيقات مفتوحة من وزارة العدل ولجنة التجارة الفيدرالية والمدعين العامين للدولة.

وكان مشهد الرؤساء التنفيذيين للشركات الأربع، التي تبلغ قيمتها ما يقرب من 5 تريليونات دولار من حيث القيمة السوقية مجتمعة، والذي ظهر أمام لجنة فرعية تابعة لمجلس النواب، تاريخياً. لكن غالباً ما تستغرق التحقيقات المتعلقة بمكافحة الاحتكار سنوات، وخاصة إذا سعى المنظمون إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة مثل تفكيك الشركات.

وعزز الوباء المزايا التي تمتلكها شركات التكنولوجيا الكبرى. ومع بقاء المستهلكين في منازلهم، ارتفع الطلب على موقع «أمازون» للتسوق، بينما تتجه الشركات إلى منتجات الحوسبة السحابية للحفاظ على خدماتها وتشغيلها. وقالت شركة «آبل» إن التحول إلى العمل والتعلّم من المنزل دفع المزيد من الناس إلى طلب أجهزة «آبل» واستخدام خدماتها.

وقال لوكا مايستري، المدير المالي لشركة «آبل»: منتجاتنا وخدماتنا وثيقة الصلة بحياة عملائنا، وفي بعض الحالات، تكون أكثر خلال الوباء من أي وقت مضى. وأشار إلى أن شركة «آبل» كان بإمكانها جني مليارات عدة من الدولارات لولا الوباء.

إعلانات

ولا يزال موقعا فيسبوك وجوجل مهمين بالنسبة لجهات التسويق وهما يتغلبان على تراجع الإعلانات بشكل أفضل من المنافسين. وتجاهل «فيسبوك» تباطؤ الإنفاق، وأشاد بمستويات قياسية من مشاركة منتجاته.

وقالت «ألفابت» إن الإيرادات من إعلانات بحث جوجل انخفضت بنسبة 10%، مما دفع إجمالي إيرادات الشركة إلى الانخفاض للمرة الأولى في تاريخ الشركة، ولكن ذلك كان أفضل من المنافسين. وفي الأسبوع الماضي، أبلغت شركة «ميكروسوفت» عن انخفاض بنسبة 18%في عائدات إعلانات البحث. ومنذ بداية شهر مارس ارتفعت أسعار أسهم الشركات بمتوسط 35%.

أمازون

أما أمازون فقد حققت، مدعومة بالطفرة الناجمة عن الوباء في التسوق عبر الإنترنت، 88.9 مليار دولار في مبيعات ربع سنوية، بزيادة 40%عن العام السابق.

وتضاعف الربح إلى 5.2 مليارات دولار، على الرغم من أن الشركة استثمرت في توسيع المستودعات وطرق أخرى لزيادة السعة. وقال توم فورتي، المحلل في بنك الاستثمار «ديفيدسون وشركاه» في مذكرة حديثة للمستثمرين: «ببساطة حقن كوفيد-19 أمازون بهرمون نمو شديد المفعول».

وفي أبريل، قال بيزوس للمستثمرين ألا يتوقعوا أي ربح تشغيلي، وربما حتى خسارة، حيث خططت الشركة لإنفاق حوالى 4 مليارات دولار على النفقات المتعلقة بفيروس كورونا مثل الزيادات المؤقتة في الأجور، وانخفاض كفاءة المستودعات بسبب التباعد الاجتماعي، و300 مليون دولار لاختبار قوة عملها مع الفيروس.

ولكن حتى تلك التكاليف لم تقارن بالزيادة الهائلة في الطلب، حيث ارتفعت مبيعات التجزئة عبر الإنترنت بنسبة 48%.

وفي مكالمة مع الصحافيين، رفضت «أمازون» أن تقول ما إذا كانت ستمنح العاملين في المستودعات مكافآت أو زيادات مرتبطة بالفيروس في الربع الحالي، لكنها أضافت أن النفقات المتعلقة بالوباء ستنخفض إلى ملياري دولار في الربع. ونمت المبيعات في أعمال الحوسبة السحابية المربحة في «أمازون» والتي تشمل عملاءها الشركات الكبرى والشركات الصغيرة الناشئة، بنسبة 29%لتصل إلى 10.8 مليارات دولار، وكانت أكثر ربحية مما توقع المحللون.

فيسبوك

وارتفعت عائدات «فيسبوك» للربع الثاني بنسبة 11%عن العام السابق إلى 18.7 مليار دولار، بينما قفزت الأرباح 98%إلى 5.2 مليارات دولار. وكانت النتائج أعلى بكثير من تقديرات المحللين لإيرادات بلغت 17.3 مليار دولار بأرباح قدرها 3.9 مليارات دولار، وفقاً للبيانات.

وعلى الرغم من التدقيق المتزايد من قبل المنظمين، إلا أن الأسئلة حول دورها في تخريب الانتخابات وكيف يستخدم الناس المنصة لنشر المعلومات الخاطئة، لم يظهر أي من المستخدمين أو المعلنين ميلًا للتوقف عن استخدام «فيسبوك». ويأتي أكثر من ثلاثة مليارات شخص بانتظام إلى الموقع أو إلى أحد تطبيقاته، حيث تجاوزت الخدمات معظم العالم المتقدم.

ويستخدم حوالى 2.47 مليار شخص تطبيقاً واحداً أو أكثر من تطبيقات «فيسبوك» كل يوم.

وقالت الشركة إن عدد المستخدمين النشطين شهرياً ارتفع بنسبة 12%مقارنة بالعام الماضي وأضافت أنها تشهد مستويات قياسية من التفاعل والاستخدام هذا العام بسبب طلبات الإيواء في جميع أنحاء العالم.

آبل

أما بالنسبة لشركة «آبل»، فعلى الرغم من التباطؤ الاقتصادي العالمي، استمر الناس في شراء أجهزتهم بشكل جماعي ودفعوا لشركة التكنولوجيا العملاقة مليارات الدولارات مقابل التطبيقات والخدمات على هذه الأدوات.

وقالت «آبل» إن مبيعاتها ارتفعت 11% إلى 59.7 مليار دولار وزادت أرباحها 12%إلى 11.25 مليار دولار. وتغلب الرقمان بسهولة على توقعات المحللين، حيث توقعت «وول ستريت» انخفاضات في كلا المجالين.

وكانت المبيعات قوية بشكل خاص لأجهزة «ماك» و«آيباد»، حيث اضطر الجمهور بشكل متزايد للعمل أونلاين والاختلاط افتراضياً. كما ارتفعت الإيرادات في مجال خدمات الإنترنت، بما في ذلك تخفيض مبيعات«آبل» من«آبل ستور»، وهو موضوع تحقيقات مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا.

حتى«آيفون» الذي لا يزال أكبر منتج يباع للشركة، شهد زيادة طفيفة في المبيعات للمرة الثانية فقط في الأرباع السبعة الماضية. كما أعلنت «آبل» عن تقسيم الأسهم من شأنه أن يضاعف عدد أسهمها أربع مرات، مما يسمح للناس بشراء سهم في الشركة بربع سعر السهم الحالي، والذي أغلق عند 384.76 دولاراً يوم الخميس الماضي.

«ألفابت»

وأعلنت شركة «ألفابت» عن أول انخفاض لها على الإطلاق في الإيرادات الفصلية، متأثرة بتباطؤ الإنفاق من قبل المعلنين. وسجلت الشركة إيرادات بلغت 38.3 مليار دولار وأرباحاً بلغت 6.96 مليارات دولار، وهو أعلى بكثير مما توقعه محللو «وول ستريت».

وقالت روث بورات، المدير المالي للشركة إن إيرادات الإعلانات تحسنت تدريجياً مع مرور الربع. وجاء هذا الانخفاض إلى حد كبير من انخفاض مبيعات الإعلانات التي يتم تشغيلها جنباً إلى جنب مع نتائج إيرادات «بحث جوجل»، ولكن جهود الشركة لتنويع أعمالها كانت تؤتي ثمارها مع نمو الإيرادات من إعلانات «يوتيوب» ونمو أعمال الحوسبة السحابية.

مشروع

أعلنت «أمازون»، في إطار توسعات استثماراتها المتواصلة، اعتزامها استثمار عشر مليارات دولار في مشروعها لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية.

وكشفت المجموعة الأمريكية أنها تعتزم المضي قدما في مشروع «كويبر»، أحد الأنظمة الرامية إلى توفير الإنترنت للزبائن من دون أي توصيلات أرضية. ويهدف المشروع إلى توفير خدمة إنترنت فائقة السرعة بواسطة الأقمار الاصطناعية في الولايات المتحدة، ولاحقاً في مختلف أنحاء العالم، ويمكن أن يصل المشروع بشبكة الإنترنت التجهيزات اللاسلكية وشبكات اتصالات الجيل الخامس.

ولم تحدد «أمازون» أي جدول زمني للمشروع، لكنها كشفت أنها ستبدأ بنشر 3236 قمراً اصطناعياً بعد موافقة هيئة الاتصالات الفدرالية على المشروع.

وقال نائب رئيس أمازون ديف ليمب: لقد سمعنا مؤخراً روايات كثيرة عن أشخاص غير قادرين على أداء وظيفتهم أو إنجاز الفروض المدرسية لعدم توفر شبكة إنترنت يمكن الاعتماد عليها في منزلهم.

وأضاف: في أماكن كثيرة لا يزال الوصول إلى شبكة الإنترنت غير مؤمن بشكل يمكن الاعتماد عليه أو غير متاح على الإطلاق. «كويبر» سيغير كل ذلك. سيخلق استثمارنا البالغ عشر مليارات دولار وظائف وبنى تحتية في الولايات المتحدة ما سيساعدنا على سد هذه الهوة.

ويهدف مشروع «كويبر» إلى توفير خدمة إنترنت فائقة السرعة لأماكن يتعذّر على شبكات الألياف الضوئية أو الشبكات اللاسلكية الوصول إليها.

Email