توقع تفكيك «عمالقة» التكنولوجيا الأمريكية لكسر الاحتكار

الكونجرس الأمريكي يحقق مع «أباطرة الأون لاين» بحضور 17 خبيراً قضائياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ إجراء تنفيذي إذا لم يقر أعضاء مجلس النواب تشريعاً بشأن شركات التكنولوجيا.

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يتابع جلسة استماع في الكونجرس التي سيدلي خلالها رؤساء أربع شركات كبرى بمجال التكنولوجيا بشهاداتهم عن كثب قبل إجراء تحقيق بشأن مكافحة الاحتكار.

وقال ترامب للصحفيين قبل مغادرته واشنطن: «لا شك في أن ما تفعله شركات التكنولوجيا الكبرى سيىء للغاية».

وقال ترامب عبر موقع تويتر: «إذا لم يحقق الكونجرس الإنصاف فيما يتعلق بشركات التكنولوجيا العملاقة، وهو ما كان ينبغي عليهم فعله منذ سنوات، فسأفعل ذلك بنفسي بأوامر تنفيذية. في واشنطن، اقتصر الأمر كله على الحديث ولم يتم اتخاذ أي إجراء لسنوات، وشعب بلدنا سئم هذا الوضع!».

 ويتهم ترامب منذ فترة طويلة شركات التكنولوجيا الكبرى بفرض رقابة على ما ينشره الساسة المحافظون، وأكد البيت الأبيض اليوم أن الإدارة تدرس طرقاً لفرض رقابة أكبر على المنصات عبر الإنترنت.

وعقد أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي اليوم جلسة تحقيق افتراضية عبر الإنترنت مع رؤساء تنفيذيين لأكبر أربع شركات تكنولوجية في الولايات المتحدة مقابل اتهامات بالاحتكار ومراقبة واستغلال و«سرقة» بيانات المستخدمين وتهديد المنافسين.

ومثل «أباطرة الأون لاين»: سوندار بياتشي (ألفابيت، الشركة الأم لغوغل) وتيم كوك (آبل) ومارك زاكربرغ (فيسبوك، وغوغل) وجيف بيزوس (أمازون) - كما دعاهم رئيس لجنة التحقيق - للإدلاء بأقوالهم أمام اللجنة القضائية بالكونجرس الأمريكي، التي تجري تحقيقات مكثفة ضد الاحتكار بحضور 17 خبيراً قضائياً وأعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وهي المرة الأولى التي يمثل فيها رؤساء الشركات الأربع معاً لاستجوابهم من قبل المشرعين عبر الإنترنت.

ويتوقع خبراء أن يؤدي فوز الديمقراطيين بانتخابات الرئاسة الأمريكية إلى تفكيك تلك الشركات نظراً لحجمها الكبير وتماشياً مع سياسات كسر الاحتكار التي يتبعها الديمقراطيون.

وقال رئيس اللجنة إن الديمقراطية الأمريكية طالما عملت ضد الاحتكار والتأكد أن أي شركة لن تكون قادرة على «تهديد الديمقراطية الأمريكية»، مشيراً إلى أن حصة الشركات شهدت نمواً غير مسبوق خلال «كوفيد19»، وأشار أن تلك الشركات تشترك فيما بينها بعوامل مشتركة منها أنها منصات رقمية قادرة على الوصول والقدرة على التحكم بمعلومات المستخدمين، مشيراً إلى «النفوذ المحدود» لتلك الشركات وتفوقها اللامحدود على المنافسين الصغار في نفس الأنشطة.

وشهدت القيمة السوقية لتلك الشركات مؤخراً نمواً غير مسبوق وصل مجموعه إلى 4.83 تريليونات دولار، فيما يتوقع أن تؤدي هذه التحقيقات إلى دعاوى قضائية أو غرامات أو عواقب أخرى لما أصبح أكبر الشركات وأكثرها ثراء في العالم.

وقال عضو مجلس الشيوخ فرانك سينسنبيرنر إن تأثير شركات التقنية الكبرى على المستهلكين أصبح كبيراً جداً، خصوصاً وأن البيانات التي يتحكمون بها أصبحت المرتكز الرئيسي للمنافسة متسائلاً عن طرق استخدام تلك الشركات للبيانات وما يمكنهم العمل بها. وأشار إلى أن الشركات نمت بشكل كبير جداً وعلى المشرعين التأكد من أنها تقوم بمراعاة القوانين وخصوصاً حق التعبير عن النفس خصوصاً مع وجود تقارير عن حظر شركة فيسبوك وغيرها لتعليقات عبر أصحابها عن رأيهم بصراحة.

وقال مارك زوكيربرج، مؤسس شركة «فيسبوك» إن صناعة التقنية الأمريكية هي محرك للإبداع وتمثل قصة نجاح أمريكية فريدة، مشيراً إلى أن حصة الشركة من الإعلانان الرقمية لا تتجاوز 10% فقط، فيما يذهب المقابل إلى يويتيوب وأمازون وغيرها. وأضاف: «منافسونا في مجال الإعلانات حاضرون ونحن نتنافس معهم بعدالة وعندما ننجح فهذا يعني أننا نقوم بتقديم منتجات يحبونها».

وتعرضت فيسبوك خلال الجلسة إلى اتهامات بخصوص إنشاء عناصر روسية حسابات مزيفة على فيسبوك لإنشاء حملة للتأثير في الانتخابات الأمريكية السابقة وانتخاب الرئيس ترامب والتأثير في توجهات الرأي العام بخصوص مسائل تتعلق بالعرقية وتعزيز الفصل الاجتماعي والسياسي في الولايات المتحدة من خلال الترويج لمحتويات تشجع على الكراهية، فيما يصل عدد الحسابات المزيفة في المنصة إلى حوالي 6.2 مليارات حساب مزيف.

وقال زوكيربرج إن الشركة مركزة ضد التدخل بالانتخابات أو إرسال خطابات الكراهية. وأضاف: «نحن نتعاون مع الجهات المختصة في الولايات المتحدة بهدف تعزيز الأمن وتحديد التهديدات المحتملة ونقوم بإزالة منشورات الكراهية

من جانبه قال ساندر بيشاي رئيس شركة «جوجل»، التي تصل حصتها إلى ما يقارب من 90% من عمليات البحث في الولايات المتحدة عند اتهام شركته بأنها «تسرق» محتويات من شركات أخرى لاستخدامها في تطبيقات ودعايات جوجل العديدة، وإن الشركة هددت العديد من الشركات بحذفهم من محرك بحثها، وإن الشركة تتلاعب بعمليات البحث لجر المستخدمين إلى محركها وإن الشركة تتلقى «ضريبة» من كل شركة ترغب بالإدراج في محرك جوجل، قال إن الشركة تعتمد على ثقة المستخدمين والمعلنين، مشيراً إلى أن حصة الشركة من الإعلانات سنوياً يفوق 100 مليار دولار، وأن جوجل لها منافسون في العديد من عمليات البحث المتخصصة مثل «يالب» Yelp نافياً أن الشركة هددت أحداً من عملائها.

ونفى بيشاي اتهامات أحد أعضاء اللجنة بخصوص مساعدة الشركة جهات عسكرية صينية بشكل مباشر من خلال إقامة مشاريع وتعزيز سلاح الطيران الصيني من خلال توفير بيانات حرجة.

وستصدر شركات «جوجل» و«آبل» و«أمازون» جميعاً تقارير بشأن الأرباح غدا الخميس، بينما ستفعل شركة «فيسبوك» ذلك بعد ختام الجلسة اليوم الأربعاء.

ورداً على اتهامات تتعلق بقوانين خصوصية معلومات المستخدمين وتفضيل مطوري التطبيقات الكبار على الأصغر حجماً وتلقي عمولات ضخمة من بعض الشركات مقابل وضع تطبيقاتهم على متجر آبل، قال تيم كوك رئيس شركة «آبل» ذات الـ 100 مستخدم آيفون في الولايات المتحدة وحدها، إن الشركة تطبق قوانينها بالتساوي على الجميع وأن ما يهمها هو نوعية التطبيقات وأن 84% من التطبيقات على المتجر لا تدفع أي عمولة للشركة، وأن الشركة لم تزد من عمولتها منذ إطلاق المتجر في 2008.

 

Email