التوتّرات الأمريكية الصينية تضغط على الأسواق العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضغط التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ومخاوف بشأن زيادة حالات الإصابة بفيروس «كوفيد 19» على معنويات المستثمرين، ما تسبب في تراجع جماعي لمؤشرات الأسواق العالمية، فضلاً عن ارتفاع عدد طلبات التوظيف في الولايات المتحدة.

ففي وول ستريت انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 118.92، أو ما يعادل 0.45% إلى 26533.41 نقطة. وتراجع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بمقدار 17.08 نقطة، أو ما يعادل 0.53% إلى 3218.58 نقطة، بينما هبط مؤشر ناسداك المجمع 167.01 نقطة، أو ما يعادل 1.60% إلى 10294.41 نقطة.

وكان عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة الحكومية في الولايات المتحدة قد ارتفع في الأسبوع الماضي للمرة الأولى في أربعة أشهر تقريباً بما يشير إلى أن تعافي سوق العمل وصل لمرحلة من الجمود في ظل عودة أعداد الإصابة بـ«كوفيد 19» للزيادة وضعف الطلب.

وقالت وزارة العمل الأمريكية إن الطلبات الجديدة للحصول على إعانة البطالة الحكومية المعدلة في ضوء العوامل الموسمية ارتفعت إلى مليون و416 ألفاً في الأسبوع المنتهي في 18 يوليو من مليون و307 آلاف في الأسبوع السابق عليه.

وهذه هي أول زيادة أسبوعية في الطلبات منذ بلوغها ذروة تاريخية عند 6.867 ملايين في أواخر مارس عندما جرى إغلاق الأنشطة غير الضرورية مثل المطاعم وصالات الألعاب الرياضية لاحتواء انتشار فيروس «كورونا».

أوروبا وآسيا

كذلك تراجعت الأسهم الأوروبية للسبب ذاته، حيث هبط مؤشر ستوكس 600 بنسبة 1.5%، ويمضي على مسار تسجيل أكبر تراجع ليوم واحد في شهر، مما يدفعه لتكبد خسارة في الأسبوع الجاري. وقادت أسهم التكنولوجيا الخسائر عقب عمليات بيع شهدتها نظيراتها الأمريكية، بينما خسر قطاع المواد الأساسية الشديد التأثر بالصين 1.9%.

أما الأسهم الآسيوية فقد منيت بخسائر على خلفية تصاعد التوتر في العلاقات الصينية الأمريكية فيما أجج تقرير عن الوظائف الأميركية جاء أسوأ من التوقعات وتأخر محادثات بشأن إجراءات تحفيز في واشنطن، المخاوف إزاء انتعاش الاقتصاد.

وجاءت تلك الخسائر في نهاية أسبوع آخر صعب للأسواق التي أظهرت مؤشرات تذبذب بعد أشهر من التحسن منذ تدهورها في مارس.

وسجلت بورصتا شنغهاي وهونغ كونغ هبوطا في أسعار الأسهم، فيما تعرضت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم لانتكاسة جديدة. وتضاف هذه الانتكاسة إلى ملف يشمل قضايا هونغ كونغ وفيروس كورونا المستجد وهواوي، والتي أدت إلى تدهور العلاقات بين العملاقين ووصولها إلى درجة الأزمة.

وقال الخبير لدى مركز أكسي كورب للخدمات المالية ستيفن إينس إنه «على رغم توافق البيانات مع معايير الفصل، من الصعب للمستثمرين تجاهل الإحساس الدائم بالتناقض المتمثل في العدد الكلي للأشخاص الذين يطلبون إعانات».

وأضاف: «لكن ذلك يؤكد أيضاً ما اعتقدناه جميعاً وهو أن مزيداً من التشاؤم يلوح في الأفق، فيما إعادة فرض تدابير إغلاق في الولايات الأمريكية الأكثر اكتظاظاً تدحض الفرضية القائلة بأن الاقتصاد ينتعش بقوة».

وتراجعت بورصة هونغ كونغ 2.2% وخسرت شنغهاي 3.9%، فيما انخفضت بورصات سيدني وسنغافورة وجاكرتا وبانكوك بأكثر من 1%.

ارتفاع الين

وارتفع الين الياباني لأعلى مستوى في شهر، بينما توقفت مكاسب اليورو، إذ يترقب المتعاملون قراءات أولية لمؤشر مديري المشتريات لشهر يوليو في أنحاء اقتصادات متقدمة كبرى.

وحقق اليورو بالفعل سلسلة من المكاسب منذ بداية الشهر الجاري، إذ ارتفع 3.3% فوق مستوى 1.16 دولار، مع إقرار الاتحاد الأوروبي لصندوق تعاف حجمه 750 مليار يورو لاستعادة الثقة.

واستقر اليورو عند 1.1598 دولار، مع خسارة الدولار بعض جاذبيته كملاذ آمن، مما أفسح المجال للعملة اليابانية للارتفاع.

وصعد الين في أحدث تعاملات 0.6% إلى 106.25 وهو أعلى مستوياته منذ 23 يونيو.

ويبدو اليوان الصيني، وهو مقياس للتوتر بين الصين والولايات المتحدة، متجهاً صوب تسجيل أسوأ أداء في ثلاثة أشهر. وانخفض في أحدث تعاملات 0.2% إلى 7.0276 للدولار في الأسواق الخارجية.

كما تراجع الجنيه الاسترليني 0.2% مقابل الدولار واليورو إلى 1.2721 دولار و 91.19 بنساً على الترتيب.

Email