شهد الخام الأمريكي أمس، انهياراً دراماتيكياً لسعر البرميل، الذي سجل في ساعات معدودة تراجعاً لم يشهده من قبل، ليصل بعد جلسة تداول عاصفة إلى نحو 37 دولاراً تحت الصفر عند الإغلاق.

لكن على الرغم من ذلك، فإن هذا السعر لن يستمر كثيراً، حيث أوشكت مهلة عقود برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم مايو أمس، على الانقضاء، ما يعني أن على حامليها العثور على مشترين فعليين، وهو ما جعلهم يواصلون بيع مخزونات مايو بأي سعر، حيث ينتظر أن يبدأ غداً طرح عقود أسعار يونيو، والتي يتوقع أن تعيد السعر إلى مساره الصحيح بحدود 22 دولاراً للبرميل.

جاء هذا الانهيار في الأسعار جراء الانخفاض الحاد في الطلب العالمي على النفط بشكل عام، وعلى الخام الأمريكي على وجه الخصوص مع تفشي وباء «كورونا»، واقتراب تشبّع منشآت التخزين الأمريكية ووصولها إلى حد الامتلاء التام. أما برميل «برنت» فقد تأثر بمستوى أقل مع تدهور سعره بنسبة 6.7 % مسجلاً 26.2 دولاراً.

وتراجعت أسواق النفط في الأسابيع الأخيرة لأدنى مستوياتها على الإطلاق وسط عمليات الإغلاق ومنع السفر في العالم أجمع، والتي تؤثر بشدة على الطلب مع شلل الاقتصادات العالمية.

ورغم التوصل إلى اتفاق تاريخي بين دول «أوبك بلس» على خفض الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل يومياً لتحفيز الأسواق، إلا أن الأسعار واصلت انخفاضها الحاد، مع تقدير محللين أن الخفض غير كافٍ لتعويض التراجع القوي في الطلب الناجم عن الوباء.

ووفق مذكرة صادرة عن مصرف «أ أن زد»، بقيت أسعار النفط الخام تحت الضغط الشديد لأن توقعات انخفاض الطلب تلقي بثقلها على الجو العام. وأضافت المذكرة: رغم أن «أوبك» قبلت بخفض غير مسبوق للإنتاج، لا تزال سوق النفط غارقة بالطلب.

وأعرب المصرف عن خشيته من نفاد القدرة الاستيعابية في منشآت التخزين في الولايات المتحدة، وهو عامل أثر على وجه خاص على سعر البرميل الأمريكي.

ولفت مايكل ماكارثي، المسؤول عن الاستراتيجية في شركة «سي ام سي ماركت» إلى أن انخفاض سعر خام غرب تكساس الوسيط «ترجمة للفائض الكبير» في مخزونات الخام في منشأة كوشينغ في ولاية أوكلاهوما.

وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأسبوع الماضي أن مخزوناتها من الخام ارتفعت بـ 19.5 مليون برميل، ما يضفي المزيد من الصعوبات على سوق عالمي فائض.

ويشير سوكريت فيجاياكار، المحلل في مؤسسة «تريفيكتا كونسولتانتس»، إلى أن معامل التكرير الأمريكية غير قادرة على معالجة النفط الخام بالسرعة المطلوبة، ما يفسر تدني المشترين وامتلاء المخزونات. وأوضح أن هناك تدفقاً للتسليمات من الشرق الأوسط ولا يوجد من يشتريها لأن أسعار النقل باهظة.