شركات الطيران تستغيث مع توقع فقد 250 مليار دولار بسبب «كورونا»

بارقة أمل تنعش الأسواق العالمية.. وول ستريت تصعد وسط آمال تحفيز بتريليوني دولار

ت + ت - الحجم الطبيعي

سجلت أسواق المال في العالم اليوم تحسناً طفيفاً بفضل أنباء أفضل بشأن الوضع الصحي المرتبط بانتشار وباء كورونا المستجد، وسجلت الأسهم الأمريكية مكاسب قوية خلال التداولات اليوم ، وسط آمال بأن يتمكن الكونجرس من التوصل إلى اتفاق على حزمة تحفيز مالية بتريليوني دولار مما أشاع جواً من التفاؤل في الأسواق المنكوبة تحت وطأة عمليات بيع هي الأشد منذ الأزمة المالية العالمية، إلى جانب التفاؤل المسيطر على الأسواق منذ بداية اليوم بسبب التصريحات المتعلقة بمناقشة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لحزمة من التحفيز المالي مع الكونجرس الأمريكي. كما أكدت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب في خطاب لها على التفاؤل والتعاون المشترك مع الحكومة الأمريكية من أجل تخطي أزمة الكورونا.

وجاءت هذه المكاسب بعد مكاسب قوية في الأسواق الأوروبية والآسيوية.

وارتفع مؤشر «إس آند بي 500» بنسبة 5.6 %، كما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي القياسي بأكثر من 6%. كما سجل مؤشر ناسداك المجمع لأسهم التكنولوجيا ارتفاعاً.

وارتفعت أسهم مختلف القطاعات، وجاءت أسهم شركات الخدمات المالية والطاقة الأفضل أداء.

وصعدت الأسهم الأوروبية اليوم ، متعافية من خسائر أسبوع، إذ شجعت احتمالات حدوث استقرار نوعاً ما نتيجة إجراءات التحفيز الأخيرة على الشراء في الأسواق التي تقبع عند أدنى مستوياتها في سبع سنوات.

وقفز المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 8.4 % في أقوى جلسة له منذ أواخر 2008. ومازال المؤشر منخفضا 30 % تقريباً عن ذروة فبراير، وذلك بعد أن أثارت المخاوف حيال الصدمة الاقتصادية لفيروس كورونا حمى بيع في شتى القطاعات على مدى الأسابيع الأخيرة.

وساد الارتفاع جميع أسهم المؤشر تقريباً، في ظل معنويات إيجابية أيضاً بفعل قفزة في الأسهم على الجانب الآخر من الأطلسي. ومن المعتقد أن التقييمات المنخفضة تشجع بدرجة ما على اقتناص الصفقات.

وانخفض ما يعرف بمؤشر الخوف في أوروبا إلى 52.53، وهو أدنى مستوى في حوالي أسبوعين، بعد أن قفز لأعلى مستوياته في 12 عاماً في وقت سابق هذا الشهر.

وكان قطاعا الموارد الأساسية والنفط والغاز هما الأفضل أداء اليوم ، إذ زاد كل منهما بأكثر من 15 بالمئة. وتعافى كلا القطاعين من أدنى مستوياتهما في عدة سنوات.

ولم يأبه المستثمرون بأرقام جاءت أسوأ من المتوقع تظهر انهيار نشاط الأعمال في منطقة اليورو في مارس في ظل إغلاق المتاجر والمطاعم والمكاتب.

وصعدت الأسهم الإيطالية نحو تسعة بالمئة، في أفضل أيامها في قرابة عشر سنوات، إذ أظهرت أحدث الأرقام تباطؤاً في حالات الإصابة الجديدة بالفيروس المتسبب في مرض كوفيد-19، مما زاد الآمال في أن المرحلة الأشد وطأة من التفشي ربما بصدد الانقضاء.

وقفزت أسهم ألمانيا حوالي 11 %، بينما زاد مؤشر الأسهم القيادية البريطاني تسعة بالمئة. وشهدت كلتا البورصتين أفضل جلساتها منذ 2008.

وأعلن فرانكلين بيشار المدير العام لدى «كيبلينك فاينانس» أن «الأسواق الأوروبية تتحسن مرحبة ببرنامج شراء أسهم دون حدود الذي أعلنه الاحتياطي أمس للحد من آثار الأزمة الصحية على الاقتصاد».

وأعلن البنك المركزي الأميركي عن رزمة تدابير جديدة للحفاظ على أول اقتصاد عالمي من عواقب تفشي وباء كوفيد-19.

واستفاد قطاعا التأمين والمصارف من هذا الإعلان على غرار شركة التأمين الفرنسية سكور التي تحسن سهمها بـ16,77% إلى 22,53 يورو. وكذلك قطاع السيارات مع تحسن سهم رينو بـ9,58% إلى 16,75 يورو وفي فرانكفورت تحسن سهم دايملر بـ13و91% إلى 26,21 يورو.

 

البورصات الآسيوية

وكانت البورصات الآسيوية أغلقت اليوم على ارتفاع من 2 إلى أكثر من 4%، كما تحسنت البورصات الأوروبية الرئيسية و مؤشر«كوسبي» للأسهم القياسية لكوريا الجنوبية يصعد 8.6% اليوم.

وصعد المؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية أكثر من 7% أمس محققاً أكبر مكسب يومي فيما يزيد على أربعة أعوام بفضل آمال مشتريات ضخمة من بنك اليابان المركزي وصناديق معاشات التقاعد العامة.

وزاد نيكي 7.1 % مسجلاً أكبر ارتفاع يومي منذ فبراير 2016 ليغلق على 18092.35 نقطة وهو أعلى مستوى إغلاق في أسبوعين ونصف الأسبوع.

وقفز سهم مجموعة سوفت بنك 19 % لتستمر المكاسب التي بدأت في اليوم السابق بعد أن أعلنت مجموعة التكنولوجيا عن بيع أصول بقيمة 41 مليار دولار وعملية إعادة شراء أسهم قياسية لدعم سعر السهم المتهاوي.

وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 3.2 % إلى 1333.10 نقطة وارتفعت جميع مؤشرات القطاعات الفرعية وعددها 33 باستثناء أربع فقط.

وكانت شركات النفط والشركات التي لها صلة بقطاع أشباه الموصلات من بين أبرز الرابحين، وقفز سهم إنبكس كورب، أكبر شركة نفط وغاز في اليابان، 10.8 بالمئة وزاد سهم طوكيو إلكترون التي تورد معدات صناعة الرقائق 18 بالمئة.

كما ارتفعت أسعار النفط  اليوم وسجل برميل برنت مرجعية بحر الشمال تحسنا ب2,92% وبرميل خام غرب تكساس الوسيط ب2,44%.

وتراجع الدولار وتحسن سعر صرف اليورو بـ1,04% أمام العملة الأميركية.

وارتفع الذهب 5.76 % اليوم ليواصل مكاسبه من الجلسة السابقة التي بلغت نحو 4% عقب إجراءات غير مسبوقة لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لدعم الاقتصاد الذي يعاني جراء فيروس كورونا ليتوقف نزوح السيولة.

وارتفع الذهب في السوق الفورية 5.76% إلى 1657.9 دولار للأوقية (الأونصة). مسجلاً أكبر مكسب يومي بالنسبة المئوية منذ يونيو 2016.

وصعد الذهب في المعاملات الآجلة في الولايات المتحدة 1.9 % إلى 1596.70 دولاراً.

 

النقل الجوي

ناشدت شركات الطيران العالمية الحكومات أمس للتعجيل بصفقات إنقاذ لقطاع النقل الجوي، وذلك بعد أن تضاعفت تقديراتها لفاقد الإيرادات في 2020 بسبب أزمة فيروس كورونا إلى أكثر من 250 مليار دولار.

وقال ألكسندر دو جونياك رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) للصحفيين «نحتاج بوضوح تحركاً هائلاً على نحو سريع وملح للغاية».

توقف شركات الطيران في أنحاء العالم أغلب أساطيلها، إذ لا يمكن للطائرات التحليق بسبب قيود السفر، والتي يزيد من وطأتها تهاوي الطلب بسبب المخاوف من العدوى، فيما يقول كثير منها إنها بحاجة لدعم حكومي لمنع الانهيار.

ويتوقع القطاع الآن توقف حركة الطيران لشهور. وقالت رايان إير، أكبر شركة طيران أوروبية من حيث أعداد المسافرين، اليوم إنها لا تتوقع تشغيل رحلات في أبريل أو مايو.

ولن تنجو شركات كثيرة من ضربة بهذا العنف لمالياتها. وقال إياتا إنه دون دعم حكومي، يواجه ما يصل إلى نصف شركات الطيران إفلاساً محتملاً في الأسابيع المقبلة.

وقال دو جونياك «لدينا أزمة سيولة تأتي مسرعة - لم يعد في (دفاترنا) إيرادات لكن التكاليف مستمرة، لذا نحن بحاجة ماسة إلى بعض السيولة».

وأسهم شركات الطيران من أكبر ضحايا هبوط الأسواق المالية الناجم عن المخاوف من ركود عالمي، لكن روبرت ستالارد محلل فيرتيكال ريسيرش بارتنرز قال إن المدى الكامل لتأثير فيروس كورونا على قطاع الطيران قد يتجاوز أشد التوقعات قتامة حالياً.

وقال «نوصي بالتالي أن يواصل المستثمرون العزوف عن القطاع إلى أن نشهد استقراراً لشركات الطيران».

وقال برايان بيرس كبير اقتصاديي إياتا إن شركات الطيران الأوروبية هي الأشد عرضة للخطر مع انخفاض توقعات طاقة النقل الجوي في أوروبا بنسبة 90 % في الربع الثاني من 2020.

وتمسكت إياتا بدرجة كبيرة بتقديرات خرجت الأسبوع الماضي عن الحاجة إلى صفقات إنقاذ حكومية بقيمة 200 مليار دولار تقريباً، لكنها زادت تقديراتها لفاقد الإيرادات في 2020 لأكثر من مثليه إلى 250 مليار دولار، مقارنة بتوقعات عند 113 مليار دولار قبل أسبوعين ونصف فقط. وسيشكل ذلك انخفاضاً بنسبة 44 % مقارنة بدخل 2019.

 

Email