5 أيام غيّرت العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت الانخفاضات الحادة في مختلف أسواق الأسهم العالمية على مدى الأيام الخمسة الأخيرة من الأسبوع الماضي نتيجة انتشار فيروس «كورونا» المُستَجَد، وما تضمنته هذه الانخفاضات وما ترتب عليها من هبوط حاد في أسعار النفط، بمثابة منعطف خطير في حركة التجارة العالمية.

وبحسب تقرير تحليلي نشرته صحيفة «فاينينشيال تايمز» البريطانية، فإن هذه الأيام الخمسة غيّرت العالم، وشهدت تحول الأوضاع من مجرد هبوط في أسعار الأسهم إلى فوضى كاملة. وأكدت الصحيفة في تقريرها أن الأيام الخمسة ستبقى حية لأزمنة طويلة في الذاكرة الجمعية للتجار، والمتعاملين في بورصات الأسهم، والمستثمرين، وصانعي السياسات الاقتصادية في مختلف دول العالم ومؤسساته الاقتصادية الكبرى، حيث بدوا جميعاً خلال هذه الأيام متدافعين في هرولة يائسة لاستعادة الثقة المنهارة في الأسواق العالمية. وعلاوة على ذلك، فإن الأيام الخمسة جعلت هؤلاء الناس جميعاً في حالة فزع حقيقي مما قد يحدث لاحقاً.

وتقول كريستينا هوبر، كبيرة محللي الأسواق العالمية لدى شركة «إنفيسكو» الأمريكية لإدارة الاستثمارات: «لقد كان أسبوعاً تغيّر فيه العالم كثيراً». وأضافت بقولها: «بدا الأمر سريعاً وخاطفاً كما لو كان أحدهم أغلق مفتاح الإضاءة في الأسواق العالمية، كما كانت أزمة التراجع الحاد في أسعار الأسهم أشبه بتجميع على طريقة فن «الكولاج» لعناصر من أزمات عديدة مختلفة».

وتطرق التقرير إلى المبادرات التي أعلنت عنها البنوك المركزية في مختلف دول العالم للتيسير النقدي وتعزيز الإنفاق الحكومي، بُغيَة امتصاص التأثيرات الاقتصادية السلبية الناجمة عن هبوط الأسهم خلال الأيام الخمسة. وقال ماكس جوكمان، رئيس قسم توزيع الأصول لدى شركة «باسيفيك لايف» الأمريكية للتأمين: «بعد هذه المبادرات، صارت العودة إلى الأسواق مغرية».

وأضاف جوكمان بقوله: «عندما ينصرف المستثمرون عن سندات الخزانة الأمريكية كما حدث خلال الأسبوع الماضي، تبدو الأسواق قريبة من نقطة الاستسلام الكامل، لذا كان لا بد من تدخل المصارف المركزية وصانعي السياسات».

وأكد التقرير أنه على الرغم من التقاط الأسواق العالمية لأنفاسها أول من أمس «الجمعة» من خلال مكاسب أعادت لها بعضاً من كبريائها التي انهارت على مدى الأيام الخمسة، فإن الاضطرابات التي طالت الأسواق تركت فيها جروحاً لن تندمل بسهولة، وتركت تأثيرات سلبية ستستمر طويلاً شملت التباطؤ في تدفق الاستثمارات الأجنبية، وإغلاق العديد من الصناديق الاستثمارية، وتأجيل أو إلغاء خطط الاستثمار لدى كبريات الشركات العالمية.
 

 

Email