ترامب يوجه نيران الحرب التجارية نحو أوروبا.. والاتحاد يؤكد: «مستعدون للرد»

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من رقعة الحرب التجارية التي أشعلها بداية مع الصين، ثم عدد من الدول الأخرى، مثل اليابان والهند، حيث وجه آخر رسومه إلى حلفائه في أوروبا وفرض تعرفة إضافية بقيمة 7.5 مليارات دولار على مجموعة من البضائع المصدرة من الاتحاد الأوروبي، تشمل الطائرات والأجبان، في خطوة من شأنها تصعيد التوتر التجاري عبر الأطلسي. وقد دخلت هذه التعرفات حيز التنفيذ بعد منتصف ليل الخميس الماضي، بعد 4 أيام من إعطاء منظمة التجارة العالمية الضوء الأخضر النهائي لواشنطن لفرض عقوبات على الاتحاد الأوروبي رداً على الإعانات الممنوحة لمجموعة صناعة الطائرات الأوروبية «إيرباص».

تأتي الحملة الجديدة التي يشنها ترامب في الوقت الذي تخوض فيه واشنطن حرباً تجارية مع الصين، الأمر الذي يهدد بزعزعة استقرار الاقتصاد العالمي. وهاجم ترامب الأوروبيين الذين اتهمهم بأنهم يتصرفون بشكل غير عادل من خلال إقامة حواجز هائلة أمام الواردات الأمريكية إلى الاتحاد الأوروبي، لكنه لم يغلق مع ذلك الباب أمام التوصل إلى اتفاق بين الطرفين من شأنه وضع حد للنزاع.

وتقع في مرمى نيران الأمريكيين طائرات إيرباص المصنّعة في مصانع المجموعة في المملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا وألمانيا، والتي سترتفع الآن كلفتها 10% لدى تصديرها إلى الولايات المتحدة. ومن واشنطن، حيث يشارك في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي، أصدر وزير المالية الفرنسي برونو لومير تحذيراً إلى إدارة ترامب قبل بدء سريان التعرفات الجديدة من أن «هذه القرارات ستكون لها عواقب سلبية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، وقال:»الاتحاد الأوروبي مستعد للرد«. ومن المقرر عقد لقاء بين لومير وروبرت لايتهايزر، الممثل التجاري الأمريكي وكبير مفاوضي للولايات المتحدة في واشنطن.

ولطالما دعا الأوروبيون إلى التفاوض بدلاً من الانجرار إلى حرب تجارية، خصوصاً وأنهم على الأرجح سيحصلون على إذن من منظمة التجارة العالمية العام المقبل لفرض عقوبات جمركية على الولايات المتحدة لمعاقبتها بسبب دعمها شركة(بوينغ).

وأكثر ما يخشونه أن يواصل ترامب اندفاعه ويفرض رسوماً جمركية أعلى منتصف نوفمبر على السيارات الأوروبية، الأمر الذي سيؤثر بشكل خاص على صناعة السيارات الألمانية التي تعاني بالفعل حتى وإن كانت فولكسفاغن أو بي إم دبليو تصنع سياراتها أيضاً في الولايات المتحدة.

ويشكو ترامب من الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في بيع منتجاتها ولا سيما السيارات في أوروبا، بينما يمكن للأوروبيين بيع منتجاتهم بسهولة في الولايات المتحدة. وليس النزاع بين مجموعتي الطائرات إيرباص وبوينغ سوى واحدة من العديد من المشكلات التي غذت التوترات عبر الأطلسي وتصاعدت بسرعة مع تولي دونالد ترامب منصبه في بداية 2017.

Email