بلبلة عرض تاريخية بتجاهل الأسواق تطمينات المنتجين وكفاية المخزونات

النفط يقفز 20% مسجلاً أكبر ارتفاع في 30 عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

قفزت أسعار النفط العالمية بنسبة قياسية أمس، في بداية أسبوع التعاملات، هي الأكبر منذ ثلاثين عاماً، وصلت خلال التداولات إلى 20 %، على خلفية الهجوم الإرهابي على منشآت أرامكو في السعودية، الذي تسبب إلى تقليص إنتاج المملكة بنحو 5.7 ملايين برميل يومياً، تعادل نصف إنتاجها اليومي، وسط أوسع بلبلة عرض تاريخية، رغم تطمينات المنتجين، ومخاوف من تصعيد عسكري مجدداً بين الولايات المتحدة وإيران، التي اتهمتها واشنطن بالوقوف وراء الهجوم.

وقفزت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت في الدقائق الأولى للتعاملات، ما يصل إلى 19.5 % إلى 71.95 دولاراً للبرميل، مسجلاً أكبر مكسب خلال التعاملات اليومية منذ 14 يناير 1991. 65.77 دولاراً للبرميل بزيادة 5.55 دولارات أو 8.4 %، وقفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، بما يصل إلى 15.5 % إلى 63.34 دولاراً للبرميل، وهو أكبر مكسب بالنسبة المئوية خلال يوم، منذ 22 يونيو 1998.

قبل أن تتراجع، الارتفاعات لتحوم حول 16% للخامين حيث لامس برنت 68 دولاراً والخام الأمريكي 62 دولاراً، بعد أن سمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام المخزون الاستراتيجي لبلاده، لضمان استقرار الإمدادات، وتطمينات سعودية بأنها استعادت ثلث قدرتها الإنتاجية المفقودة بسبب الهجمات. وإعلان منتجين آخرين منتجون حول العالم، وجود مخزونات كافية من النفط لتعويض النقص، والتأكيد على قدرة الأسواق على التعامل مع نقص الإمدادات.

وقالت شركة أرامكو، إن الهجمات خفضت إنتاج النفط بنحو 5.7 ملايين برميل يومياً. ولم تقدم الشركة إطاراً زمنياً لاستئناف الإنتاج بالكامل. وقال مصدر مطلع، إن العودة إلى الطاقة الإنتاجـــية الكاملة قد تستغرق أسابيع.

استعادة ثلث المفقود

وقالت مصادر بصناعة النفط، إن السعودية استعادت أمس ضخ ثلث الإنتاج الذي عطلته هجمات السبت على الأقل. وأفادت نشرة (إينرجي إنتليجنس) نقلاً عن مصادر نفطية، بأن أرامكو «استعادت ما يصل إلى 40 %» من الإنتاج المفقود، أي حوالي 2,3 مليون برميل يومياً. وقال التلفزيون السعودي أمس إن أرامكو مستعدة لإعادة تشغيل منشآت خريص التي تعالج 1,5 مليون برميل في اليوم.

وتضخ السعودية، أكبر منتجي أوبك، 9,9 ملايين برميل يومياً، أو ما يقرب من 10 % من الطلب العالمي، منها 7 ملايين برميل يومياً للتصدير. كما تتمتع المملكة طاقة إنتاجية غير مستخدمة تبلغ نحو مليوني برميل يومياً، يمكنها الاستعانة بها في أوقات الأزمات.

تداعيات

وتسببت الهجمات بواسطة طائرات مسيّرة السبت بانفجارات، أدت إلى اندلاع النيران في منشأتي بقيق، أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط، وخريص المجاورة، التي تضم حقلاً نفطياً شاسعاً شرقي السعودية، ما أدى إلى توقف نصف إنتاج النفط السعودي.

ووعدت السعودية باستخدام احتياطاتها الهائلة لامتصاص الصدمة والبالغة 73.1 مليون برميل وفق التقديرات، فيما أجاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استخدام الاحتياطي الأمريكي الاستراتيجي للهدف نفسه. وكتب ترامب في تغريدة أن هناك «الكثير من النفط».

وأكدت وكالة الطاقة الدولية أمس، أنه «الوقت الحاضر، الأسواق ممونة بشكل جيد مع العديد من الاحتياطات التجارية». وقالت المحللة لدى مجموعة «لندن كابيتال غروب» إيبك أوزكارديسكايا «إنها أكبر بلبلة لعرض النفط في التاريخ».

استمرار التصدير

وقال مصدر بصناعة النفط لرويترز، إن صادرات السعودية من النفط ستستمر كالمعتاد هذا الأسبوع، إذ تستخدم المملكة المخزونات من منشآتها الكبرى. وقال مصدر بقطاع النفط مطلع على التطورات، إن صادرات السعودية من النفط ستستمر كالمعتاد هذا الأسبوع، إذ تستخدم المملكة المخزونات من منشآتها الكبرى، في الوقت الذي تعمل فيه على إصلاح أضرار الهجوم. وقال مصدران إن شركة أرامكو أخطرت بعض العملاء، بأنه تم استئناف تحميل السفن. وأضاف المصدران استناداً إلى إخطار، أن الشركة قالت إن عمليات التحميل جارية.

وقالت ثلاثة مصادر من شركات تكرير آسيوية كبرى، بينهم أحد المصدرين اللذين اطلعا على إخطار التحميل، إن تحميل ناقلاتهم النفطية يمضي بشكل طبيعي. وقال وزير الطاقة الأمريكي، ريك بيري، أمس، إن سوق النفط متينة، وإن استجابتها للهجوم على قطاع النفط السعودي ستكون إيجابية.

وأضاف في كلمة أمام المؤتمر العام السنوي للدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية «رغم جهود إيران الخبيثة، واثقون بشدة من متانة السوق، وفي أن استجابتها ستكون إيجابية». وعاد بير للقول في تصريحات تلفزيونية، إنه من «من السابق لأوانه قليلاً»، القول إن كانت الولايات المتحدة ينبغي أن تسحب من احتياطياتها.

ارتفاع التأمين

ارتفعت تكلفة تأمين الانكشاف على الديون السيادية السعودية لأعلى مستوى في أسبوعين أمس. وقالت آي. إتش. إس ماركت إن تكلفة التأمين على الديون السعودية لأجل خمس سنوات قفزت خمس نقاط أساس مقارنة مع إغلاق الجمعة الماضي إلى 65 نقطة أساس.

 

 

 

Email