الأسواق العالمية تتفاءل بمحادثات تجارية مرتقبة

حصلت الأسواق العالمية على جرعة زائدة من التفاؤل في أعقاب إعلان وزارة التجارة الصينية أن المفاوضين الصينيين والأمريكيين سيعقدون بواشنطن في أوائل أكتوبر المقبل جولة جديدة من المفاوضات، على الرغم من تبادل فرض الرسوم الجمركية.

وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان مقتضب: إنّ كبير المفاوضين الصينيين ليو هي التقى، أمس، كلاً من ممثّل التجارة الأمريكية روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيف منوشين. وجاءت هذه المحادثات بعد خمسة أيام على بدء تطبيق رسوم جمركية متبادلة بين البلدين.

وستطبق الولايات المتحدة بحلول منتصف ديسمبر المقبل رسوماً جمركية عقابية على كل السلع الصينية المستوردة تقريباً، وردت الصين بزيادة الرسوم التجارية المفروضة على بضائع أمريكية بقيمة 75 مليار دولار، ففي وول ستريت، ارتفع مؤشر داوجونز 443 نقطة تعادل 1.67% إلى 26798 نقطة، وصعد مؤشر ستاندرد آند بورز 44 نقطة بنسبة 1.50% إلى 2982 نقطة، وزاد مؤشر ناسداك 145 نقطة تعادل 1.75% إلى 8124 نقطة.

صعود أوروبي

وواصلت الأسهم الأوروبية ارتفاعها، حيث زاد مؤشر ستوكس 600 بنسبة 0.63% ليلامس أعلى مستوياته منذ أول أغسطس، وقفز مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 1.16% ليبلغ أعلى مستوى في أكثر من شهر، متفوقاً على بقية البورصات الرئيسية في أوروبا، بدعم من ارتفاع أسهم سافران لصناعة المحركات بنسبة 6% بعد أن زادت الشركة توقعاتها لأرباح العام بالكامل، لكن ما أثر سلباً على المعنويات صدور بيانات تظهر أن الطلبيات الصناعية الألمانية انخفضت أكثر من المتوقع في يوليو بفعل ضعف الطلب من الخارج، وهو ما يشير إلى استمرار الصعوبات التي يواجهها المصنعون في أكبر اقتصاد أوروبي. وارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.99%

ارتفاع ياباني

وأغلقت الأسهم اليابانية على أكبر ارتفاع في أكثر من شهر مع ترحيب المستثمرين بإعلان استئناف محادثات التجارة، وأغلق مؤشر نيكاي مرتفعاً 2.12% إلى 21085.94 وهو أعلى مستوى منذ الثاني من أغسطس. ولامس المؤشر القياسي خلال الجلسة مستوى 21164.61 نقطة وهو أيضاً الأعلى منذ الثاني من أغسطس، وصعد 207 أسهم على مؤشر نيكي، مقابل تراجع 18 سهماً. وأقبل المستثمرون على شراء أسهم القطاعات المرتبطة بالدورة الاقتصادية، وارتفع مؤشرا قطاعي الآلات الدقيقة والنقل البحري ليتصدرا قائمة المؤشرات الفرعية الأفضل أداء على المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً وذلك بنسبة 3.73% و3.72% على التوالي.

وصعد مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.84% إلى 1534.46 نقطة، وارتفع سهم نيسان موتور 2% بالرغم من تقارير إعلامية نقلت عن رئيسها التنفيذي إقراره بالحصول على أموال مرتبطة بالأسهم على نحو غير ملائم، في أحدث قضية تتعلق بسوء السلوك المالي بين المسؤولين التنفيذيين في ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان.

انخفاض الذهب

وانخفضت أسعار الذهب مع تعزز شهية المستثمرين للمخاطرة بعد نبأ المحادثات، حيث تراجع في المعاملات الفورية 0.5% إلى 1545 دولاراً للأوقية (الأونصة) متجهاً لإنهاء موجة مكاسب استمرت ثلاث جلسات على التوالي. وكانت الأسعار قد لامست 1557 دولاراً يوم الأربعاء، وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2013.

ونزل الذهب في العقود الأمريكية الآجلة 0.4% إلى 1553.80 دولاراً للأوقية، وقفز الذهب نحو 23% هذا العام بعدما فجرت حرب التجارة مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وما شجع أيضاً على الإقبال على المخاطرة سحب مشروع قانون تسليم المطلوبين، الذي أثار احتجاجات معظمها عنيفة على مدى شهور في هونج كونج، وكذلك انحسار الضبابية المرتبطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، نزلت الفضة في المعاملات الفورية 1% إلى 19.39 دولاراً للأوقية، لكنها قريبة من أعلى مستوى في ثلاث سنوات البالغ 19.64 دولاراً، الذي لامسته في الجلسة السابقة. وتراجع البلاتين 0.4% إلى 981 دولاراً للأوقية، بعدما لامس 997.16 دولاراً في وقت سابق من الجلسة، وهو أعلى مستوى منذ فبراير 2018.

عملات

وعززت العملات عالية المخاطر من قيمتها، حيث ارتفع اليوان الصيني والدولار الأسترالي بعد نبأ المحادثات التجارية، لكن المستثمرين باعوا الين الذي يُعتبر ملاذاً آمناً رغم أن أي خفض للتصعيد في الحرب التجارية سيدعم شركات التصدير اليابانية.

وتمسك الجنيه الاسترليني بمكاسبه التي حققها بعد أن صوت البرلمان البريطاني بالموافقة على الحيلولة دون انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي دون اتفاق ومنع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من الدعوة لانتخابات مبكرة، وهو ما كان من شأنه منحه السلطة للإبقاء على خطر الخروج دون اتفاق.

واستقر الاسترليني عند نحو 1.2241 دولار واليورو عند 1.1027 دولار، ليتمسكا بمعظم المكاسب التي حققاها. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات قليلاً من أدنى مستوى في أسبوع إلى 98.482.

وقفز الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي واليوان الصيني والوون الكوري الجنوبي مقابل الدولار، بينما تراجع الين نحو 0.4% إلى 106.75 ينات للدولار وهو أضعف مستوياته في أكثر من ثلاثة أسابيع.

ولامس الدولار الأسترالي أعلى مستوى في شهر عند 0.6825 دولار أمريكي، والذي يُنظر إليه كمستوى مقاومة فنية، بينما بلغ الدولار النيوزيلندي ذروته في أسبوع عند 0.6377 دولار أمريكي. وتفوق الوون المُنكشف على التجارة على معظم العملات الآسيوية، ليرتفع نحو 0.5% إلى 1198 للدولار.

وقفز الدولار الكندي بقوة إلى 1.3344 للدولار الأمريكي بعد أن أبقى بنك كندا المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير وبدت نبرته أقل ميلاً للتيسير النقدي مما توقعته السوق.

تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز