مخاوف الركود العالمي تضغط على أوروبا واليابان

أسواق أمريكا تصعد بدعم بيانات قوية لمبيعات التجزئة

مستثمرو وول ستريت في حالة ارتياح مؤقت بعد تحسّن أداء المؤشرات | أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ارتفعت الأسواق الأمريكية أمس مدعومة بارتفاع مبيعات التجزئة في يوليو والذي بدد بعضاً من مخاوف المستثمرين من حدوث ركود في أكبر اقتصاد بالعالم، لكن ظل القلق من زيادة حدة النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. أما في أوروبا واليابان فقد سجلت مؤشرات الأسهم هبوطاً بضغط مخاوف الركود العالمي. ففي وول ستريت، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 34 نقطة أو 0.14% إلى 25514 نقطة. وصعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 5 نقاط أو 0.20% إلى 2846 نقطة. وربح مؤشر ناسداك المجمع 16 نقطة أو 0.21% إلى 7790 نقطة.

ضربات متتالية

وكانت الأسهم الأمريكية قد تلقت ضربات متتالية مؤخراً، حيث تراجع مؤشر داو جونز بمقدار 800 نقطة في أسوأ تراجع له على مدار العام، ورابع أكبر هبوط منذ آخر تراجع له منذ شهرين، وذلك بفعل المخاوف من الركود الاقتصادي والسلوك الصيني في الحرب التجارية الأمريكية الصينية، وفق ما جاء في تحليل عن شبكة «سي إن بي سي».

ولم تكن مخاوف الركود وحدها وراء هذا التراجع، بل أن ما أعلنته الصين من أنها سوف تتخذ الإجراءات الضرورية المضادة على ما قررته الولايات المتحدة من فرض رسوم جمركية على سلع أمريكية بقيمة 300 مليار دولار، كان له نصيب أيضاً من المساهمة في تراجع الأسهم، بل وتراجعت عائدات أذون الخزانة الأمريكية أيضاً إلى أقل من 2% لأول مرة منذ 30 عاماً.

سندات الخزانة

كما تراجعت عائدات سندات الخزانة في اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ وسنغافورة بشكل ملحوظ جراء هذه التطورات. وفي أوقات الأزمات يتجه المستثمرون عادة إلى الأصول التي تستطيع الحفاظ على القيمة أو زيادتها، مثل الذهب والين الياباني والسندات الحكومية أو سندات الخزانة. ويعتقد المستثمرون بأن هذه الأصول سوف تحميهم من التعرض للخسائر في حال الهبوط الشديد في أسوق الأسهم. وتأتي تلك الانخفاضات في الأسهم وعائدات الخزانة الأمريكية والآسيوية في الوقت الذي يخشى فيه المتعاملون في الأسواق من عواقب الحرب التجارية الأمريكية الصينية، والتوترات السياسية، وعدم وضوح الأمر بخصوص خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ويراقب المستثمرون مبيعات التجزئة الأمريكية خلال شهر يوليو، والمتوقع أن توضح الأرقام التي تعلن بهذا الشأن مدى قوة أكبر اقتصاد في العالم، وهو الاقتصاد الأمريكي. كما ينتظر المستثمرون أيضاً بيانات عن معدل البطالة والإنتاج الصناعي ومخزونات الشركات من السلع باعتبارها مؤشرات على الوضع الاقتصادي الأمريكي.

هبوط أوروبي

وتراجعت الأسهم الأوروبية بعد عمليات بيع كثيفة غذتها المخاوف بشأن الركود العالمي، لكن المستثمرين يأملون في تدخل البنوك المركزية لتيسير السياسية النقدية وتهدئة الأسواق. وتراجع مؤشر فايننشال تايمز 80 نقطة تعادل 1.1% إلى 7066 نقطة، وانخفض مؤشر داكس 110 نقاط بنسبة 1% مسجلاً 11382 نقطة، ونزل مؤشر كاك 21 نقطة تعادل 0.41% مسجلاً 5229 نقطة.

تراجع ياباني

كذلك بلغ مؤشر نيكي الياباني أدنى مستوى في 9 أيام أمس للسبب ذاته، وأغلق المؤشر منخفضاً 1.21% إلى 20405 نقاط. وخلال الجلسة، لامس المؤشر مستوى 20184 نقطة، وهو أدنى مستوياته منذ السادس من أغسطس.

وتراجعت أسهم شركات التصدير اليابانية مع ارتفاع الين الذي يعتبر ملاذاً آمناً مقابل الدولار بسبب عزوف واسع النطاق عن المخاطرة. وتراجع سهم تويوتا موتور 0.9%، وهبط سهم هوندا موتور 1.4%، ونزل سهم باناسونيك 2.6% وانخفض سهم بريدجستون 1.1%.

عملات رئيسية

وتمسك الين بمكاسبه مقابل عملات رئيسية، ولم يسجل الدولار تغيراً يذكر عند 105.90 ين في المعاملات الآسيوية، وارتفع الين 0.8% مقابل العملة الأمريكية مسجلاً أكبر مكسب يومي في أسبوعين. وسجل مؤشر الدولار، الذي يتتبع أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، 97.914 بعد أن ربح 0.2% يوم الأربعاء.

تماسك الذهب

وتراجعت أسعار الذهب مع بيع المستثمرين المعدن الأصفر لجني الأرباح، بعد أن ارتفع نحو 1% في الجلسة السابقة، بفضل عمليات شراء لأصول الملاذ الآمن. ونزل الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 1512.45 دولاراً للأوقية (الأونصة). وتراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.3% إلى 1523 دولاراً.

 

إعانة بطالة

زاد عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات للحصول على إعانة البطالة الأسبوع الماضي أكثر من المتوقع، لكن اتجاه الطلبات ما زال يشير إلى قوة سوق العمل. وقالت وزارة العمل الأمريكية: إن الطلبات الجديدة للحصول على إعانة البطالة الحكومية زادت تسعة آلاف طلب إلى مستوى مُعدل في ضوء العوامل الموسمية بلغ 220 ألف طلب للأسبوع المنتهي في العاشر من أغسطس. وجرى تعديل بيانات الأسبوع السابق لتظهر زيادة عدد الطلبات ألفي طلب عن المعلن من قبل.

Email