تراجع جماعي في «وول ستريت» وأوروبا والصين واليابان

مخاوف حرب الرسوم «تربك» الأسهم العالمية

الانفعال يبدو على وجه متعامل في بورصة «وول ستريت» | أ ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيطرت حالة من الارتباك على مؤشرات الأسهم العالمية أمس في ظل تجدد المخاوف من عدم كبح جماح حرب الرسوم التجارية المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين والتي تهدد النمو والتجارة العالمية وبيانات ونتائج مخيبة.

وتراجعت الأسهم الأمريكية مستهل التعاملات، للمرة الأولى في 5 جلسات مع تواصل الإغلاق الحكومي للمنشآت وهبطت أسهم أوروبا بضغط نتائج ضعيفة وعدم الوضوح بشأن محادثات التجارة.

كما تراجعت البورصة اليابانية وهبط مؤشر نيكاي منهياً مكاسب 3 أيام مع عمليات بيع لجني الأرباح مع صعود الين كما تراجعت الأسهم الصينية بعد بيانات التضخم.

وتراجعت الأسهم الأمريكية في بورصة «وول ستريت» مستهل التعاملات بعد صعودها على مدى أربعة أيام، بفعل خيبة الأمل من تفاصيل محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين وتقارير من شركات التجزئة عن موسم العطلات.

وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 68.01 نقطة أو 0.28% إلى 23811.11 نقطة ونزل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 11.45 نقطة أو 0.44% إلى 2573.51 نقطة وهبط مؤشر ناسداك 48.43 نقطة أو 0.70% إلى 6908.65 نقاط.

وأعلنت وزارة العمل الأمريكية انخفاض طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة بمقدار 17 ألف طلب إلى 216 ألفاً في الأسبوع الماضي.

وتراجعت الأسهم الأوروبية في الوقت الذي تبدد فيه التفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد الإعلان عن تفاصيل محدودة فحسب بشأن التقدم المحرز وسلسلة من تقارير الأرباح الضعيفة، التي أثرت سلباً على قطاعي التجزئة والسيارات.

خسائر داكس

وهبط المؤشر داكس الألماني الشديد التأثر بالتجارة 0.8% في حين خسر المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.7% ونزل المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.5%.

وأنهت الانخفاضات ارتفاعاً للأسهم الأوروبية استمر يومين دفعها لأعلى مستوى في 3 أسابيع.

وتصدرت أوسرام الألمانية للإضاءة قائمة الأسهم الهابطة على المؤشر ستوكس، لينخفض سهم الشركة 7.2% بعد أن حذر الرئيس التنفيذي من ضعف في الربع الأخير من العام الماضي فاق التوقعات في ظل تباطؤ الطلب بشدة على السيارات.

وأثر أحدث مؤشر على ضعف قطاع السيارات سلبا على فوريسيا وفاليو لصناعة مكونات السيارات لتخسر أسهم الشركتين 4.7% و3.4% على الترتيب ويهبط سهم كونتيننتال للإطارات 2.9% وهبط سهم فيات كرايسلر الإيطالية لأسباب أخرى.

وقالت مصادر إن الشركة ستدفع أكثر من 700 مليون دولار لتسوية دعاوى قضائية من وزارة العدل الأمريكية بشأن مزاعم استخدامها برامج غير مشروعة للسماح لسيارات تعمل بالديزل بنفث انبعاثات ضارة تفوق المعدل المسموح به.

وتصدر قطاع السيارات القطاعات الأسوأ أداء حيث انخفض مؤشره 1.6%.

ثقة المستهلكين

وفي بريطانيا، هيمنت على السوق إشعارات من شركات تجزئة من بينها ماركس آند سبنسر وتيسكو وبي آند ام وهالفوردز، حيث قدم العديد من الشركات مؤشرات جديدة على موسم عيد ميلاد معبأ بالتحديات بسبب ضعف ثقة المستهلكين.

وهوى سهم هالفوردز لبيع مكونات السيارات والدراجات 23.2 في المئة ليتذيل المؤشر فايننشال تايمز 250 بعد تحذير بشأن الأرباح، لكن سهم تيسكو أبلى بلاء حسناً بصعوده 2.3% متصدراً المؤشر فايننشال تايمز 100 بعد أن فاقت مبيعات الشركة في عيد الميلاد مبيعات منافسيها لتزيد أسهمها 2.2%.

وأغلق مؤشر نيكاي الياباني على انخفاض في الوقت الذي حفزت فيه المكاسب، التي سجلها الين للمستثمرين على البيع لجني الأرباح بعد ارتفاع قوي.

وبعد أن صعد 4.37% في الأيام الثلاثة السابقة، انخفض نيكاي 1.3% ليغلق المؤشر القياسي عند 20163.80 نقطة.

ويقول المحللون: إن المؤشر تعافى من المستوى المنخفض البالغ 18948.58 نقطة الذي سجله في 26 ديسمبر وهو الأدنى منذ أبريل 2017 لكن صعوده ظل محدوداً.

وقال هيرويوكي أوينو، الخبير لدى سوميتومو ميتسوي تراست لإدارة الأصول «أوضاع السوق لم تتغير على صعيد العوامل الأساسية منذ ذلك الحين والمستثمرون ما زالوا قلقين في ظل المخاوف العالمية».

قطاعات فرعية

وتراجع 26 قطاعاً فرعياً من بين 33 على المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بسبب جني الأرباح. وهبطت أسهم الشركات الكبيرة، مع انخفاض سهم فانوك كورب 2.4 % وتراجع سهم مجموعة سوفت بنك 3.2% في حين هوى سهم كاو كورب 4.1%.

وانخفضت أسهم شركات التصدير، ليتراجع سهم سوني كورب 3.7% وينخفض سهم تي.دي.كيه كورب 2.5% ويخسر سهم دايكن اندستريز 1.98%.

وهبط مؤشر توبكس 0.9% إلى 1522.01 نقطة.

بيانات التضخم

وتراجعت مؤشرات الأسهم الصينية في ختام التداولات أمس تأثراً ببيانات التضخم التي جاءت مخيبة للآمال، فيما تجاهلت الأسواق التقدم الذي أحرزته المفاوضات التجارية الصينية الأمريكية.

وانخفض مؤشر «شانغهاي» المركب بنحو 0.36% ليصل إلى 2535 نقطة، كما تراجع مؤشر «شينتشن» المركب بواقع 0.26% إلى 1303 نقاط.

وأظهرت بيانات تباطؤ نمو أسعار المستهلكين والمنتجين الشهر الماضي، ما زاد من التحدي الذي تواجهه بكين في تعزيز الطلب المتراجع في ظل تباطؤ الاقتصاد.

وسجلت أسعار المستهلكين في ديسمبر الماضي أبطأ وتيرة نمو في 6 أشهر، إذ ارتفعت 1.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما تراجع معدل نمو أسعار المنتجين في الصين إلى 0.9% مسجلاً أقل معدل له في عامين.

ارتفاع هامشي

عاود الدولار الأمريكي الارتفاع هامشياً خلال تداولات أمس متعافياً من التراجع أول من أمس عقب صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وصعد مؤشر الدولار - الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام 6 عملات- طفيفة 0.1% إلى 94.877 خلال التعاملات بعدما أودت النبرة الحذرة التي ظهرت في محضر اجتماع الفيدرالي إلى انخفاض الدولار بالقرب من أدنى مستوياته في 3 أشهر عند 94.63. وأظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر أن العديد من واضعي السياسة يؤيدون بقاء أسعار الفائدة ثابتة هذا العام، ما يزيد من التوقعات بأنه لن يكون هناك ارتفاع كبير في 2019.

Email