كبار المنتجين يستعدون لتعويض خفض إمدادات نفط إيران

أميركا متفائلة بمستقبل النفط خلال السنوات المقبلة - أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستعد الولايات المتحدة بالتنسيق مع كبار المنتجين لتعويض التخفيض المنتظر بعد بدء سريان العقوبات الأميركية على إيران. وقال وزير الطاقة الأميركي ريك بيري في هذا الصدد، إن السعودية والولايات المتحدة وروسيا بمقدورهم زيادة الإنتاج العالمي من النفط في الأشهر الثمانية عشرة المقبلة لتعويض انخفاض إمدادات الخام من إيران وغيرها. جاءت تصريحات بيري خلال زيارة إلى موسكو حالياً لإجراء محادثات مع نظيره الروسي ألكسندر نوفاك.

وتسببت العقوبات الأميركية على صادرات إيران النفطية، التي تدخل حيز التنفيذ في نوفمبر، بالفعل في خفض الإمدادات إلى أدنى مستوى في عامين، بينما قد يدفع انخفاض إنتاج فنزويلا والتوقف المفاجئ في أماكن أخرى، أسعار الخام للارتفاع، ما يضر بالمستهلكين.

لكن بيري قال في مقابلة مع «رويترز» إنه يشعر بالارتياح إزاء آفاق إنتاج النفط العالمي وأسعار الخام. وأضاف: «لا أتوقع ارتفاعات كبيرة.. هناك دائماً احتمال وقوع أمور مفاجئة».

ويعبر بعض المحللين عن قلقهم بشأن قدرة السعودية على المدى الطويل على زيادة الإنتاج بشكل كبير، لكن بيري قال إن هناك عدداً من الأمور التي تحدث في المملكة تمنحني دوماً شعوراً إيجابياً للغاية بشأن قدرتهم على الحفاظ على مستواهم وحتى زيادة مستوى إنتاج الخام.

وبشأن الإنتاج الأميركي، الذي سجل نمواً بالفعل على مدى السنوات القليلة الماضية، قال بيري: «انظر بعناية إلى 18 شهراً، وأعتقد أنك سترى زيادة أكبر بكثير في الولايات المتحدة بسبب طاقة خطوط الأنابيب التي يجري بناؤها».

وقال بيري إنه في غضون ذلك فإن روسيا تعمل بجد لتوصيل الإنتاج إلى السوق العالمية.

وسجلت صادرات إيران من النفط الخام والمكثفات تراجعاً في أغسطس الماضي دون 70 مليون برميل للمرة الأولى منذ أبريل 2017، وذلك قبيل بدء سريان جولة ثانية من العقوبات الاقتصادية الأميركية في الرابع من نوفمبر. وطلبت واشنطن من مشتري النفط الإيراني خفض وارداتهم منه إلى الصفر اعتباراً من نوفمبر.

وأظهرت بيانات مبدئية لتدفقات التجارة أن إجمالي حجم النفط الخام والمكثفات، وهى خام خفيف جداً ينتج من حقول الغاز الطبيعي، المحمل في إيران، هذا الشهر يقدر بنحو 64 مليون برميل، أو ما يعادل 2.06 مليون برميل يومياً مقارنة مع 92.8 مليون برميل، أو 3.09 ملايين برميل يومياً في أبريل. وخفضت شركة النفط الوطنية الإيرانية أسعار البيع لخاماتها للحفاظ على اهتمام المشترين مع هبوط صادرات أغسطس، وحددت سعر البيع الرسمي للخام الإيراني الثقيل للتحميل في سبتمبر بأكبر خصم منذ 2004.

وأظهرت البيانات أنه من المنتظر انخفاض الشحنات المتجهة إلى الصين، أكبر مشترٍ للنفط الإيراني، إلى 18.4 مليون برميل في أغسطس، من 24 مليون برميل في يوليو، حينما سجلت أكبر حجم شهرى لها منذ بداية العام.

وتحولت الصين لاستخدام ناقلات إيرانية في نقل الخام الإيراني المتجه إليها منذ يوليو، للالتفاف على العقوبات ومواصلة استيراد النفط الإيراني حتى أكتوبر على الأقل.

وانسحبت شركات أوروبية، مثل توتال الفرنسية، من إيران خشية الوقوع تحت طائلة العقوبات الأميركية، على الرغم من أن الرئيس الإيراني حثّ بقية الموقعين على اتفاقية 2015 النووية على إنقاذها. وانسحبت الولايات المتحدة من تلك الاتفاقية في مايو، وأعادت فرض العقوبات التي بدأ سريان المجموعة الأولى منها في السابع من أغسطس.

Email