الإمارات: تذبذب الأسعار لا يخدم المنتجين والمستهلكين

«أوبك» وشركاؤها يقرّون زيادة إنتاج النفط

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتفقت أوبك مع روسيا ومنتجي نفط من خارج أوبك على زيادة الإنتاج بداية من يوليو وتعهدت السعودية بزيادة «محسوبة» في الإمدادات من دون أن تتحدث عن أرقام محددة.

وأعلنت منظمة البلدان المصدرة للبترول قرارها الخاص أول من أمس لكنها لم تذكر أهدافاً واضحة لمستويات الإنتاج.

ووافق المنتجون المستقلون على المشاركة في الاتفاق، لكن بياناً صدر بعد مباحثاتهم مع المنظمة التي تتخذ من فيينا مقراً لم يذكر أرقاماً محددة.

وأكد معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة رئيس الدورة الحالية لمؤتمر منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» أن التغير والتذبذب في أسعار النفط لا يخدم المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

وحثت الولايات المتحدة والصين والهند منتجي النفط على زيادة المعروض للحيلولة دون نقص نفطي قد يقوض نمو الاقتصاد العالمي.

وأكدت أوبك والمنتجون المستقلون في بيانهم أنهم سيزيدون المعروض عن طريق العودة إلى التزام بنسبة 100% بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها سلفاً بعد شهور من تخفيض الإنتاج.

وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن أوبك والمنتجين المستقلين مجتمعين سيضخون نحو مليون برميل إضافي يومياً في الأشهر المقبلة، بما يعادل 1% من الإمدادات العالمية.

وأشار إلى أن المملكة أكبر مصدر للخام في العالم ستزيد الإنتاج بمئات الآلاف من البراميل على أن تتحدد الأرقام الدقيقة في وقت لاحق.

وأردف قائلاً «لقد حشدنا بالفعل طاقات أرامكو قبل أن نأتي إلى فيينا مستبقين هذا الاجتماع».

وأضاف الفالح أن أوبك دعت روسيا للانضمام إلى المنظمة بصفة مراقب. وأبلغ الفالح مؤتمرا صحفيا، قائلا: «دعونا روسيا للانضمام كمراقب... نعتقد أنهم يدرسون الأمر» وقال «أستطيع أن أؤكد لكم أن جميع أعضاء أوبك سيرحبون بروسيا»

وقال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك إن بلاده ليس لديها خطط للانضمام إلى أوبك كعضو مكتمل العضوية، وذكر أن إنتاج روسيا النفطي من المتوقع أن يبلغ نحو 550 مليون طن هذا العام مقابل 547 ألفا العام الماضي.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن بلاده ستضخ كمية إضافية حجمها 200 ألف برميل يومياً في النصف الثاني من العام الجاري.

ورداً على سؤال حول مدى تأثر قرار زيادة الإمدادات بضغوط ترامب، قال نوفاك «إن تغريدات ترامب لا تحركنا، ولكننا نحدد تحركاتنا بناء على تحليل عميق للسوق».

موازنة العرض والطلب

وقال المزروعي - لدى ترؤسه وفد الدولة المشارك في الاجتماع التاسع للجنة الوزارية المشتركة بشأن مراقبة اتفاق خفض الإنتاج لوزراء من أوبك وخارجها الذي عقد بمبنى المنظمة في فيينا -: هدفنا كمنظمة هو توازن السوق من خلال موازنة العرض والطلب.

وأوضح أن دولة الإمارات واصلت التزامها باتفاق خفض الإنتاج حيث بلغت نسبة الخفض في شهر مايو الماضي ما يقارب 109 % في حين بلغت نسبة التزام دول منظمة أوبك والدول غير الأعضاء ما يقارب 147 % للشهر نفسه.

وناقشت اللجنة الوزارية المشتركة عدداً من السيناريوهات المقترحة لزيادة الإنتاج من أجل سد أي نقص متوقع في الإمدادات المترتبة على الزيادة في الطلب مما قد يساعد على معالجة أي قلق صادر من كبار المستهلكين.

وتهدف اللجنة إلى العمل بطريقة تكاملية مع الدول الأعضاء في أوبك وخارجها باعتبارهم شركاء في التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي العالمي.

تقديرات الزيادة

وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه إن الزيادة الفعلية قد تصل إلى 500 ألف برميل يومياً لأنه لن يكون بإمكان السعودية ضخ المزيد من الخام نيابة عن فنزويلا التي انهار إنتاجها في الأشهر الأخيرة.

وأبلغ زنغنه أرجوس ميديا قائلاً «كل دولة أنتجت أقل من حصتها تستطيع إنتاج المزيد. ومن لا يستطيعون، فلن يفعلوا... يعني هذا أن السعودية تستطيع زيادة إنتاجها بأقل من 100 ألف برميل يومياً».

لكن الفالح قال إن إعادة تخصيص الحصص بالنسبة والتناسب لا يجب أن تكون صارمة، وهو ما يعني أن السعودية كانت تريد أن تسد العجز الذي خلفه آخرون.

وقال الفالح «بعض الدول لن تكون قادرة على الإنتاج، ومن ثم سيفعل ذلك الآخرون. وهذا يعني ضمنا أنه ستكون هناك إعادة تخصيص بشكل غير مباشر».

وأضاف أن أوبك قد تعقد اجتماعات غير عادية قبل مباحثاتها الرسمية التالية التي ستعقد في الثالث من ديسمبر أو تعدل التسليمات في سبتمبر عندما تجتمع لجنة المراقبة إذا انخفض المعروض النفطي العالمي أكثر بسبب العقوبات على إيران.

وتشارك أوبك وحلفاؤها منذ العام الماضي في اتفاق لخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يومياً. ساعد الإجراء في إعادة التوازن إلى السوق في الثمانية عشر شهراً الأخيرة ورفع النفط إلى حوالي 75 دولاراً للبرميل من 27 دولاراً في 2016.

لكن تعطيلات غير متوقعة في فنزويلا وليبيا وأنجولا وصلت عملياً بتخفيضات المعروض إلى حوالي 2.8 مليون برميل يومياً في الأشهر الأخيرة.

وحذر الفالح من أن العالم قد يواجه نقصاً في المعروض يصل إلى 1.8 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من 2018.

ولا تشارك الولايات المتحدة، التي تنافس على صدارة منتجي النفط في العالم، في اتفاق المعروض.

اتفاق مبدئي

وصرح وزير النفط الانغولي ديامنتينو ازيفيدو في أعقاب الاجتماع الذي شاركت فيه الدول ال14 الأعضاء في أوبك وعشر دول أخرى غير أعضاء «نحن متفقون على المبدأ» وذلك غداة قرار في هذا الصدد صدر عن المنظمة.

وفي إشارة إلى شكوك المستثمرين أنهى النفط أسبوعه على ارتفاع حيث أنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت جلسة التداول مرتفعة 2.50 دولار، أو 3.4 %، لتبلغ عند التسوية 75.55 دولاراً للبرميل بدعم من إعلان أوبك.

وقفزت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 3.04 دولارات، أو 4.6 %، لتسجل عند التسوية 68.58 دولاراً للبرميل، بعد هبوط كبير في إمدادات النفط إلى مركز التخزين في كاشينج بولاية أوكلاهوما.

وأنهى برنت الأسبوع مرتفعا 2.7 % في حين صعد الخام الأميركي 5.5 %.

تهدئة المخاوف

وذكر المحللون لدى «ساكسو بنك» إن «السعودية أرادت تهدئة المخاوف خصوصا لدى الدول الناشئة من ارتفاع الأسعار». إلا أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه أول من أمس بين الدول الأعضاء في المنظمة والدول غير الأعضاء والتي أبرمت اتفاقاً في اواخر 2016 يحدد سقفاً للإنتاج، اعتبره العديد من المحللين «غامضاً» وهناك تباين في التقديرات لعدد براميل النفط التي ستصل إلى الأسواق فعلياً.

وعملياً قررت الدول ال14 الأعضاء في المنظمة في أعقاب مفاوضات شاقة الإبقاء على هدف الحد من إنتاج المجموعة لكن مع الغاء أهداف الدول.

وتقول الرياض إن الدول القادرة على زيادة الإنتاج يمكنها التعويض عن الصعوبات التي تواجهها دول أعضاء أخرى في بلوغ حصصها على غرار فنزويلا.

وساهم التزام أوبك وشركائها منذ مطلع 2017 بالحد من استخراج النفط في ارتفاع جديد للأسعار إلى اكثر من الضعف في غضون عامين. لكن ارتفاع أسعار المحروقات يثير قلق الاقتصادات الكبرى وانتقد ترامب أوبك في الأسابيع الأخيرة متهماً إياها بعدم التحرك.

وكتب ترامب في تغريدة في الوقت الذي أعلنت فيه المنظمة قرارها «آمل أن تزيد أوبك من إنتاج النفط بشكل ملحوظ اذ علينا الإبقاء على الأسعار متدنية».

واذا كانت الأسعار ازدادت فجأة على المدى القصير فبعض المراقبين يبدون موقفاً متأنياً.

تهدئة الأسعار

قال محللون لدى «وود ماكينزي»: إن «العرض من أوبك سيلبي الزيادة التقليدية في الطلب في الربع الثالث» والتي تتزامن مع بدء إجازات الصيف، ويتوقعون بالتالي أن تظل الأسعار مستقرة. وقالوا إن الاتفاق يمكن أن يلطف الأسعار وهو ما سترحب به دول أوروبا أو شمال أميركا حيث يؤثر ذلك على الاستهلاك.

وكتب ترامب في تغريدة في الوقت الذي أعلنت فيه المنظمة قرارها «آمل أن تزيد أوبك من إنتاج النفط بشكل ملحوظ اذ علينا الإبقاء على الأسعار متدنية».

السعودية تضيف مئات آلاف البراميل إلى السوق بدءاً من يوليو

قال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، في أعقاب انتهاء اجتماع منظمة أوبك ومنتجين مستقلين بقيادة روسيا، إن شركة أرامكو السعودية ستزيد طاقة الإنتاج، مشيراً إلى أن السعودية ستضيف مئات آلاف البراميل إلى السوق بدءاً من يوليو.

وأوضح وزير الطاقة السعودي أن زيادة الإنتاج ستكون محسوبة، وأن زيادات المعروض النفطي التناسبية لن تكون بالغة الصرامة، مضيفاً أن الدول لن تواجه سقفاً مشددة للوصول إلى زيادة الإنتاج بمليون برميل يومياً.

وأكد الفالح أن المنتجين يرون طلباً أعلى على النفط خلال شهر يوليو المقبل، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار النفط أكثر سيكون مبعث قلق، بحسب ما نقلته «رويترز».

وعند سؤاله عن العقوبات التي من المقرر أن تفرض مجدداً على إيران، قال الفالح: «لدينا خيارات لمراجعة المعروض في سبتمبر».

وكانت دول منظمة «أوبك» وشركاؤها غير الأعضاء أقروا، أمس، مبدأ زيادة إنتاج النفط الخام لتلبية الطلب المتزايد في الأسواق، بحسب ما أعلنه وزير النفط الأنغولي في أعقاب اجتماع فيينا، وذلك غداة قرار في هذا الصدد ينص على رفع الإنتاج بنحو مليون برميل يومياً بدءاً من يوليو، صدر عن المنظمة.

ونقلت وكالة «رويترز» عن وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي، قوله إن أحجام زيادة إنتاج النفط لكل من أعضاء «أوبك» والدول غير الأعضاء لم تتحدد بعد، فيما توقعت سلطنة عمان زيادة إنتاج النفط بما بين 600 و700 ألف برميل يومياً على مدى الأشهر الستة المقبلة، من قبل دول «أوبك» وغير الأعضاء فيها.

Email