الرسوم الأميركية على واردات الصلب والألومنيوم تعصف بالأسواق العالمية

ترامب يضع العالم على حافة حرب تجارية

تخوف المستثمرين في الاسواق المالية من ردود الفعل العالمية | اب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسبب إعلان الرئيس دونالد ترامب الأميركي عن فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الصلب والألومنيوم بداية من الأسبوع المقبل، غضباً لدى شركاء أميركا التجاريين وهزة في الأسواق العالمية، وهبطت الأسهم الأميركية بشكل حاد في بداية جلسة التعاملات أمس، مع قلق المستثمرين من أن الرئيس دونالد ترامب أطلق حرباً تجارية عالمية بوعده فرض تعرفات جمركية على واردات الصلب والألمنيوم.

وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 278.93 نقطة، أو 1.13% إلى 24330.05 نقطة، بينما انخفض المؤشر ستاندرد آند بورز500 الأوسع نطاقاً 21.96 نقطة، أو 0.82 بالمئة إلى 2655.71 نقطة.

وتراجع المؤشر ناسداك المجمع 78.61 نقطة، أو 1.09%، إلى 7101.95 نقطة.

وهبطت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوياتها في ستة أشهر أمس، حيث تراجع مؤشر «داكس» الرئيسي للأسهم الألمانية بنسبة 2.27 % في حين تراجع مؤشر «كاك 40» للأسهم الفرنسية بنسبة 2.39 % وتراجع مؤشر «إف.تي.إس.إي» للأسهم البريطانية بنسبة 1.47 % كما تراجع مؤشر «إس.إم.آي» للأسهم السويسرية بنسبة 1.86 % في نهاية التعاملات.

وهبط المؤشر نيكاي الياباني إلى أدنى مستوى في أسبوعين ونصف الأسبوع، أمس، مع تضرر أسهم شركات صناعة الصلب والسيارات.

كما تضررت معنويات المستثمرين بعد تصريحات لمحافظ بنك اليابان المركزي هاروهيكو كورودا، قال فيها إن البنك سيدرس إنهاء سياسة التيسير النقدي إذا تحقق معدل التضخم المستهدف خلال السنة المالية 2019.

وأغلق نيكي منخفضاً 2.5% إلى 21181.64 نقطة، وهو أدنى مستوى إغلاق منذ 14 فبراير.

وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.8% إلى 1708.34 نقطة مع هبوط جميع قطاعاته الفرعية البالغ عددها 33 قطاعاً.

رسوم جمركية 25 %

وكان ترامب أعلن أول من أمس خططاً لفرض رسوم جمركية بنسبة 25%على جميع واردات الصلب و 10% على أصناف كثيرة من واردات الألومنيوم اعتباراً من الأسبوع المقبل في محاولة لحماية الصناعة في الولايات المتحدة، وقُوبل إعلان ترامب بإدانة فورية من الاتحاد الأوروبي، بينما هددت كندا المجاورة بفرض رسوم جمركية خاصة بها.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر أمس: «عندما تخسر دولة (أميركا) الكثير من مليارات الدولارات على التجارة مع كل دولة تتاجر معها فعلياً، فإن حروب التجارة جيدة ويسهل الفوز بها».

وأضاف: «على سبيل المثال عندما تقل تجارتنا 100 مليار دولار مع دولة ما ويتحاذقون، فلا تتاجر مجدداً. إذن نكسب كثيراً. إنها سهلة!».

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، إنه يعتزم فرض «رسوم جمركية على أساس المعاملة بالمثل» على الواردات القادمة من كل الشركاء التجاريين من أجل خفض العجز التجاري الأميركي.

وقال ترامب غداة إعلان عزمه فرض رسوم مرتفعة على واردات الفولاذ والألومنيوم، هددت الدول المعنية بالرد عليها، «عندما يفرض بلد على واردات منتجاتنا رسوماً، لنقل 50%.

وتكون الرسوم التي نفرضها نحن صفراً على المنتج نفسه الداخل إلى بلدنا، فهذا ليس عادلاً ولا ذكياً». وأضاف «سنبدأ قريباً فرض رسوم على أساس المعاملة بالمثل وسنفرض الأمر نفسه مثلما يفرضون علينا. لا خيار مع عجز تجاري من 800 مليار دولار».

وبعد إثارة غضب شركاء أميركا التجاريين بتصريحاته حول الفولاذ والألومنيوم، يهدد اتخاذ خطوة إضافية بفرض رسوم على أساس المعاملة بالمثل على كل السلع والدول، بالقضاء تماماً على أسس نظام التجارة العالمي.

ويقول اقتصاديون إن مثل هذه الخطوات تضر بالعمال الأميركيين والقطاع الصناعي ولا سيما بقطاعي السيارات والدفاع العملاقين.

وقد يتسبب ارتفاع سعر الواردات في زيادة التضخم والحد من النمو.

عندما فرض الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش رسوماً من 30% على الفولاذ في 2002، بينت دراسة أن ذلك تسبب بخسارة 200 ألف وظيفة أميركية. وألغيت هذه الرسوم بعد 18 شهراً عندما خسرت الولايات المتحدة دعوى أمام منظمة التجارة العالمية.

قلق أميركي

وتوالت الانتقادات من العالم وحتى من داخل الولايات المتحدة الأميركية إذ أعرب رئيس مجلس النواب الأميركي بول رايان عن أمله بأن يتدبر الرئيس دونالد ترامب «العواقب غير المقصودة» لقراره فرض تعرفات جمركية على واردات الصلب والألمنيوم، وقال المتحدث باسم رايان إن رئيس مجلس النواب يريد من قرينه الجمهوري أن يدرس مقاربات أخرى قبل اتخاذ إجراءات.

وقال دود أندرس المتحدث باسم رايان في بيان إن رئيس مجلس النواب «يأمل بأن يتدبر الرئيس العواقب غير المقصودة لهذه الفكرة وأن يدرس مقاربات أخرى قبل السير قدماً».

غضب ألماني

وانتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إعلان ترامب، وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أمس، في برلين: «الحكومة الألمانية ترفض مثل هذه الجمارك»، مضيفاً أن مشكلة إفراط الإنتاج في هذه القطاعات على مستوى العالم لن تُحل بهذه الطريقة.

وذكر زايبرت أن الحكومة الألمانية تدعم المفوضية الأوروبية التي أعلنت عن عزمها اتخاذ إجراءات رداً على ذلك، وأضاف زايبرت أن خوض «حرب تجارية» لا يمكن أن «يكون في مصلحة أحد مطلقاً».

أمر غير مفهوم

وأعربت وزيرة الاقتصاد الألمانية بريجيته تسيبريس عن عدم تفهمها لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض قيود جمركية على واردات الصلب والألومنيوم.

وقالت تسيبريس أمس، في برلين: «إمكانية إضرار واردات الصلب الأوروبية أو حتى الألمانية بالأمن القومي للولايات المتحدة أمر غير مفهوم مطلقاً، شخص يتحدث كثيراً عن التجارة العادلة، مثل الرئيس ترامب، لا ينبغي له اتخاذ إجراءات غير عادلة».

وذكرت تسيبريس أن الفرض الشامل للجمارك على هذه الواردات سيتسبب في «اضطرابات في التجارة الدولية»، وقالت: «إذا نفذ ترامب ما أعلنه، فسيتعين على أوروبا الرد».

كما طالب وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل برد حاسم من جانب الاتحاد الأوروبي على القيود الجمركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على واردات الصلب والألومنيوم.

وقال جابريل في تصريحات لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية وصحيفة «فيلت» الألمانية الصادرة أمس : «لا ينبغي أن يكون هناك شك في ذلك في واشنطن».

وذكر جابريل أن الشركات الألمانية والأوروبية لا تمارس سياسات إغراق.

وذكر جابريل أنه يتابع هذا التطور بـ«قلق بالغ»، وقال: «مثل هذه الضربة الأميركية الموجهة لكل أنحاء العالم ستضر بصادراتنا وفرص العمل بأقصى درجة»، موضحاً أن الخطر يهدد الآن آلاف من فرص العمل في أوروبا، مضيفاً أن تبرير الولايات المتحدة لقرارها بمصالح الأمن القومي «أمر غير مفهوم على الإطلاق خاصة تجاه شركاء الاتحاد الأوروبي والناتو».

كما أعربت أوساط اقتصادية ألمانية عن قلقها إزاء عواقب القيود الجمركية الجديدة للولايات المتحدة على التجارة العالمية.

وقال المدير التنفيذي لغرفة التجارة والصناعة الألمانية مارتن فانسليبن، أمس، في برلين إن هناك خطراً من أن تتبع دول أخرى نفس النهج وأن يضر ذلك بنظام التجارة العالمية بأكمله.

وأضاف فانسليبن: «من الواضح بالطبع أن الجمارك ستصعب الدخول إلى سوق الولايات المتحدة وستؤدي في النهاية إلى ارتفاع الأسعار لدى المستهلك الأميركي، الاقتصاد الألماني المدوّل للغاية معتمد على الأسواق المفتوحة وعلى نظام فعال للتجارة الدولية».

عواقب وخيمة

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية في بكين: «إذا حذت جميع الدول حذو الولايات المتحدة، فإن هذا سيترتب عليه عواقب وخيمة على التجارة الدولية دون شك».

ولم تعلن الصين، التي يمثل نصيبها نحو 2% من واردات الصلب الأميركية، عن أي إجراءات لمواجهة هذه الخطوة، ودعت الولايات المتحدة إلى ضبط النفس في استخدام إجراءات الحمائية التجارية والالتزام بقواعد التجارة الدولية.

وأضافت المتحدثة أنه يتعين على الولايات المتحدة التركيز على تقديم «إسهامات إيجابية» للتجارة العالمية.

وحذرت مجموعة تويوتا لصناعة السيارات، أمس، من «الأثر السلبي» للضرائب الباهظة التي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها على واردات الفولاذ والألومنيوم، مؤكدة أن هذه الرسوم ستؤدي إلى زيادة كبيرة في أسعار السيارات في السوق الأميركية. وقالت تويوتا في بيان إن «أكثر من 90% من الفولاذ والألومنيوم اللذين نشتريهما (للسوق الأميركية) يأتي من الولايات المتحدة نفسها».

الذهب يرتفع

ارتفعت أسعار الذهب قليلاً أمس، مع تراجع الدولار بفعل مخاوف بشأن حرب تجارية وشيكة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 1316.84 دولاراً للأوقية (الأونصة) لكنه يتجه إلى ثاني هبوط أسبوعي على التوالي بعدما تراجع 0.9% إلى الآن.

وهبطت الأسعار إلى أدنى مستوى منذ الثاني من يناير عند 1302.61 دولار للأوقية في الجلسة السابقة تحت ضغط من توقعات بالمزيد من الزيادة في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة مما هو متوقع هذا العام.

وارتفع الذهب في العقود الأميركية الآجلة بنحو 1% إلى 1317.7 دولاراً للأوقية أمس. ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة 0.3% إلى 16.41 دولاراً للأوقية بعد أن لامست أدنى مستوياتها في أكثر من شهرين عند 16.16 دولاراً للأوقية في الجلسة السابقة. لندن ــ رويترز

النفط يتخلى عن مكاسبه الأسبوعية

هبطت أسعار الخام الأميركي، أمس، في استمرار للخسائر لليوم الرابع، مع تواصل هبوط أسواق الأسهم الآسيوية بعد أنباء عن نية الولايات المتحدة فرض رسوم على واردات الصلب والألومنيوم، أثارت مخاوف من حرب تجارية.

وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت سنتين إلى 63.81 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 0740 بتوقيت غرينتش بعد أن ظل خلال معظم الجلسة مرتفعاً قليلاً. وجرت تسوية العقد على انخفاض بلغ 1.4% أول من أمس مسجلاً أدنى مستوى في أسبوعين. ويتجه برنت إلى هبوط أسبوعي نسبته 5.2%. طوكيو ــ رويترز

* رئيس أميركا يريد معاملة الشركاء التجاريين بالمثل

* رئيس النواب الأميركي يأمل بتدبّر «العواقب غير المقصودة»

* أنغيلا ميركل: الحكومة الألمانية ترفض مثل هذه الجمارك

* تويوتا: الضرائب الأميركية ترفع أسعار السيارات

Email