أداء الأسواق الناشئة أبرز مخاوف العام

التفاؤل يطغى على المشهد الاقتصادي في 2014

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع بداية هذا العام أظهر المحللون والمستثمرون مخاوفهم بشأن أداء الأسواق الناشئة. فقد انخفضت قيمة البيزو الأرجنتيني بأكثر من 20٪، لكن العملات الأخرى في البلدان النامية تراجعت بحدة أيضاً.

كما هبطت الأسهم في هذه البلدان، وبلغ الانخفاض في العديد من الأسواق 10٪ أو أكثر، بينما انخفضت الأسهم في الدول المتقدمة بحدود 5٪ فقط، لكنها هبطت ضعفي ذلك في اليابان.

ويقول بايرون وين نائب رئيس شركة «بلاك ستون للخدمات الاستشارية»: «خشيتُ في بداية السنة من حدوث موجة بيع وعندما سُئلت لماذا، ترددت في تقديم إجابة ذات مصداقية.

كنت أعتقد أن هناك شعوراً كبيراً بالتفاؤل، فقد تمكن الجميع من جني الأموال من سوق الأسهم عام 2013، على الرغم من أن عدداً قليلاً فقط من الشركات حققت أداء من مستوى ستاندرد آند بورز 500. وكانت نظرة الناس لعام 2014 إيجابية بشكل عام على خلفية من الرضى.

لكن في ظل مثل هذه الظروف، لا بد أن يحدث شيء يزعزع الثقة». وأضاف: ما زلت أنظر بإيجابية إلى أسواق الأسهم وأتوقع نمو الاقتصاد في الولايات المتحدة بأكثر من معدل النمو الحقيقي المسجّل عام 2013 والبالغ 1.9٪. لكن ما يقلقني عموماً هو طبيعة الاستجابات المتعلقة بالسياسات المالية التي أراها في أنحاء العالم.

تحفيز

في اليابان، انتهى الانكماش الاقتصادي وأخذ الاقتصاد ينمو، لكن تبين أن التخلص من العوائق التنظيمية وتحقيق النمو المستدام أصبح أكثر صعوبة. وفي الوقت ذاته يتزايد عدد المسنين، وتصل أعداد القوى العاملة المحلية إلى ذروتها والسوق ما تزال بحاجة إلى المزيد. ويمكن مواجهة ذلك بتطبيق سياسة أكثر انفتاحاً تجاه المهاجرين، لكن البلاد ليست لديها الرغبة في ذلك.

وعند نقطةٍ ما، سيكون من الضروري تقليص برامج التحفيز والسؤال هو: هل ولّد الاقتصاد في ذلك الوقت ما يكفي من الزخم الطبيعي لمواصلة النمو؟ إن المخاوف من ذلك قد تكون عاملاً أساسياً يقف خلف موجات البيع الأخيرة.

خطة

وفي الصين، طرحت الدورة الثالثة لمؤتمر الحزب في نوفمبر خطة قدمها القادة الجدد زي ولي، لمكافحة الفساد وإعادة التوازن إلى الاقتصاد. وكان النمو يسير بمعدل حقيقي يتجاوز 7% لكن ذلك كان إلى حدٍّ كبير نتيجة القروض الائتمانية السخية من قبل النظام المصرفي ونظام الظل المصرفي. واتفق العديد من الأعضاء في الطرفين (إلى جانب الجمهور العام) على ضرورة إحداث تغييرات.

وإذا لم يتمكنوا من عمل ذلك فلن يتم على الأرجح اتخاذ إجراءات تصحيحية لمواصلة النمو الاقتصادي على المدى الطويل. وليس هناك جديدٌ في ذلك، لكن هذه المسائل تغيب عن إدراك المستثمرين طالما كان الأداء الاقتصادي وأداء السوق على ما يرام.

تاريخ

وقد أقلق هبوط المؤشرات في يناير بعض المستثمرين الذين يدرسون تاريخ السوق. ومنذ عام 1950 (وفقاً لمعلومات مؤسسة Strategas Research)، كان هناك 24 حالة مشابهة لهبوط يناير.

كان العائد من السنة بكاملها في تلك الأعوام سلبياً بنسبة 4٪ وبمتوسط سلبي حسابي قدره 4.8٪، لكن السوق حققت عائداً إيجابياً بنسبة 46٪ في تلك الحالات، لذا فإنني لا أتراجع عن نظرتي الإيجابية للسنة. وكما هو الحال غالباً، فإن المعلومات الأساسية تراجعت نوعاً ما جنباً إلى جنب مع السوق.

الأحوال الجوية

ويُنحى باللائمة في الكثير من ذلك على الأحوال الجوية السيئة. لقد هبطت مبيعات التجزئة بنسبة 0.4% في يناير، وهو الأعلى خلال عشرة أشهر.

وأدت موجة البرد إلى إحجام المتسوقين عن شراء أي شيء باستثناء التجهيزات الخاصة بالطقس البارد. وكانت مبيعات السيارات والأجهزة هي الأكثر تضرراً. وأدّت المبيعات الاستهلاكية الضعيفة ببعض الاقتصاديين لمراجعة توقعاتهم للنمو الحقيقي في الربع الأول ليصبح 2٪ أو أقل.

ربما كانوا على صواب، لكنني ما زلت أتوقع أن يستأنف الاقتصاد نشاطه في وقتٍ لاحق من العام، بحيث يحقق نمواً سنوياً بمعدل 3٪ أو أكثر. ومما أسهم في النظرة القائلة بأن الاقتصاد يتراجع هو الهبوط الحاد في مؤشر معهد إدارة الإمدادات (ISM) الصناعي في يناير، والذي هبط من 55 إلى 51 مقترباً من مستوى (50) الذي يشير إلى توقف القطاع الصناعي عن التوسع.

ربما تسببت الأحوال الجوية في شيءٍ من ذلك أيضاً، لكن أعتقد أننا سنشهد بيانات أقوى في وقت لاحق من العام.

وتكشف دراسة أجرتها مؤسسة Bianco Research أن الارتباط بين مؤشر معهد إدارة الإمدادات (ISM) الصناعي والناتج المحلي الإجمالي هبط بشدة في هذه الدورة. وسجّل مؤشر ISM للشركات غير الصناعية 54 نقطة في يناير، وهو نموٌ طفيف، لكن يبقى قطاع الخدمات أهم بكثير من أجل النمو العام.

الوظائف

يقع اللوم على الأحوال الجوية في تقرير الرواتب الضعيف في يناير، لكن دراسة قامت بها Bianco Research ذكرت أن 262000 شخص فقط تركوا عملهم بسبب سوء الأحوال الجوية في يناير، أي أقل بكثير من متوسط ترك العمل بسبب الأحوال الجوية في يناير لعدة سنوات والبالغ 415000.

وتدعم الزيادة في الوظائف في مجال الإنشاءات أيضاً النظرة القائلة بأن دور الأحوال الجوية كان محدوداً في تقرير التوظيف مما يفترض به عموماً. والمشكلة الكبرى في موضوع البطالة هي مشاركة العاملين بوظائف ذات دوام جزئي في وقت يرغبون فيه أن تكون بدوام كامل.

وانخفضت تلك النسبة من أكثر من 17٪ من القوى العاملة إلى 13٪، لكنها ما تزال أعلى من أفضل معدل وصلت إليه في العام 2003 وهي 10٪. كما أن تعويضات البطالة كانت أعلى أيضاً، لكن بيانات إنتاج السيارات والإنتاج الصناعي إيجابية بشكل عام.

 

تقارير إيجابية

 

التقارير الاقتصادية الأخيرة الصادرة من الصين إيجابية، وهو ما يفيد جميع الدول التي لديها أعمال هناك. وقد يشجع ذلك القيادة الصينية على تنفيذ برنامجٍ لإعادة التوازن ووضع مثالٍ يحتذى من قبل الآخرين.

وحيث إن الجميع متشككون تجاه الأسواق الناشئة حالياً، فقد يكون الآن هو الوقت المناسب لتفحّص بعض تلك الأسواق بعمق أكبر. كما أن أوروبا حققت أيضاً وبشكل مفاجئ نمواً في الربع الرابع، وأعتقد أنه توجد بعض الفرص الطيّبة هناك.

Email