قلق من وفرة المعروض وتراجع الطلب

ارتفاع أسعار النفط يتجاوز التوقعات منذ بداية العام

ت + ت - الحجم الطبيعي

ارتفعت أسعار النفط أكثر من المتوقع منذ بداية العام مع التركيز على بواعث القلق من وفرة المعروض في المستقبل وتراجع الطلب. وجاءت توقعات أسعار العقود الآجلة لخام برنت المستخرج من بحر الشمال في عام 2014 أقل ما يتراوح بين ثلاثة أو أربعة بالمئة عن المتوسط المتحرك للأسعار الفعلية في 12 شهرا خلال الأشهر الثمانية عشر الأخيرة كما تقل عن سعر الخام في السوق الفورية بنحو أربعة دولارات للبرميل.

ومنذ أن جمعت تقديرات هذا العام للمرة الأولى في نهاية عام 2012 توقع استطلاع رويترز الشهري أن يتراوح متوسط سعر برنت في عام 2014 بين 103.50 و109 دولارات. وفي أحدث استطلاع توقع المحللون أن يبلغ متوسط السعر هذا العام 105 دولارات للبرميل.

ارتفاع

أظهر مسح لرويترز أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من النفط ارتفع في فبراير من أدنى مستوياته في عامين ونصف الذي سجله في ديسمبر بفعل زيادة الشحنات القادمة من العراق وأنجولا وتزايد الصادرات الإيرانية.

وأشار المسح الذي يستند إلى بيانات ملاحية ومعلومات من مصادر في شركات النفط وأوبك وشركات استشارية إلى أن متوسط إنتاج المنظمة بلغ 29.96 مليون برميل يوميا ارتفاعا من 29.79 مليون برميل يوميا بعد التعديل في يناير.

ويعكس المسح إمكانية تعافي إمدادات أوبك في عام 2014 إذا استمرت زيادة إنتاج العراق وإيران وهو ما قد يضغط على أسعار النفط ما لم يستمر تعطل الإنتاج في ليبيا أو تخفض السعودية إنتاجها.

 وقال كارستن فريتش المحلل لدى كومرتس بنك في فرانكفورت "إذا كان إنتاج أوبك يرتفع فذلك لن يؤدي إلا إلى زيادة وفرة المعروض الحالي." وتوقع فريتش أن يتراجع خام برنت إلى منتصف نطاق تداوله البالغ 100-110 دولارات للبرميل خلال الأسابيع القليلة المقبلة بسبب وفرة المعروض.

وفي فبراير فاق تأثير زيادة الصادرات العراقية والأنجولية والارتفاع الطفيف في الشحنات الإيرانية انخفاض الإنتاج في ليبيا ونيجيريا والسعودية.

وتظهر مسوحات رويترز أن إنتاج أوبك في ديسمبر كان الأدنى منذ مايو 2011 حين ضخت المنظمة 28.90 مليون برميل يوميا. ورغم الزيادات في إنتاج الشهرين الحالي والماضي جاء المعروض أقل من الهدف الرسمي لأوبك البالغ 30 مليون برميل يوميا للشهر الخامس على التوالي.

وكانت أكبر زيادة في الإنتاج من نصيب العراق الذي ارتفعت صادراته من مرافئه الجنوبية بما يزيد على 300 ألف برميل يوميا مع تسوية تأخيرات الشحن التي سببها سوء الأحوال الجوية في يناير. وزادت أيضا شحنات خام كركوك من شمال العراق.

وارتفعت صادرات أنجولا في فبراير وهو ما يرجع في المقام الأول إلى قصر الشهر الذي أدى إلى زيادة المعدل اليومي. ومن المستبعد أن تستمر هذه الزيادة مع انخفاض الصادرات في مارس بسبب أعمال صيانة في حقل بلوتونيو الذي تديره بي.بي.

وتقدر الإمدادات الإيرانية للسوق بنحو 2.82 مليون برميل يوميا بارتفاع قدره 70 ألف برميل يوميا. وقالت مصادر معنية بتتبع تحركات ناقلات النفط إن هذه الزيادة المحدودة هي رابع زيادة شهرية على التوالي وتمثل علامة جديدة على أن تخفيف العقوبات عن طهران يساعدها على بيع مزيد من الخام.

وسجلت ليبيا أكبر انخفاض في الإنتاج بين دول أوبك إذ تراجع إنتاجها إلى 230 ألف برميل يوميا بحلول نهاية الشهر من متوسط بلغ 550 ألف برميل يوميا في يناير بسبب إضرابات واحتجاجات.

وقالت مصادر من القطاع إن السعودية أكبر مصدر للنفط في المنظمة قلصت إنتاجها بنسبة طفيفة. وأبلغت شركة أرامكو السعودية الحكومية بعض المشترين بعقود محددة الأجل أنها ستخفض إمداداتها من الخام العربي الخفيف بسبب أعمال صيانة في حقل الشيبة أحد أكبر حقولها النفطية.

إنتاج العراق

صرح حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة للصحفيين بأن انتاج العراق من النفط بلغ 3.5 ملايين برميل يوميا في فبراير وأن الصادرات سجلت أعلى مستوى على الإطلاق عند 2.8 مليون برميل يوميا خلال نفس الشهر.

وبلغت صادرات العراق 2.228 مليون برميل يوميا في يناير انحفاضا من 2.341 مليون برميل يوميا في ديسمبر.

من ناحية أخرى قال وزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي بأن العراق سيقوم بتشغيل منصة العدادات المركزية لرفع الطاقة التصديرية للنفط الخام شمالي الخليج إلى أكثر من 5 ملايين برميل يوميا.

وقال لعيبي، في احتفالية لرفع الطاقة الإنتاجية لمصفاة التكرير في البصرة إلى 210 ألف برميل في اليوم: "سيقوم العراق اليوم بتشغيل منصة العدادات المركزية في شمالي الخليج لتضيف طاقة تصديرية جديدة تبلغ 3.6 ملايين برميل في اليوم ولترتفع الطاقات التصديرية للنفط الخام من الموانئ العراقية على الخليج إلى أكثر من 5 ملايين برميل يوميا".

 

بدائل

 

قال مصدران مطلعان إن شركة الطاقة الفرنسية العملاقة توتال تجري محادثات لبيع حصتها البالغة 10% في مشروع تطوير حقل شاه دنيز الثاني للغاز الطبيعي في أذربيجان.

وهذه هي ثاني شركة نفط عملاقة تسعى لخفض تعرضها لمشروع هدفه إيجاد بديل للغاز الروسي في أوروبا.

وقال مصدر على دراية بالموضوع لرويترز "إستراتيجية توتال هي التخارج من المشروعات التي لها فيها حصة أقلية وتفضيل المشـــروعات التـــــي تقوم بتشغيلها." ورفض متحدث باسم توتال التعقيب.

وقال مصدر آخر قريب من الموضوع إن توتال تجري مفاوضات مع شركة خطوط أنابيب النفط التركية بوتاش لبيع حصتها في المشروع. وقال محللون ان هذا التحرك من جانب توتال كان على الأرجح نتيجة انخفاض أسعار الغاز الروسية الذي أضعف جاذبية الاستثمار في مصادر الغاز الباهظة التكلفة.

وكانت جازبروم قدمت تخفيضات سعرية وتسهيلات في السداد لزبائن في أوروبا ومنهم آر.دبليو.إي وإي.أون الألمانيتان وإيني وإديسون الإيطاليتان وجي.دي.أف سويز الفرنسية.

 

أسبوع آخر من صعود الأسعار

 

ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي عند التسوية يوم الجمعة بفعل أنباء في السوق عن هبوط الإمدادات من النفط الصخري من منطقة باكين بولاية نورث داكوتا.

وأظهرت بيانات من مؤسسة جينسكيب لمعلومات الصناعة ان عمليات تحميل النفط في عشر محطات حديدية في نورث داكوتا هبطت أكثر من 200 ألف برميل في المتوسط في اليومين الماضيين. وحد من مكاسب الأسعار التوتر في أوكرانيا وتعديل بالنقصان لتقديرات نمو إجمالي الناتج المحلي الأميركي في الربع الرابع من العام الماضي.

وارتفع النفط الخام الأميركي الخفيف عند التسوية 19 سنتا أو 0.19% إلى 102.59 دولار للبرميل. وارتفع سعر العقود الآجلة لمزيج النفط الخام برنت عند التسوية 11 سنتا أو 0.10% إلى 109.07 دولارات للبرميل.

تراجع

تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي يوم الخميس تحت ضغط الاضطرابات الأهلية في أوكرانيا التي أضعفت الإقبال على المخاطرة بوجه عام لدى المستثمرين وأذكت المخاوف من أن تضر بالنمو الاقتصادي في أوروبا وتضعف الطلب على النفط. وهبط سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي الخفيف عند التسوية 0.19 دولار أو 0.19% إلى 102.40 دولار للبرميل.

وهوى سعر عقود الخام الأوروبي مزيج برنت 56 سنتا أو 0.51% إلى 108.96 دولارات للبرميل.

زيادة المخزونات

ارتفع خام النفط الأميركي يوم الأربعاء بعدما أظهرت بيانات حكومية زيادة غير متوقعة في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة إضافة إلى انخفاض كبير في مخزونات نقطة تسليم عقود الخام الأميركي. وقلصت المخاوف بشأن النمو في الصين مكاسب خام برنت الأوروبي.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام ارتفعت 68 ألف برميل فقط الأسبوع الماضي أقل كثيرا من التوقعات، بينما هبطت المخزونات في كوشينج 1.1 مليون برميل مع استمرار خط أنابيب ترانس كندا الجنوبي بسحب النفط إلى ساحل الخليج. وأظهرت البيانات انخفاض مخزونات البنزين في الولايات المتحدة 2.8 مليون برميل أكثر كثيرا من توقعات محللين بهبوط قدره مليون برميل.

وزاد سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي الخفيف عند التسوية 0.76 دولار أو 0.75% إلى 102.59 دولار للبرميل.

وزاد سعر عقود الخام الأوروبي مزيج برنت سنتا واحدا إلى 109.52 دولارات للبرميل.

التسوية

هبط سعر النفط الخام الأميركي نحو دولار في البرميل يوم الثلاثاء تحت ضغط توقعات بتزايد المخزونات وتراجع الطلب على الديزل مع انحسار الطقس شديد البرودة.

وانخفض سعر خام القياس الأوروبي مزيج برنت أيضا مع تزايد المؤشرات على تباطؤ النمو في الصين رغم كونه مدعوما بانخفاض إنتاج النفط في ليبيا وجنوب السودان. وأظهر استطلاع لرويترز يوم الإثنين أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي على الأرجح بواقع 1.4 مليون برميل مسجلة ثاني زيادة أسبوعية لها على التوالي.

وقال محللون إن انحسار موجة البرد في الولايات المتحدة - التي عززت الطلب على وقود التدفئة ودعمت أسعار النفط في الأسابيع القليلة الماضية - أثار عمليات بيع في السوق.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت عند التسوية 1.13 دولار أو 1.02% إلى 109.51 دولارات للبرميل بعد أن أغلقت في الجلسة السابقة عند أعلى مستوى لها هذا العام.

وتراجعت عقود النفط الخام الأميركي الخفيف عند التسوية 0.99 دولار أو 0.96% إلى 101.83 دولار للبرميل.

بيانات

ارتفع خام النفط الأميركي أكثر من دولار يوم الاثنين مدعوما ببيانات اقتصادية متفائلة أنعشت الآمال في نمو الطلب وعززت توقعات بانخفاض الامدادات من نقطة كوشينج لتسليم العقود الآجلة للخام الأميركي.

وحصل خام برنت على دعم أيضا من انقطاعات في إنتاج ليبيا وجنوب السودان وهو ما خفض الصادرات وقلص الامدادات العالمية.

وتقلصت علاوة خام برنت على الخام الأميركي لأدنى مستوى في نحو خمسة أشهر عند 7.04 دولارات للبرميل.

وارتفع خام برنت 75 سنتا إلى 110.60 دولارات للبرميل.

وزاد الخام الأميركي 1.18 دولار إلى 103.38 دولارات للبرميل بعد ارتفاعه للأسبوع السادس على التوالي في أطول موجة مكاسب في أكثر من عام.

Email