أوروبا ترفض الانصياع للوصفة الأميركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من دعواتها الملحة إلى حل فاعل لازمة الديون العامة في منطقة اليورو، تبدو الولايات المتحدة عاجزة عن تقديم نصائح عملية بعدما دعت بدون جدوى حتى الآن إلى تدخل واسع النطاق للبنك المركزي الأوروبي. وأعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما منتصف الأسبوع الماضي عن ثقة حذرة في قدرة القادة الأوروبيين على اتخاذ القرارات الصائبة لتسوية أزمة الديون. وقال اوباما متحدثا في نيويورك خلال تجمع لجمع التبرعات: حين ترون ما يجري في أوروبا، سواء للمصارف او لدول مثل ايطاليا تحتاج إلى إعادة تمويل دينها، فان ذلك قد ينعكس بشكل كبير على ما يجري هنا. وأضاف: لكنني متفائل الى حد منطقي لأن الأوروبيين أدركوا أن عليهم القيام بالخيارات الصائبة. إننا نقدم لهم كل المساعدة الممكنة حتى يستقر الوضع، لانه قد يكون له انعكاسات على العالم باسره. وكان اوباما قال مطلع الأسبوع الماضي لدى استقباله رئيسي الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي والمفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو انه من المهم للغاية بالنسبة لأميركا تسوية الأزمة الأوروبية. وشدد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني على ان موقف أميركا كان ولا يزال انه من المهم للغاية ان تتصرف اوروبا بقوة وحزم منذ الان بدون ان يوضح الاجراءات الواجب اتخاذها بنظر الادارة الأميركية. وكانت الحكومة الاميركية شرحت بوضوح في سبتمبر ما تنتظره من الاوروبيين فدعتهم إلى تعبئة موارد البنك المركزي الأوروبي من اجل تخفيف الاعباء عن دول منطقة اليورو التي تواجه صعوبات مالية. ويذكر مسؤولون في وزارة الخزانة وعلى رأسهم الوزير تيموثي غايتنر باستمرار بالتعاون المثمر الذي قام في الولايات المتحدة بين الاحتياطي الأميركي والحكومة واتاح الخروج من الازمة المالية عام 2008. وتترافق هذه الدعوات مع تاكيدات تصدر عن جميع المسؤولين الاميركيين منذ اسابيع بان اوروبا تملك كل القدرات التي تخولها تسوية الازمة. وفي قمة مجموعة العشرين، قدم باراك اوباما نصيحة للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل كان يفترض ان تبقى ضمن حديث خاص بينهما غير ان احد الميكروفونات التقطها: افترض انه سيتوجب عليكم الان ان تكونوا خلاقين. ومغزى هذه النصيحة بحسب الخبير الاقتصادي الأميركي ادام ليريك ان الأميركيين يريدون من البنك المركزي الاوروبي ان يصدر 2 تريليون يورو لشراء كل سندات الدول الاوروبية التي يمكن العثور عليها، وهم لا يمكنهم ان يفهموا كيف ان الاوروبيين لا يقومون بذلك. غير ان الاندماج بين الاحتياطي الفدرالي ووزارة الخزانة في واشنطن يقابله في اوروبا قيام جبهة موحدة بين البنك المركزي الاوروبي والحكومة الالمانية لرفض النصائح الاميركية. وقال ياكوب كيركيغارد الخبير الاقتصادي الدنماركي في معهد بيتر انستيتيوت في واشنطن ان البنك المركزي الاوروبي تعمد اتخاذ موقف مغاير لموقف الاحتياطي الفدرالي.

Email