بصيص أمل مع ضعف الدولار

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد مؤشر بلومبرغ للسلع، والذي يتتبع أداء العقود الآجلة لـ 22 سلعة رئيسية، ارتفاعاً ملحوظاً من الحضيض، الذي وصل إليه الأسبوع الماضي. وتحققت زيادة بنسبة 2% نتيجة للضعف المبكر في أسعار الدولار والناجم عن إعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الصينية بقيمة 200 مليار دولار.

واستندت حالة الانتعاش الواسعة في السوق العالمية للأسهم والعملات على مزيج من الرسوم الجمركية الأميركية التي جاءت في الشريحة الأقل بنسبة 10%، والصين التي ردّت بفرض رسوم مضادة، وأعلنت خططها لتخفيض الضرائب ورفع الاستهلاك، وتخفيض متوسط معدل الرسوم الجمركية المفروضة على الصادرات من معظم شركائها التجاريين قريباً في أكتوبر.

وعلى الرغم من أن هذه التطورات ربما ساعدت في تعزيز المعنويات، إلا أننا بحاجة لرؤية الخطوات المناسبة لنزع فتيل تصعيد أزمة العلاقات بين الصين والولايات المتحدة. وعلى هذا الأساس، ينبغي اتخاذ جانب الحيطة والحذر ما لم تواصل حالة الضعف الأخيرة في أسعار الدولار توفير الدعم.

وتلقت السلع التي تعتمد على النمو، مثل الطاقة والمعادن الصناعية، دعماً قوياً. ومنذ اندلاع شرارة الحرب التجارية في يونيو، كانت المخاوف- وليس البيانات الفعلية- هي الدافع نحو التباطؤ الذي أثار بدوره المعنويات السلبية. وبالتالي، من المرجح أن تؤدي أي مؤشرات عن تخفيف حدة التوتر إلى إثارة طلب متجدد من المستهلكين، الذين أوقفوا أنشطتهم الشرائية خلال الشهور الأخيرة.

واختبر خام برنت مقاومة كبيرة بعد التصريحات السعودية بأنها مرتاحة لارتفاع سعر برنت فوق عتبة 80 دولاراً للبرميل. وربما كان الدافع وراء التصريحات السعودية إدراك مدى عجز أعضاء أوبك وروسيا عن تعويض التراجع المستمر في حجم الإنتاج الإيراني؛ وجدد الرئيس ترامب استهدافه لأوبك واتهمها برفع أسعار النفط في تغريدة فشلت في إضعاف السعر. وتعتبر العقوبات التي فرضها ترامب على إيران السبب الرئيسي وراء الارتفاع الحالي للأسعار.

وما زالت أسواق الطاقة الأوروبية تعيش حالة تقلّب شديدة مع تجدد قوة بورصة المناخ الأوروبية لتبادل حقوق إصدار غاز الكربون وارتفاع أسعار الفحم الحجري، والتي أدت إلى زيادة جديدة في أسعار الطاقة في أرجاء المنطقة.

وقفزت أسعار الغاز الطبيعي إلى أعلى مستوياته منذ يناير، وعادت مستويات ارتفاعه بنسبة 7% خلال الأسبوع نحو مواجهة المقاومة مرة أخرى عند 3 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وجاء ارتفاع الأسعار نتيجة للرسوم الجمركية الصينية الأقل من التوقعات على واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، وانخفاض المخزونات بنسبة 18% قياساً بمتوسطها الموسمي حيث ما زلنا على بعد أسابيع قليلة فقط قبل بداية الطلب في فصل الشتاء.وستزداد معركة تقليص مجمّع السيولة العالمي ضراوة خلال الأشهر المقبلة، وينبغي على الولايات المتحدة استقطاب مزيد من الأموال لتغطية عجزها المتزايد.

رئيس استراتيجية السلع لدى «ساكسو بنك»

Email