صناعة الطيران ورؤية «أبوظبي 2030»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستضيف أبوظبي القمة العالمية الرابعة لصناعة الطيران، الفعالية العالمية التي تعزز مكانة الإمارة كمنصة عالمية لقطاع صناعة الطيران. حيث تجمع كبار قادة القطاع الحكومي وشركات صناعة الطيران العالمية؛ وتوفر لهم فرصة بناء شراكات جديدة وتعزيز الشراكات القائمة، والاطلاع على أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا القطاع واستعراض القدرات الصناعية التي تتمتع بها الشركات الرائدة في الطيران.

وتعمل القمة على دعم الاستراتيجيات بعيدة المدى لأبوظبي، عبر جعل الإمارة وجهة مفضلة للشخصيات المؤثرة وصانعي القرار، كما أنها تعزز من نمو قطاع التكنولوجيا المتطورة الذي يدعم خطة التنوع الاقتصادي للدولة.

وتبنت أبوظبي، من خلال رؤيتها الاقتصادية 2030، أهدافاً طموحة أثبتت قدرتها على تطبيقها من خلال الدمج بين الرؤية الواضحة ومنهجية العمل الدؤوبة، حتى استطاعت تحويل الرؤية إلى واقع ملموس.

ونحن في «ستراتا»، نحرص على اتباع هذا النهج الاستراتيجي، حيث يواكب نمو الشركة نمو الإمارة. ولهذا، فقد وضعنا لأنفسنا 3 محاور أساسية تدعم مساعينا نحو تحقيق أهداف رؤية «أبوظبي 2030» في قطاع صناعة الطيران.

ويتضمن المحور الأول ضرورة استفادة قطاع صناعة الطيران المحلية من علاقات الدولة الخارجية وشركائها الدوليين، حيث تحظى الإمارات بعلاقات قوية مع حكومات المنطقة ودول العالم.

وبهدف تحفيز الإنتاج المحلي، تعمل ستراتا على تشجيع التواصل بين قيادات الشركات المحلية والعالمية وتبادل المعارف والخبرات فيما بينهم، واعتماد أفضل التطبيقات والممارسات العالمية، بالإضافة إلى عقد شراكات ممتدة مع كبرى الشركات العالمية في قطاع صناعة الطيران.

وترتبط "ستراتا " بشراكات استراتيجية مع كبرى شركات صناعة الطيران العالمية، مثل "إيرباص"، و"بوينغ"، و"ليوناردو فينميكانيكا"، كما أنها مزود من الفئة الأولى لكل من "إف إيه سي سي إي جي" و"ساب"، و"سابكا".

وخلال الأشهر الأخيرة، أبرمت الشركة اتفاقيات مع كل من "سولفي" و"بوينغ" و"هونيويل" و"آي بي إم" و"سيمنس". ومن خلال هذه الشراكات، تمكنت سترتا من تنويع محفظة منتجاتها، بالإضافة إلى الارتقاء بقدرات صناعة مكونات هياكل الطائرات محلياً.

أما المحور الثاني، فيركز على تحقيق التميز في مجالات التعليم والتدريب والبحث والتطوير، لضمان بناء كوادر وطنية متميزة قادرة على قيادة القطاع والمنافسة عالمياً. وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن المنطقة تعدّ واحدة من أسرع أسواق الطيران نموًا على المستوى العالمي.

وفي الإمارات، يتوقع للقطاع أن يسهم بنحو 194.5 مليار درهم في الاقتصاد الوطني بحلول 2020، وأن يوفر ما يقرب من 750 ألف فرصة عمل. مما يؤكد ضرورة تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية المؤهلة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وتعمل "ستراتا" على بناء وتطوير الكوادر البشرية من خلال العمل مع شركائها على إنشاء مراكز للأبحاث، وتطوير برامج تدريبية متخصصة وفق أعلى المعايير العالمية؛ مثل برنامج "بوينغ" للتدريب في الولايات المتحدة، والذي سيتلقى من خلاله مهندسي "ستراتا" تدريباً متخصصاً في عدد من مرافق ومنشآت "بوينغ" حول العالم.

كما تتعاون الشركة بشكل حثيث مع الجامعات المحلية، وتقدم برامج منتظمة للشباب الإماراتي لتحفيزهم على متابعة تعليمهم، والسعي نحو مسيرة مهنية ناجحة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

إذ تتعاون "ستراتا" و"مبادلة" منذ 2012 مع "جامعة خليفة" في "مركز أبحاث وابتكار الطيران" بهدف بناء القدرات الوطنية، وتشكيل الجيل الجديد من المهندسين في مجال تكنولوجيا الطيران المتقدمة.

كما يسعى المركز إلى بناء سمعته الدولية عبر تحقيق الريادة في المجالات المتقدمة في مجال تكنولوجيا صناعة الطيران، مع التركيز على التكنولوجيا المتطورة في مجال تصنيع المكونات المتقدمة للطائرات، والإجراءات الجديدة في التصنيع الآلي وتجميع مكونات الطائرات.

ويعتمد المحور الثالث والأخير على ضرورة تنويع الاستثمارات في محفظة أعمالنا، حتى نحافظ على تنافسيتنا في الأسواق العالمية. ونعمل على تحقيق ذلك من خلال تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، والبيانات الضخمة، والتصنيع الرقمي والمواد المتقدمة القادرة على تحسين الربحية ورفع مستوى الكفاءة الصناعية.

وتسعى "ستراتا" إلى تنويع محفظتها الاستثمارية، حيث وقعت العام الماضي اتفاقية مع شركة المواد المركبة البلجيكية "سولفي" بهدف توسيع قدراتها على تصنيع ألياف التقوية وتشكيل المكونات الكربونية عالية التقنية. وسيتحول هذا المشروع المشترك إلى منشأة جديدة تبلغ مساحتها 8,500 متر مربع، تعزز مكانة أبوظبي كمركز عالمي لصناعة للطيران.

وتبدو النظرة المستقبلية لقطاع الطيران إيجابية ومشرقة، في الوقت الذي تواصل فيه الإمارة الاستفادة من الفرص المتاحة والمستقبلية. وتعدّ هذه النظرة الإيجابية، والإنجازات التي تحققت، أساساً منطقياً لجعل قطاع صناعة الطيران واحدة من الصناعات الأساسية التي تستهدفها الخطط الحكومية في إطار تحقيق رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030.

ومع استضافة أبوظبي لما يزيد على 1000 رئيس تنفيذي ومسؤول حكومي من صناع القرار في أكثر من 50 دولة حول العالم، خلال القمة العالمية لصناعة الطيران، نصل إلى خلاصة مفادها أن الإمارة تسير بشكل حثيث نحو الريادة في القطاع على المستوى العالمي.

وستكون "ستراتا" في موقع الطليعة، وفي قلب هذا التطور، مستعدة دائماً لأداء دورها في إظهار قدرة الإمارات على الابتكار والإبداع الذي لا يقتصر على السوق المحلي فحسب، بل يتجاوزه إلى تحقيق الريادة العالمية. هذه هي رؤيتنا المستقبلية، وقد حان وقت الانضمام إلينا لتحقيق هذه الرؤية.

 

 

Email