إذا قدت سيارتك يوماً على طريق طويل مسرعاً فنظرة واحدة إلى مؤشر خزان الوقود كافية لكي تعرف مدى قدرة السيارة على المواصلة، فالقراءة فوق مستوى النصف تعني أن الثقة عالية بالمواصلة لمسافة كبيرة، أما إذا انخفض المؤشر عن النصف فإن الحاجة تتنامى للاستعاضة وإعطاء دفعة أخرى من الوقود لمواصلة السير.
كذلك هو مؤشر مديري المشتريات، ذلك المصطلح الاقتصادي البحت الذي قد يطالع القارئ في نشرة إخبارية أو تقرير صحفي، فيخاله للوهلة الأولى غامضاً عسيراً على الفهم، فالمؤشر الذي يعنى بتقييم قدرة القطاعات الاقتصادية وقوتها بشكل شهري يعتمد على أسلوب مماثل، حيث يشير الصعود فوق مستوى الـ50 نقطة إلى وجود زخم ونشاط واضح في القطاع المعني في حين الانخفاض تحت مستوى 50 نقطة فيشير إلى وجود نقص وتقلص يجب تداركه لضمان الاستمرارية.
صورة الأعمال
باختصار، مؤشر مديري المشتريات هو مثل صورة سريعة لنشاط الأعمال، يُظهر ما إذا كانت الشركات عموماً متفائلة أم حذرة بشأن المستقبل، لقياس وفهم مدى صحة الاقتصاد، خاصة في الصناعات التصنيعية والخدمية.
وهناك عدة أنواع من مؤشرات مديري المشتريات حسب القطاعات، مثل التصنيع والخدمات والبناء. كل نوع يعطي صورة عن قطاع معين.
5 محاور
ويعتمد المؤشر بشكل عام على 5 محاور أساسية لتقييم قوة القطاع ولكن بنسب متفاوتة من حيث أهميتها فهو يعنى بحجم طلبيات الشراء الجديدة بنسبة تبلغ 30% بينما يمثل حجم الإنتاج حوالي 25% من قياس المؤشر وسير عمليات التسليم من الموردين بنسبة 15% ومستوى المخزون بنسبة 10% بينما يرتكز على حركة التوظيف وبيئة العمل بنسبة 20%.
كيفية احتساب المؤشر
يتم حساب مؤشر مديري المشتريات بناءً على استطلاع رأي مجموعة من مديري المشتريات، حيث يُطلب منهم تقييم مدى تحسن أو تدهور نشاطهم مقارنة بالشهر السابق. تُجمع الإجابات وتُستخدم لحساب الرقم النهائي، بالإضافة إلى آرائهم في تحسن ظروف الأعمال أو ثباتها، في القطاع الصناعي والقطاع الإنشائي والقطاع الخدمي.
احتراز مبكر
ويعد الاطلاع على المؤشر وفهمه احترازاً مبكراً يوضح احتياجات القطاعات الاقتصادية وصورة واضحة لظروف السوق الأخيرة والوقوف على احتمالات وجود التباطؤ من عدمها فهو بمثابة نافذة تطل على مستقبل سير الاقتصاد تساعد أصحاب القرار على توقع نشاط التصنيع وتحديد احتياجات الأنشطة الإنتاجية.
فقياس توقع الطلبات الجديدة في التصنيع على سبيل المثال يصب في اتخاذ قرارات الإنتاج بما يناسب الطلب بما يقود في المقابل لقرارات أخرى لشراء مكونات التصنيع الإضافي كما يحرك الشركة المصنعة نحو ملء المخزون بما يستوعب توفير حاجات الإنتاج والاحتفاظ بجزء كافٍ حتى نهاية الشهر.
ويعد المؤشر في حد ذاته عاملاً لقياس سلامة الاقتصاد بما يساعد المستثمرين على اتخاذ قراراتهم ولا سيما للاستثمار في قطاعات الأسهم والأسواق المالية.
ما الذي يقيسه؟
مؤشر مديري المشتريات يستطلع آراء الأشخاص الذين يديرون عمليات الشراء في الشركات (مثل شراء المواد، المنتجات، والخدمات). يسألهم عن أمور مثل الطلبات الجديدة، مستويات الإنتاج، ومدى شرائهم.
أهميته
يساعدنا مؤشر مديري المشتريات على فهم ما إذا كان الاقتصاد ينمو أم يتباطأ. إذا كان المؤشر مرتفعاً، فهذا يعني عادة أن الاقتصاد في حالة جيدة، وإذا كان منخفضاً، فقد يشير إلى مشاكل اقتصادية.
التوقيت
يُنشر مؤشر مديري المشتريات عادة في بداية كل شهر، مما يجعله أداة مهمة لتقييم الحالة الاقتصادية بسرعة.