يواصل قطاع التأمين في الإمارات تحقيق نمو قوي، مع توقعات بوصول معدلات النمو إلى نحو 20 % خلال عام 2025، بعد أن سجل قفزة بلغت 21 % في إيرادات التأمين خلال 2024، ويعزو قادة القطاع هذا الزخم المتصاعد إلى الابتكار الرقمي، وإعادة الهيكلة الاستراتيجية، والقدرة الاستباقية على التكيف مع تداعيات الأمطار، التي شهدتها الإمارات خلال 2024.
وتمكنت شركات التأمين من إنهاء العام الماضي بأداء مالي قوي؛ حيث أسهمت الزيادات في أقساط تأمين السيارات والممتلكات، إلى جانب سلسلة من صفقات الاندماج والاستحواذ، في تعزيز أرباح القطاع. وأظهرت النتائج المالية أن أكثر من نصف شركات التأمين المدرجة حققت نمواً بنسبة 12 % في الأرباح الصافية، بعد الضرائب، ما يعكس مرونة القطاع وإطاره القوي لإدارة المخاطر.
وأشار أمير موجكيك، مدير تصنيفات التأمين في وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيفات الائتمانية، إلى أن شركات التأمين في الدولة تضخ استثمارات كبيرة في الأتمتة والمنصات الرقمية، وهي تقنيات من شأنها إحداث نقلة نوعية في تفاعل العملاء ومعالجة المطالبات، بما يحافظ على تنافسية القطاع في اقتصاد رقمي متسارع.
ونجحت شركات إعادة التأمين في تنشيط أداء شركات التأمين المحلية، وإظهار قوة برامج إعادة التأمين في الدولة، وارتفعت تكاليف تجديد عقود إعادة التأمين، ورفعت الشركات أسعار التأمين المباشر، خصوصاً بعد إلغاء الخصومات على تأمين السيارات منتصف عام 2023، ونتيجة لذلك ارتفعت نتائج خدمات التأمين بنسبة 14 % على أساس سنوي، ما يعكس تحسناً في التسعير الفني وممارسات إدارة المخاطر، ويتوقع أن يشهد القطاع دفعة إضافية في النمو، وتوقعت وكالة التصنيف الائتماني العالمية «إيه إم بست»، ارتفاع وتيرة استخدام خدمات التأمين تدريجياً.
وعلى مستوى منطقة الخليج يتوقع أن تتراوح معدلات نمو أسواق التأمين بين 5 و15 %، وتبرز الإمارات كحالة فريدة استطاعت تحويل التحديات إلى فرص.
