بيئة مثالية وتسهيلات حكومية تكتب فصلاً جديداً للابتكار من رحم الجائحة

موجة جديدة من رواد الأعمال إلى دبي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أوجدت جائحة «كوفيد - 19» فرصاً جديدة في دبي، الأمر الذي ساهم في استقطاب رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة، بل حتى الشركات العالمية التي تبحث عن موطئ قدم لها في الإمارة بفضل بيئة الأعمال المثالية والتسهيلات والإجراءات الحكومية المبسطة وغير المسبوقة.

وفي الوقت الذي فرضت فيه الجائحة تحديات حقيقية على الشركات الناشئة حول العالم، إلا أن دبي تعد من أفضل المدن استعداداً للتغيرات المستقبلية في قطاع الابتكار وريادة الأعمال، حيث تشكل الشركات الناشئة الصغيرة نحو 50% من الشركات المسجلة في دبي.

وتشهد دبي تاريخاً جديداً للابتكار والنجاح، يُكتب الآن من رحم أزمة «كوفيد - 19» التي يمر بها العالم، تولد منه أفكار وحلول لتحديات معاصرة ستحقق لأصحابها النجاح وتخدم المجتمعات من حولهم.

ويمثل قطاع ريادة الأعمال العمود الفقري للاقتصاد الوطني في الإمارات، ويعتبر المحرك الأساسي لتحقيق رؤية الدولة في ما يخص بناء الاقتصاد المستقبلي المنشود القائم على المعرفة والابتكار والمدفوع بالتكنولوجيا الحديثة والمعارف والعلوم المتقدمة في مختلف المجالات ذات الأولوية.

فرص جديدة

وأثبتت جائحة «كوفيد - 19» أن أفضل الخطط المحكمة قد تنهار بسرعة عندما يواجه العالم مصيبة كونية غير متوقعة، في أسابيع قليلة انكمش الاقتصاد العالمي وتغيرت حياة البشر بالكامل بسبب مخلوق مجهري لا يُرى بالعين المجردة، صحيح أن الحكومات تركز الآن على كبح انتشار الفيروس ومداواة جراح الاقتصاد، ولكن فرصاً جديدة لمزاولة الأعمال وتحقيق النجاح برزت مع الأزمة.

وهناك شركات عالمية كبرى تقود قطاعاتها، وقد خرجت من رحم أزمات سابقة، مثل «واتس أب» و«أوبر» و«أير بي إن بي»، التي نشأت بعد أزمة 2008 الاقتصادية. وفي منطقة الشرق الأوسط اشترت «ياهوو» موقع مكتوب في 2009، وتأسست كلٌ من «كوبون دوت كوم» وشركة المأكولات الصحية «كي كال» في 2010.

وهذه الأحداث تدفع للتساؤل حول الشركات الكبرى المستقبلية التي تولد الآن من رحم أزمة 2020، ولهذا الغرض قام «البيان الاقتصادي» بزيارة إلى شركة «كيكلاب» للتراخيص ومساحات العمل المملوكة لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، والتابعة لحكومة دبي، باعتبارها نموذجاً حياً يشهد الموجة التالية من رواد الأعمال إلى الإمارة.

تتيح «كيكلاب» لرواد الأعمال تأسيس شركاتهم بشكل افتراضي وعن بعد، وتقدم لهم خدمات الترخيص في منطقة حرة في دبي وفي البر الرئيس بالإمارة، وتتيح لعملائها التسجيل والترخيص عن بُعد، وذلك عبر «واتس أب» وغيره من الوسائط الرقمية.

تأسيس الشركات

وتساعد «كيكلاب» رواد الأعمال أيضاً على الحصول على حسابات بنكية وتأمين وغيرها من أبجديات تأسيس الشركات، وتوفر لهم بيئة عمل إبداعية تتلاقى فيها العقول والأفكار على متن سفينة الملكة إليزابيث 2 الفاخرة.

وتتضمن مساحات العمل الذكية في «كيكلاب» أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا، الاستفادة من الخدمات المهنية، مزايا ضخمة فضلاً عن مجتمع ملهم، ما يخلق نظاماً بيئياً ثرياً ومجزياً للشركات لكل الأعضاء.

وسواء كانت شركة عالمية، أو مؤسسة متوسطة الحجم، أو شركة صغيرة أو رائد أعمال، فإن «كيكلاب» يمكنها المساعدة على توسيع أفق العمل مع حلول كاملة للترخيص واختيارات من مساحات العمل المرنة.

بيئة مثالية

وقال تصوّر الحق، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «كيكلاب» للتراخيص ومساحات العمل: إن دبي تعد الخيار المثالي لتأسيس شركة جديدة بسبب بيئة الأعمال المثالية والتسهيلات والإجراءات الحكومية الاستثنائية.

وأضاف إن دبي توفر خيارات ممتازة أمام المستثمر من المناطق الحرة وحاضنات رواد الأعمال ومساحات العمل المشتركة ومصادر التمويل مع مراعاة احتياجات الشركات في مرحلة الإطلاق وتطلعاتها المستقبلية لنربط بين هاتين المرحلتين.

وتابع: كيكلاب ملتقى الابتكار والتعاون، حيث تدعم بيئتها المثالية للعمل نمو الموجة التالية من الأفكار المبتكرة، وتسهل لرواد الأعمال الانطلاق والتواصل وتبادل المعرفة لإنتاج أفكار أكبر تحقق لأصحابها النجاح وتخدم المجتمع ككل. هذا ما يسمى في عالم الفيزياء تأثير الفراشة، ولكن على مستوى مزاولة الأعمال.

ملتقى الابتكار

واستقطبت «كيكلاب» نخبة من رواد الأعمال الجدد، ومنهم رائد الأعمال الإماراتي هشام الحميري، قبل أن يؤسس الحميري، شركته في «كيكلاب»، شغل منصب مدير التقنية في الهيئة الاتحادية للضرائب، وخلال عمله في الهيئة لاحظ حاجة في السوق فأسرع لسدها بمنتج مبتكر.

ويصف مرحلة تطبيق ضريبة القيمة المضافة في عمله في الهيئة، مشيراً إلى أن الهيئة بذلت كافة الجهود اللازمة لتوضيح الإجراءات للمستخدمين، وعلى الرغم من ذلك تخبط عدد كبير من رواد الأعمال والشركات بحكم أن هذه هي المرة الأولى التي يتعامل فيها كثيرٌ منهم مع ضريبة، كما أن معظم الشركات الصغيرة يؤدي قادتها مسؤوليات عدة في مجالات المبيعات والأعمال الورقية والتوظيف وإعداد الخطط المستقبلية.

وأضاف إنه قرر حينها أن يخدم مجتمع الأعمال بمنتج يتعامل مع الضريبة بأسلوب سهل يضمن أداءها بالتوافق مع القوانين المعمول بها مع توفير وقت وجهد المستخدمين وبأسعار رمزية. وهكذا نشأت شركة ونظام «تاكسيفاي».

ويقول الحميري: «أطلقنا تطبيق وموقع تاكسيفاي لتسهيل كافة الإجراءات المتعلقة بالضريبة للشركات في الإمارات والذي يتيح إصدار الفواتير المتوافقة مع متطلبات الهيئة الاتحادية للضرائب».

منصة للنجاح

ويمتلك رجل الأعمال البريطاني جون بتروورث خبرة تتجاوز عشر سنوات في منطقة الشرق الأوسط، وسبق له أن فقد وظيفة في مؤسسة مرموقة في عملية إعادة هيكلة. تركت هذه التجربة أثراً في نفسه. كما لاحظ خلال سني وجوده في المنطقة شركات تنمو بسرعة ومن دون استراتيجية واضحة. ولذا أسس بمساعدة كيكلاب شركة «غروث هاب» ليقدم لتلك الشركات نظام دعم ذكياً.

وقال بتروورث: «غروث هاب منصة للنجاح تقدم لشركات الإمارات الفرصة لبناء علاماتها ضمن بيئة قانونية محاسبية تقنية هي (لب غروث هاب)، يتيح ذلك للشركات الناشئة الاستفادة من عملية تأسيس سهلة بأسعار مخفضة وإجراءات مبسطة.

نحن لا نقدم التراخيص التجارية ومساحات العمل لرواد الأعمال، بل نتيح لهم العمل من شركاتهم القائمة خارج المناطق الحرة في الإمارات في مراحل التأسيس، والاستفادة من توصيات مجتمع غروث هاب».

ويضيف: «نقدم المشورة في مجالات الموارد البشرية وإدارة المشاريع إلى الشركات وخصوصاً الصغيرة والمتوسطة التي تفتقر إلى الخبرة المهنية والتقنية».

تقنيات

ومؤخراً، انضم المستثمر المخضرم يلمان خان إلى «كيكلاب»، وتتنوع خبرته الاستثمارية لتشمل رأس المال والأسهم، وقد استثمر في التقنيات الزراعية في اليابان، وسلسلة من الفنادق منخفضة التكلفة في جنوب شرقي آسيا، والرعاية الصحية في دبي، والتقنيات الطبية في نيوزلندا.

ويتعاون خان الآن مع شركة بريطانية مرموقة في مجال صناديق التحوط لتأسيس بورصة عقارية خاضعة لتشريعات لندن. تتيح هذه البورصة للعائلات الثرية بيع العقارات والحصول على السيولة النقدية مباشرة. ويعترف خان بأن فكرته ليست جديدة كلياً، فقد جربها آخرون على أن تقوم بنوك كبرى بتوفير السيولة للبائع.

وأوضح أن العقارات يمكن تداولها كما الأسهم – ليس كلياً فقط، بل حتى جزئياً، حيث يمكن شراء ما قيمته 300 درهم من عقار – وبناء على ذلك أطلق شركته الجديدة «إمباكتوم كابيتال».

أنظمة وآليات

قال رجل الأعمال البريطاني جون بتروورث إن الشركات الصغيرة والمتوسطة تفتقد إلى الأنظمة والآليات التي تتيح لها التعامل السليم مع موضوع التوظيف، ولا أعتقد أن شركات التوظيف تقدم مساعدة حقيقية في هذا المجال.

ولذا نؤدي هذه المهام بأسلوب مدروس، حيث يمر المرشح للوظيفة بمراحل تبدأ بمقابلة عبر الفيديو، يتم تقييمها مقارنة بالسلوك والطباع المطلوبة للوظيفة ذات الصلة، وذلك لتجنب المقابلة الفعلية وتقليل الوقت وإعطاء فرصة للكوادر الجيدة التي قد لا تتوافق سيرتها الذاتية مع المتطلبات المكتوبة للوظيفة».

 

 

Email