رئيس «ميداليون أسوشيتس» التنفيذي لـ«البيان الاقتصادي»:

شراكات «الحكومي» و«الخاص» تسرّع وتيرة انتعاش الاقتصاد

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مسعود العور، الرئيس التنفيذي لشركة «ميداليون أسوشيتس» المتخصصة في مجال استشارات الاستثمارات العقارية، أن الشراكات الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص ضامنة لتسريع وتيرة التعافي الاقتصادي من تداعيات جائحة «كوفيد- 19».

وأوضح في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» أن دول العالم كافة تحشد طاقاتها في الوقت الراهن للتعامل مع تداعيات الجائحة التي ألقتْ بظلالها على كافة القطاعات والمجالات، بما في ذلك خدمات البنية التحتية. وتسبَّب تفشي الفيروس في انخفاض حاد في الطلب على مرافق البنية التحتية القائمة، كما ساهم في تباطؤ وتيرة تنفيذ المشاريع الجديدة والإيقاف النهائي لجزءٍ منها.

وفي الوقت الذي نشهد فيه استمرار الطلب القوي في بعض القطاعات، مثل الصحة وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات، تعاني قطاعاتٌ أخرى من ضعف الطلب، كما هو حال النقل (المطارات والمرافئ). إلا أنَّ تكاليف تنفيذ الخدمات تواصل صعودها في مُختلف القطاعات نتيجة الإجراءات الحكومية الرامية لحماية آليات تنفيذ الخدمات من تداعيات الوباء العالمي.

ولفت العور إلى أنه في ظل هذه الظروف تصبح الشراكات الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص تحت دائرة الضوء. ويُقصد بهذه الشراكات الاتفاقيات التعاونية بين اثنين أو أكثر من القطاعات الحكومية والخاصة، سعياً وراء العمل معاً لإتمام مشروع محدد أو تنفيذ خدمات معينة للسكان المحليين.

وتشكل هذه الشراكات إحدى الأمثلة على الحوكمة متعددة الأطراف، والتي يجري تنفيذها بنجاح في عددٍ من الدول، لا سيما مشروعات البنية التحتية من قبيل تشييد المدارس والمستشفيات وشبكات النقل والمواصلات وما شابه ذلك.

استجابة وجاهزية

وأكد العور أن الإمارات برزت كمثال ناجح للعودة السريعة إلى الحياة الطبيعية. ونجحت حكومة الإمارات في إظهار الاستعداد التام والجاهزية العالية للاستجابة بفعالية وكفاءة لحالات الطوارئ، نتيجة التخطيط الاستراتيجي الاستباقي والعمل الفوري على توظيف الإمكانات المتاحة في تخطي العقبات وتوظيف الفرص.

وتُصنّف الدولة حالياً كإحدى الدول الأكثر أماناً في العالم من تأثيرات وباء «كوفيد-19»، معززةً ريادتها كنموذج يُحتذى به في تفعيل الشراكة المثمرة بين القطاعين الحكومي والخاص في مواجهة التحديات الحالية والناشئة.

ولعلّ الدرس الأبرز الذي يُمكن استخلاصه من التجربة الناجحة للإمارات يتمثل في أنّ رغبة الجميع، سواء من القطاع الخاص أو الحكومي، في المساعدة تمثل حجر الأساس لتحقيق النجاح. ويوفر العمل المشترك فرصة مثالية لبناء مستقبل أقوى وأكثر أمناً وازدهاراً للأجيال الحالية والمقبلة.

ويتحدث العور عن أساليب عمل مشتركة ومبتكرة بقوله: ربما من الأفضل للشركات الخاصة العمل وفق منهجية أكثر ذكاءً، وفي إطار التعاون الوثيق مع الشركات الأخرى، مع تخطي فكرة المنافسة والبحث عن طرق جديدة ومبتكرة لتجميع الموارد ومشاركة جهات الاتصال الخاصة بالمصادر، فضلاً عن تحسين الإنتاجية واعتماد نهج التفكير الاستراتيجي بشكل أكبر وأوسع.

وعلى صعيد استشارات الأعمال، تعتبر الإمارات وجهة حاضنة لعدد من أفضل الاستشاريين وأصحاب العقول والرواد وقادة الفكر والمبتكرين في العالم. وتقوم البنية التحتية أيضاً بدورٍ محوري في تسريع وتيرة الانتعاش الاقتصادي. التحوط للمستقبل

ويستخلص العور درسا آخر يمكن تعلّمه من جائحة «كوفيد- 19» هو إدراك أهمية «التحوّط للمستقبل»، خاصة عبر الشراكات المتينة بين القطاعين الحكومي والخاص. وسيسهم بناء القدرات ذات الصلة بالتحوّط للمستقبل بتعزيز مرونة المشاريع لضمان استمراريتها وإطالة عمرها.

وسيشمل ذلك أيضاً التحرك نحو النظر بشكل أكبر إلى فوائد الدورة طويلة الأجل للشراكات الرئيسية بين القطاعين العام والخاص، والقدرة على اعتماد نهج استباقي واستراتيجيات مرنة. ويمكننا القول ختاماً بأنّنا نواجه اليوم عالماً جديداً كلياً.

لذا، فإنّ الطريقة الوحيدة للتعافي بشكل أسرع من الأزمة العالمية الاستثنائية تتمثل في تعزيز أطر العمل الوثيق بين الحكومات والشركات الخاصة، من أجل وضع خارطة واضحة لبناء مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً وأمناً للجميع.

نهج أكثر شمولية

أكد الرئيس التنفيذي لشركة «ميداليون أسوشيتس» أنه يجب أن يتبنّى القطاع الخاص نهجاً وطنياً واقتصادياً أكثر شمولية. ويمكن للمستثمرين الاستفادة من الأصول المتعثرة في مرحلة «ما بعد كوفيد - 19» لتحقيق عائدات استثمارية مجزية. وتدل عودة المستثمرين الأجانب للعقارات الخليجية على استمرار جاذبية الأصول المتميزة.

Email