مطارات دبي تشارك في فعاليات مشروع تصميم الخمسين عاماً القادمة للإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر مطارات دولة الامارات أحد اللاعبين الاستراتيجيين في صناعة النقل الجوي على مستوى العالم بفضل بناها التحتية الحديثة وتطويعها للتكنولوجيا الأكثر تطورا وكفاءاتها الوطنية، وتسعى من خلال مبادراتها ومشاريعها إلى دعم توجهات دولة الإمارات المستقبلية ومشروع تصميم الخمسين عاما القادمة.

وقد أدت هذه الرؤية التي وُضعت منذ سبعينات القرن الماضي، الى توفير أسس النجاح لتحقيق دولة الامارات خلال الخمسين عاما الماضية، إنجازات مشرفة جعلتها تحتل موقعا استراتيجيا مهما على خارطة النقل الجوي العالمية، خاصة على مستوى امارة دبي التي يتربع مطارها الدولي على قائمة أكبر مطارات العالم بأعداد المسافرين الدوليين منذ العام 2014.

ولم تركن مطارات دبي الى ما حققته من إنجازات طوال السنوات الماضية بل تتطلع بقوة الى الخمسين عاما المقبلة، معتمدة على بنيتها التحتية المتطورة والمستدامة، لمواكبة المشروع الوطني "تصميم الخمسين عاما القادمة" الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، ضمن المبادرات الداعمة لعام الاستعداد للخمسين الذي أعلنه سموه وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليكون العام 2020 منطلقاً لتنفيذ أكبر استراتيجية وطنية لإعداد البلاد للخمسين عاماً القادمة.

وبهذه المناسبة، أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الامارات والمجموعة، أن مشروع تصميم الخمسين عاما القادمة هو مشروع رؤيوي بامتياز، ستكون له نتائج مبهرة على مستوى الإمارات وانعكاسات غير مسبوقة على الدور المستقبلي الذي ستلعبه على الساحة الدولية وترسيخ حضورها كدولة نموذج لاستشراف المستقبل.

وقال سموه: "نحن نفخر بما تم تحقيقه خلال الـ 50 عاما الماضية من عمر دولتنا الفتية بفضل الرؤية الثاقبة للآباء المؤسسين والجهود المخلصة لحكومتنا الرشيدة للمضي قدما بهذه الرؤية نحو المستقبل المنشود، ما أهلنا لاحتلال المراتب الأولى في العديد من المؤشرات التنافسية العالمية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبنى التحتية وغيرها من المؤشرات".

وأضاف سموه: "يعتبر قطاع الطيران ركيزة أساسية من ركائز اقتصادنا الوطني، لذلك هو يحظى باهتمام خاص من قبلنا لمواصلة حشد الطاقات المتنوعة والمزايا التنافسية الكبرى التي نتمتع بها، لتغيير مفاهيم السفر كلياً خلال الخمسين عاما المقبلة، وتقديم تجربة سفر آمنة ومستدامة معتمدين في ذلك على الدعم المطلق من قيادتنا الرشيدة ومواردنا البشرية المؤهلة".

رسالة وفاء وعرفان

وقال سمو رئيس مطارات دبي: "طيب الله ثرى الإباء المؤسسين الذين وضعوا لنا أسس النجاح الباهر الذي حققته دولتنا في كافة المجالات، وهذا المشروع الاستشرافي الذي اعتمدته قيادتنا الرشيدة، هو رسالة وفاء وعرفان لإسهامات قادتنا المؤسسين العظام، وما حققته دولة الامارات من إنجازات ومكتسبات وطنية تصل إلى حد المعجزات من حيث المضمون والمدى الزمني الذي تحققت فيه، انما هو نتيجة لهذه الاسهامات السابقة وللرؤية والتوجيهات الحكيمة لقيادتنا الرشيدة التي ستؤهلنا لإكمال هذه المسيرة المباركة وبلوغ أهداف مئوية 2071 في أن تكون الامارات الأكثر تأثيرا على مستوى العالم".

وأكد سموه: "خلال السنوات الماضية استثمرنا عشرات المليارات لإنشاء أفضل البنى التحتية وأكثرها تطورا في العالم، ونحن في ورشة عمل لا تهدأ للارتقاء الدائم بأدائنا ومرافقنا وخدماتنا، وسنواصل الاستثمار في الانسان والبنى التحتية لضمان التفوق ومنح عشرات الملايين من المسافرين تجربة سفر لا تنسى، صحيح ان قطاع الطيران العالمي يواجه تحديات على خلفية ازمة فيروس كورونا المستجد، ولكن نحن متفائلون بأن مرحلة التعافي تعود تدريجيا، وسيعود معها الزخم لهذه الصناعة وستعود دبي للتربع على رأس القائمة مجدداً".

يذكر ان مطارات دبي تحتل المركز الأول على قائمة مطارات العالم من حيث اعداد المسافرين الدوليين منذ العام 2014 لغاية الان. وقد استفاد من خدمات المطار نحو 1،115 مليار مسافر على أكثر من 7.47 ملايين رحلة جوية ربطت بين أكثر من 240 وجهة في 95 دولة حول العالم، منذ افتتاحه لأول مرة في 30 سبتمبر 1960.

أكبر حشد للطاقات المبدعة

في السياق ذاته، قال جمال الحاي نائب الرئيس في مطارات دبي:" ان مشروع تصميم الخمسين عاما القادمة يعد أكبر حشد للطاقات المبدعة لم يشهد له العالم مثيلا، ودعوة لرسم مستقبل دولة سوف يخلدها الحاضر والمستقبل".

وأضاف الحاي:" يأتي هذا المشروع الاستثنائي في وقت يشهد العالم فيه واحداً من أهم التحديات في تاريخه نتيجة ازمة فيروس كورونا المستجد وبالتالي فهو يأتي في وقته المناسب للتفكير ليس فقط في بناء دولة أكثر تقدماً وديناميكية يستفيد من تطورها وحداثتها العالم كله، وانما أيضا بناء عالم أكثر التصاقا بهموم الانسان أينما كان، وتسخير الطاقات من أجل خير البشرية جمعاء".

وأكد الحاي:" نحن دولة فتية يملؤها الفخر بماضيها بما يحمله من إنجازات وتجارب نجاح يصعب تكرارها، ويملؤها في الوقت عينه الإصرار والعزيمة على كسر المستحيل في سبيل بناء مستقبل يستجيب لرؤية قيادتنا الرشيدة ويليق بطموحات كل من يعيش على أرض الامارات".

بيئة مستدامة

وتحظى الاستدامة بأهمية خاصة بالنسبة لدولة الامارات، وتشكل محوراً أساسيا في رؤيتها المستقبلية واستعدادها للخمسين عاما القادمة، وقد حققت مطارات دبي إنجازات متعددة على صعيد الاستدامة اهلتها للحصول على جائزة من مجلس المطارات العالمي من فئة المستوى الثالث تقديرا لجهودها في مجال تقليل وإدارة البصمة الكربونية عام 2019. وتعتبر مطارات دبي ضمن فئة قليلة استطاعت الحصول على هذا التقدير العالمي.

وقال ماجد الجوكر نائب الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية في مطارات دبي: "الاستدامة مسألة محورية ضمن استراتيجية مطارات دبي من أجل الحفاظ على ديمومة مواردنا وتوفير بيئة مستدامة تواكب التحديات اليومية التي تكتنف قطاع الطيران في كافة المجالات وعلى رأسها الأمن والسلامة".

وأضاف الجوكر: "لقد استثمرت حكومتنا الرشيدة عشرات مليارات الدراهم لبناء بنية تحتية متطورة جدا اهلتنا لتحقيق ما حققناه من إنجازات طوال السنوات الماضية، وأنا كلي ثقة بأنها سوف تدفعنا للمضي قدما نحو مستقبل أكثر استدامة ولعب دور استراتيجي في إنجاح مشروع تصميم الخمسين عاما المقبلة، فيما يتعلق بقطاع الطيران".

جاهزية البنية التحتية

ويحظى قطاع الطيران في دبي باهتمام بالغ الأهمية من خلال الحرص على تجهيز البنية التحتية للمطارات بأفضل التقنيات المتطورة وتأهيل الموارد البشرية المواطنة استعدادا للخمسين عاما القادمة.

ومن ضمن المشاريع المهمة التي نفذتها مطارات دبي على هذا الصعيد، مشروع الطاقة الشمسية الذي جاء في إطار الجهود لدعمً رؤية الدولة في مجال الطاقة النظيفة وجهودها الاستباقية استعدادا للخمسين عاما القادمة، تلتزم مطارات دبي بتحقيق مستقبل أكثر استدامة، حيث يحتوي مطار دبي الدولي، على أكبر نظام للطاقة الشمسية في قطاع المطارات في منطقة الشرق الأوسط، مع مصفوفة من 15000 لوحة شمسية في المبنى رقم 2.

ويقلل هذا النظام انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية بمقدار 3243 طنًا متريًا، أي ما يعادل ما تمتصه 53617 شجرة لمدة 10 سنوات أو 688 مركبة ركاب سارت لمدة عام واحد.

القياسات الحيوية

كما انجزت دولة الإمارات الكثير في مجال القياسات الحيوية استعدادا للخمسين عامًا القادمة حيث ستلعب هذه التكنولوجيا دورًا مهمًا في مستقبل قطاع الطيران. وقد تم ترقية تجربة المسافر في مطار دبي الدولي مؤخرًا من خلال تنفيذ مسار القياسات الحيوية المتكامل بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، إضافة إلى توفير تجربة سفر مبتكرة وآمنة وصحية، ابتداء من إجراءات السفر وحتى الوصول الى بوابات الطائرة. وتعمل التكنولوجيا الحديثة على تحسين انسيابية حركة المسافرين عبر المطار من خلال تقليل عمليات فحص المستندات واختصار زمن الانتظار في الطوابير.

وقال عمر بن عدي نائب أول للرئيس لشؤون الخدمات الهندسية: "نعمل على تنفيذ رؤية وتوجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في ترسيخ ثقافة الابتكار بما يتواكب مع جهود رسم مستقبل الامارات من خلال منظومة متكاملة تعزز من تنافسية الدولة واستعدادها للخمسين عاما القادمة".

وأضاف بن عدي:" نجحت مطارات دبي في تطوير بنيتها التحتية من خلال استراتيجية الابتكار التي اعتمدتها للارتقاء الدائم بمعايير سلامة الحركة على ساحة المطار وضمان فاعليتها وسط الظروف الجوية المختلفة. وبناء عليه قمنا بتطوير عدد من المشاريع من خلال مختبر الخدمات الهندسية للابتكار، بهدف التفكير الاستباقي لوضع الحلول المستقبلية المفترضة في بيئة المطار المليئة بالتحديات على مدار الساعة. ومن أبرز المشاريع التي ابتكرناها هو مشروع "اتبع الضوء الأخضر" لترسيخ عنصري السلامة والأمان في إدارة العمليات الأرضية.

اتبع الضوء الأخضر

وتتلخص فكرة المشروع في تشغيل سلسلة من المصابيح المثبتة على مسارات الإقلاع والهبوط بشكل تلقائي حيث يتم الربط بين أنظمة الملاحة الجوية والأنظمة الأرضية بغرض توجيه الطائرات الكترونيا، في حين تتم هذه العملية في العادة من خلال تلقي التوجيهات والتواصل مع برج التحكم.

ويهدف المشروع إلى الارتقاء بعمليات ساحة المطار إلى مستوى أكثر ذكاءً حيث ستتمكن مطارات دبي من استيعاب حركة النقل الجوي بسهولة أكبر مع تعزيز مستويات السلامة والأداء في الوقت المحدد.

وقد تم تطوير هذه التقنية الجديدة وفقاً لأحدث المعايير العالمية، ومن المتوقع أن يسهم مشروع "اتبع الضوء الأخضر" بالشراكة مع الجهات المعنية، في تطوير كفاءة وفاعلية أنظمة الأمن والسلامة بالأخص في ظل الظروف الجوية الصعبة، كما سيسهل حركة الطائرات من المدرج إلى الموقف المخصص لها خلال فترة زمنية أقصر.

ويعكس المشروع أيضا جهود مطارات دبي وحرصها على تطبيق أعلى معايير الاستدامة من خلال اقتصار تشغيل الأضواء الأرضية عند حركة الطائرة فقط والمساعدة على تقليل معدل احتراق الوقود للطائرات وتقليل البصمة الكربونية بشكل عام.

خطوة على طريق الخمسين

وفي إطار جهودها لدعم مشروع تصميم الخمسين عاماً القادمة لدولة الإمارات، شاركت مطارات دبي بالتعاون مع مجلس شباب الهيئة العامة للطيران المدني بالدولة، في حلقة شبابية بعنوان "تأهيل الكفاءات الوطنية الشابة بما يخدم قطاع الطيران 2071" ضمن سلسلة حلقات شبابية لتصميم الخمسين عاما القادمة، بإشراف المؤسسة الاتحادية للشباب وبالتعاون مع لجنة الاستعداد للخمسين، بهدف تشجيع الشباب على المشاركة في أفكارهم ومقترحاتهم المبتكرة في رسم مستقبل قطاع الطيران أحد أكثر القطاعات حيوية في الدولة.

أدارت الحلقة ليلى المازمي رئيس قسم الاجندة الحكومية في مطارات دبي، حيث تمت مناقشة العديد من الموضوعات المهمة، والتعرف على تطلعات الشباب فيما يخص تأهيل الكوادر الوطنية الشابة ودورها المستقبلي استعدادا للخمسين عاما القادمة.

 

Email